خاتمي يلمح بقوة إلى خوضه إنتخابات الرئاسة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طهران: أعطى الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي أقوى مؤشر حتى الآن إلى أنه سيرشح نفسه في إنتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة في يونيو حزيران وقال لمؤيديه "سأنفذ تعهداتي" فيما يتعلق بترشيح نفسه. والتصريحات التي بعثت لرويترز يوم الاربعاء أدلى بها خلال اجتماع مع جماعات شبابية. وقال حليف وثيق أيضا لرويترز يوم الاربعاء ان خاتمي سيدلي بتصريح رسمي بشأن ترشيح نفسه قريبا. وقال خاتمي "علي الوفاء بتعهداتي للشعب (الايراني) واعلان استعدادي (للترشح) رغم رغبتي الشخصية."
ويقول السياسي الايراني المعارض ابراهيم يزدي ان الوضع بالنسبة للنشطاء المؤيدين للاصلاح مثله يزداد سوءا "يوما بعد يوم" في الجمهورية الاسلامية. وقال زعيم حركة الحرية المحظورة بمنزله في العاصمة الايرانية "انهم يتهموننا بشكل مستمر بالتخريب الناعم ويتهموننا بثورة مخملية."
في جزء اخر من طهران تشعر المحامية المتخصصة في حقوق الانسان نسرين سوتوده أيضا بالضغط من السلطات. وتقول انها منعت من مغادرة ايران لاستلام جائزة ايطالية في ديسمبر كانون الاول وانها تواجه اتهامات امام محكمة تتصل بعملها. وقالت سوتوده التي من بين موكليها ناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة بمكتبها "أعتقد أنهم يريدون منعي."
وربما يكون يزدي وسوتوده يعانيان مما وصفه دبلوماسي غربي بأنه "حملة مؤكدة" ضد الاصوات المعارضة التي قال انها يمكن أن تكون نتيجة للشكوك المحيطة بانتخابات ايران التي تجري في يونيو حزيران الى جانب الاوضاع الاقتصادية وتولي الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما الحكم. وأضاف الدبلوماسي الذي يتخذ من طهران مقرا له "انهم يكرهون التشكك ورد فعلهم على التشكك هو شن حملة لمحاولة السيطرة على كل شيء ولارسال رسائل تحذيرية... أعتقد أن هذا هو ما شهدناه في الاشهر القليلة الاخيرة."
ويعتزم الرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد خوض الانتخابات سعيا للفوز بولاية رئاسية ثانية مدتها أربعة أعوام على الرغم من الانتقادات من الخصوم الاكثر اعتدالا الذين يتهمونه باساءة ادارة الاقتصاد والحاق أضرار بايران على الصعيد الدولي بتصريحاته النارية المناهضة للغرب. وقد وضع شروطا صعبة لاجراء اي محادثاات مع ادارة اوباما قائلا ان عليها تغيير سياستها وليس تكتيكاتها تجاه طهران والاعتذار عن "الجرائم" السابقة ضد ايران.
ويقول محللون إن الحكومة ربما تتخذ موقفا اكثر تشددا من النشطاء الذين يسعون الى اجراء تغييرات سياسية واجتماعية لانها تخشى أن تكسب هذه الاراء أرضية في وقت ترزح فيه ايران تحت ضغط خارجي بشأن خططها النووية. وأضافوا أنه ربما يصعب انخفاض أسعار النفط على رابع اكبر دولة منتجة للنفط الخام في العالم تجاهل العقوبات المفروضة من الولايات المتحدة والامم المتحدة بشأن أنشطة يخشى الغرب من أن تكون لها أهداف عسكرية كما سيسبب مشاكل لمسعى أحمدي نجاد الترشح لولاية ثانية.
وعبر الدبلوماسي عن عدم اعتقاده بأن هناك معارضة منتشرة على نطاق واسع في ايران لكن السلطات "تحب السيطرة على الامور." وفي احدى القضايا التي حظيت باهتمام اعلامي كبير أغلق مكتب الجماعة المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان التي ترأسها شيرين عبادي الفائزة بجائزة نوبل في اواخر عام 2008 استنادا الى عدم وجود ترخيص قانوني بمزاولة نشاطه.
وأشارت سوسن تاهماسيبي الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة الى أن الخطوة التي اتخذت ضد اشهر المدافعين عن حقوق الانسان تبعث باشارة الى الاخرين ايضا. وقالت "اذا لم تكن تتمتع بحصانة فهذا يعني أن لا أحد منا يتمتع بحصانة... هذا مثار قلق كبير لنا جميعا." وترفض ايران اتهامات الغرب لها بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان وتقول انها تسمح بحرية التعبير.
ونقل عن غلام حسين الهام المتحدث باسم الحكومة قوله الاسبوع الماضي ان الايرانيين "تذوقوا الحرية الحقيقية" بعد أن جاء احمدي نجاد الى الحكم عام 2005 متعهدا باحياء قيم الثورة الاسلامية التي قامت عام 1979 وأطاحت بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة.
لكن منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) ومقرها الولايات المتحدة قالت ان ايران تسخدم الامن القومي "كتبرير لاسكات المعارضة" وانه كان هناك ازدياد كبير في اعتقالات النشطاء السياسيين والاكاديميين وغيرهم العام الماضي. وكثيرا ما تتهم ايران القوى الغربية بالسعي الى تقويض الجمهورية الاسلامية من خلال "ثورة مخملية" او "ناعمة" بمساعدة المفكرين وغيرهم داخل البلاد.
وفي يناير كانون الثاني أعلن القضاء أن أربعة ايرانيين اعتقلوا فيما يتصل بمؤامرة مدعومة من الولايات المتحدة للاطاحة بالنظام الحاكم وهو اعلان قال محللون انه ربما يكون رسالة تحذير الى واشنطن بعدم التدخل في ايران.
وفي واقعة أخرى أثارت قلق الغرب ألقي القبض على المدون الايراني الكندي حسين ديراخشان منذ بضعة أشهر ولا يزال محتجزا. وذكرت وسائل اعلام كندية أن ديراخشان الذي كان يستعمل الاسم المستعار "بلوج فاذر" لكونه رائدا لثورة للتدوين في ايران احتجز بتهمة التجسس لحساب اسرائيل عدوة ايران اللدودة. وأضافت هيومان رايتس ووتش في تقريرها العالمي الاخير عن الوضع عام 2008 أن "ايران واصلت استخدام ما تسميه تهديدات خارجية كذريعة لقمع المجتمع المدني."
وقال اوباما انه يعتبر ايران مصدر تهديد لكنه عرض ايضا اقامة حوار مباشر مع زعمائها مما يشير الى نهج امريكي جديد يختلف عن نهج الرئيس السابق جورج بوش الذي كان يسعى الى عزل طهران بشأن برنامج نووي تقول طهران انه يهدف الى توليد الكهرباء.
وأشار دبلوماسيون غربيون الى أن التغيير في واشنطن يمكن أن يتيح فرصة نادرة لتحسن في العلاقات التي قطعت منذ ثلاثة عقود لكن المتشددين في ايران يمكن أن يمنعوا الانفتاح وسط مخاوف من أن الولايات المتحدة ما زالت تريد تقويض النظام الاسلامي.
وخصصت ادارة بوش عشرات الملايين من الدولارات لرعاية الديمقراطية في ايران لكن بعض النشطاء الايرانيين حذروا بأن هذا لا يمنح السلطات الا ذخيرة جديدة لاستخدامها ضدهم عبر تجسيدهم على أنهم عملاء للولايات المتحدة. وقال دبلوماسي اوروبي في طهران ان تلك السياسة الامريكية كانت أحد العوامل في "تشديد (ايران) احكام قبضتها على حقوق الانسان... وعلى جميع النشطاء."
وقال يزدي وزير الخارجية في اول حكومة شكلتها ايران بعد الثورة الاسلامية ان الشرطة منعته الشهر الماضي من عقد اجتماع لما بين 20 و30 شخصا بمنزله تقديرا لعبادي والنشطاء الاخرين في مجال حقوق الانسان. وأضاف أن الهوة بين الشعب الايراني والسلطات في تنام. وتابع "كلما ازدادت عمقا كلما يصبحون مرهوبي الجانب بدرجة اكبر. وكلما أصبحوا مرهوبي الجانب كلما استخدموا أداة اكثر قسوة (ضد) اي أصوات معارصة."
وقالت سوتوده المحامية المتخصصة في مجال حقوق الانسان انها تواجه اتهامات امام المحكمة من بينها أنها ترتبط بصلات بأجانب وايرانيين يعيشون في الخارج لكنها أضافت أن هذا لن يمنعها من ممارسة نشاطها. وأضافت سوتوده (45 عاما) وهي ام لابنين "من المحتمل أن أدان و(يتم ارسالي) الى السجن. لكنني مستمرة."