قمر إيران وإنتخابات إسرائيل في الصحف البريطانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة ركزت على موضوع الانتخابات الاسرائيلية القادمة واطلاق ايران قمرا اصطناعيا ودلالات ذلك .
صحيفة "الديلي تلغراف" نشرت مقالا تحليليا بقلم ديفيد بلير بعنوان "الانتخابات الاسرائيلية قد تقوض تحرك أوباما للسلام في الشرق الأوسط".
يقول المقال إن الانتخابات العامة التي ستجري في اسرائيل الثلاثاء القادم ستسفر عن وصول واحد من اثنين إلى رئاسة الوزراء: تسيبي ليفني أو بنيامين نتانياهو.
ويضيف أن الانتخابات "لا تحظى باهتمام كبير من قبل الناخبين، فثلاثين في المائة من الناخبين الاسرائيليين لم يقرروا بعد لمن سيمنحون اصواتهم، وربما ستكون نسبة الاقبال على الاقتراع ضعيفة "ولكن الانتخابات ستأتي بالزعيم الذي يمكنه التعامل مع الرئيس الأميركي باراك اوباما في إطار التحرك الأميركي الجديد للسلام في الشرق الأوسط".
مشكلة النظام السياسي
ويرى الكاتب أن رئيس الوزراء الاسرائيلي القادم قد "يساعد أو يعيق هذا الجهد الدبلوماسي الحاسم، أو حتى يقوضه".
ويستعرض الكاتب النظام السياسي الاسرائيلي الذي يقوم على التمثيل النسبي في الانتخابات وعلى تعدد الأحزاب الصغيرة، وعلى تشكيل حكومات ائتلافية لا يمكنها الاستغناء عن أحزاب اليمين الديني (التي تمسك بتوازن القوة).
إلا أن مشكلة هذه الأحزاب "أنها تدافع عن سياسة بقاء المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية".
ويقارن الكاتب بين موقفي كل من ليفني ونتانياهو، ويجد أن الأولى التي بدأت في الطرف المتشدد (الليكود) ثم اتجهت إلى الوسط (حزب كاديما) نجحت في أن تطرح نفسها كزعيمة قادرة على صنع السلام مع الفلسطينيين عندما كانت ترأس وفد التفاوض مع الفلسطينيين.
اما نتانياهو الذي بدأ متشددا يجد تحالفه الحقيقي مع أقصى اليمين الديني، فقد أعلن أخيرا أنه في حالة نجاحه في الانتخابات فسيشكل حكومة ائتلافية واسعة مع الأحزب الرئيسية (ربما مع كاديما) وليس مع الحزب الديني.
ويرى الكاتب أن من المؤكد ايضا ألا يكرر نتانياهو موقفه المتصلب إزاء ما يصدر عن البيت الأبيض.
وإذن فقد ضاق الفرق بين ليفني ونتانياهو في رأي الكاتب.
"إسرائيل بيتنا"
يبقى هناك إذن حزب "اسرائيل بيتنا" اليميني المتشدد بزعامة أفيجدور ليبرمان الذي تشير الاستطلاعات إلى أنه سيأتي في المرتبة الثالثة بعد الليكود وكاديما.
ويخشى الكاتب أن ينتهي الأمر بأن يصبح ليبرمان الذي يرفض أنصاره عملية السلام برمتها، رئيس الوزراء الذي يقود حكومة إسرائيلية يمينية متشددة، وفي هذه الحالة ربما يندم أوباما على تأكيده على فكرة ضرورة "البحث عن السلام".
صحيفة "الاندبندنت" تنشر تحقيقا تفصيليا حول أفيجدور ليبرمان الذي تصفه بأنه أصبح "الشخصية الحاسمة في انتخابات الاسبوع القادم بعد أن أظهر استطلاعان للرأي تقدمه على حزب العمل".
ويقول المقال إنه يخوض الانتخابات تحت لافتة تقول إنه يتعين على عرب اسرائيل التعهد بالولاء للدولة أو يفقدون الحق في التصويت.
ويؤكد المقال ان أفيجدور، الذي يقيم في احدى مستوطنات الضفة الغربية، سيصبح هو الذي يتحكم فيمن يمكن أن يكون رئيس الوزراء القادم في اسرائيل: ليفني أو نتانياهو.
في أم الفحم
وتقول الصحيفة إن سياسة حزب "اسرائيل بيتنا" الذي يضم الكثير من اليهود المهاجرين من روسيا، تشمل أيضا اعادة رسم حدود اسرائيل بحيث تشمل تبادل منطقة يقيم فيها 100 ألف من عرب اسرائيل مقابل ضم المستوطنات الواقعة في الضفة الغربية.
وتمضي قائلة أن أكثر المناطق شعورا بالتهديد من هذه التطلعات هي بلدة أم الفحم التي يمكن أن يفقد سكانها كل حقوقهم كمواطنين اسرائيليين.
وفي لقاء مع أبو شقرة، مدير معرض للفنون في البلدة والناشط في مجال التعايش بين اليهود والعرب، يقول الرجل إنه يشعر حاليا بالاحباط والقنوط بسبب صعود ليبرمان الذي سبق ان اقترح اعدام أي عضو في الكنيست يجري محادثات مع ممثلي حماس.
وتقول آمال مهجن إنها ستقاطع الانتخابات ليس بسبب ليبرمان "قد يقتلنا، لكننا لسنا خائفين منه، لن نخرج من أرضنا، ولكن بسبب غزو اسرائيل لغزة".
وتضيف قائلة: "إذا زعيم حزب العمل الذي يتزعمه وزير الدفاع ايهود باراك الذي يتحدث عن ايمانه في السلام يفعل ذلك في غزة فماذا ستفعل الأحزاب الأخرى؟".
تنهي الصحيفة تحقيقها بمقتطفات من أقوال أفيجدور وتصريحاته الشهيرة منها "إذا تعارضت الديمقراطية مع القيم اليهودية فإن المبادئ اليهودية والصهيونية أكثر أهمية".
نسق موحد
افتتاحية صحيفة "الغارديان" جاءت تعليقا على إطلاق إيران قمرا اصطناعيا قمؤخرا الذي اعتبرته دلالة أخرى "على اتجاه نظام تخصيب اليورانيوم الإيراني وبرنامج الصواريخ في نسق موحد صوب مرحلة يمتلك النظام عندها القدرة على امتلاك أسلحة نووية".
لكن المقال يستدرك قائلا: "ولكن يتعين أيضا ملاحظة أن الايرانيين أطلقوا على قمرهم "الأمل"، كما أن "القدرة" تختلف عن الإنتاج أو التشغيل".
ويتطرق المقال إلى موقف السياسة الخارجية الايرانية ويقول إن وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ظل يتحدث في لقاء دافوس الأسبوع الماضي لمدة عشرين دقيقة عن سياسة بلاده الخارجية دون أن يفصح عن "عبارة واحدة محددة".
وتطالب الافتتاحية بضرورة تخفيف التوتر بين الولايات المتحدة وايران، وضرورة ابتعاد الدولتين عن استخدام اللغة الخشنة.
وتمضي قائلة إن "من المثير للقلق أن دينيس روس ربما يصبح كبير مستشاري الرئيس أوباما للشؤون الإيرانية، وهو معروف بتشدده ورغبته في تصعيد العقوبات على ايران بل وحتى الإبقاء على الخيار العسكري على الطاولة".
وتتساءل الافتتاحية قائلة: إذا كان هذا سيكون خط السياسة الاميركية فمن الطبيعي أن يكون السؤال: وما هو الفرق إذن بين بوش واوباما؟
وتستبعد افتتاحية الصحيفة أن يحدث أي تقدم في العلاقات الأميركية- الإيرانية "ما لم يتم التوصل إلى تسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والقبول بألا يظل الاحتكار النووي الاسرائيلي قائما فيما يتم حث غيرها من الدول على كبح جماح طموحاتها النووية".
"إجراءات محسوبة"
افتتاحية صحيفة "التايمز" تناولت الموضوع نفسه ولكن من زاوية أخرى مختلفة. الافتتاحية تقول إن إيران، منذ انتخاب الرئيس أوباما، اتخذت سلسلة من الاجراءات التي تبدو محسوبة بحيث تقوض أي تقارب مع الغرب.
وتمضي فتشير إلى أن وسائل الإعلام الإيرانية أخذت تقلل من أهمية أي تغير محتمل في سياسة واشنطن، وتحذر من النظرة الأميركية "المعادية للإسلام"، كما زادت إيران من تزويد حماس بالأسلحة، واستمرت في توسيع أبحاثها النووية، بينما يرى الخبراء الغربيون ان ايران أصبحت موشكة على امتلاك السلاح النووي.
تتطرق الافتتاحية بعد ذلك، إلى اطلاق ايران يوم الاثنين الماضي قمرها الاصطناعي "المصنوع محليا بواسطة تكنولوجيا (صاروخية) يمكن تطويعها لحمل رؤوس نووية".
وتضيف الافتتاحية أن "إيران ظلت طوال الشهرين الأخيرين "تهين وتتحرش وتهدد المجلس الثقافي البريطاني والعاملين فيه، مما اضطر المؤسسة الثقافية البريطانية إلى التخلي عن 13 الف ايراني كانوا يترددون على مقره في طهران العام الماضي، وتجمد نشاطاته".
وتمضي الافتتاحية فتقول إن الرئيس أحمدي نجاد وأنصاره يعرفون أنهم لا يتمتعون بالشعبية، ليس فقط في أوساط الطبقة الوسطى، بل وبين الشباب والطبقات الفقيرة.
وتضيف أن نجاد لا يمكنه أن يمنح البراغماتيين أي أرضية، فهؤلاء يرغبون في تنحيته وفي اقرار السلام مع الغرب، واصلاح الاقتصاد الايراني المتدهور.
وتختتم الصحيفة بالقول "إن الاستفزازات الأخيرة بمعنى ما، هي علامة مشجعة على أن المتشددين في حالة دفاع عن النفس، وإن الغرب لا ينبغي أن يُستفز، ويجب أن تظل المفاوضات هي الطريقة المثلى لاخراج ايران من عزلتها، وتبقى القوة الناعمة أفضل طريقة لمواجهة التطرف المتعصب الذي يحكم ايران منذ 30 عاما".