أخبار خاصة

صيدم لـ "إيلاف": الخلافات هي التحدّي الأبرز والحل بحكومة الوفاق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إعادة إعمار غزّة رهن المصالحة الوطنية
صيدم لإيلاف: الخلافات هي التحدّي الأبرز والحل بحكومةالوفاق

صيدم في حواره مع الزميلة مروة كريدية مروة كريدية - ايلاف: يشكل ملف إعادة إعمار غزة محورًّا مهمًّا في عملية اعادة الحياة الطبيعية للقطاع المنكوب وفي ظل الانقسام الفلسطيني، فإن الخطوات الحالية والمستقبلية لأعمال الاغاثة تشهد تأخرًّا ملحوظًا ، وفي وقت تسعى فيه المؤسسات الانسانية والمنظمات الدولية لإعادة الحياة الطبيعية لسائر المرافق بما فيها في ذلك المرافق التعليمية والصحية وكافة المؤسسات التي تضررت وتوقفت عن العمل خلال الحرب، فإنّ قضية الاغاثة الطارئة وإعادة الاعمار دخلت في أتون المناكفات السياسية بين حركتي فتح وحماس .

فبعدأن سيطرت حماس على "اللجنة الوطنية العليا للإغاثة" المعنية بتقديم المساعدات العاجلة الى عشرات آلاف الفلسطينيين المتضررين من العدوان، أعلنت فتح رفضها المشاركة في اللجنة، وانضمت إليها في ذلك جبهة اليسار المؤلفة من الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب. كما دعت فتح الى تشكيل لجنة شعبية وطنية مستقلة تشارك فيها الفصائل ومنظمات المجتمع المدني ذات الخبرة الواسعة في مجال الإغاثة والتنمية. فيما اعتبرت الفصائل أن لجان الاغاثة واعادة الاعمار يمكن أن تشكل مدخلاً للعودة الى مائدة الحوار الوطني الشامل في حال تم تشكيلها على قاعدة الأسس التي طرحتها.

وتشير الإحصائيات والتقديرات الأولية الصادرة عن الجهاز الفلسطيني المركزي للإحصاء حول الدمار الذي خلفته الحرب إلى تدمير ما يزيد عن خمسة ألاف منزل بشكل كلي، وأكثر من 20 ألف منزل بشكل جزئي، و20 وزارة، في وقت أشارت فيه وزارة الأوقاف في حكومة غزة إلى تدمير 41 مسجدًا بشكل كلي وحوالى 50 مسجدًا بشكل جزئي، بالإضافة إلى خمس مقابر لدفن الأموات.

للاطلاع على هذا الشأن ايلاف التقت صبري ممدوح صيدم الذي عين مسؤولاً في خلية الأزمة لقطاع غزة في ديوان الرئاسة الفلسطينية وهو الذي يعمل مستشارا لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية لشؤون الاتصالات والمعلوماتية والتعليم التقني بدرجة وزير .

بداية نرحب بك... بوصفك عُيِّنت كعضو خليَّة الأزمة لقطاع غزّة في ديوان الرئاسة الفلسطينية ماهي الأرقام الحقيقية للخسائر في الارواح والممتلكات ؟

إن عدد الشهداء خلال الحرب الأخيرة قد وصل إلى 1342 من بينهم 412 طفلاً و110 نساء، كما وقد سجلت حوادث كثيرة لاقتحامات، علاوة على التهجير للتجمعات السكنية وتدمير الممتلكات، إضافة للاعتداءات على القطاع الطبي والتعليمي، واستهداف البنى التحتية وشبكات الاتصالات.

هل حاولتم توثيق حجم الاضرار ام ان الكلام عن ارقام دقيقة ونهائية ما زال مبكرًّا ؟

نعم ....الاعمال جارية ...ولقد قمت بمبادرة شخصية مني بإطلاق موقع إلكتروني على شبكة الانترنت ويحتوي على صور الدمار التي لحقت بالقطاع ويضم ما يزيد عن 700 صورة ويحمل اسم www.fotowar.net..

ما هي التحديات الأساسية والجوهرية التي تواجهم للانطلاق بعملية إعادة الاعمار ؟

ان ظروف الخلافات الفلسطينية هي التي تشكل التحدّي الأبرز والأساسي أمام جهود إعادة الإعمار والبناء، وحتى أمام جهود الإغاثة.

إذن كيف يكون السبيل لتلافي الخلافات والخروج بمصالحة وطنية من وجهة نظركم؟

الوحدة الوطنية وإغاثة أهلنا في غزة هما المحوران الأساسيان في مبدأ المصالحة الوطنية . والخروج بحكومة وفاق وطني تكون قائمة على الكفاءات اي حكومة تقنوقراط .

لكن حماس تطالب بحكومة "وحدة وطنية" تحفظ خطّ المقاومة وليست حكومة "وفاق وطني" كما تسمونها انتم في السلطة ؟

للمقاومة مفهومان وطرق متعددة فهناك مقاومة مسلحة وهناك مقاومة شعبية وتكون سلميّة بالوسائل المدنية ولا تعتمد على أدوات عسكرية وإنما تعتمد على الجهد البشري وهي التي نؤمن بها حاليًّا.

ولكن كما هو معلوم فإن منظمة التحرير الفلسطينية كانت قائمة على مبدأ الكفاح المسلح ... البعض يرى ان مبدأ المقاومة ينبغي ان يوحّد؟ فما الذي يوحد؟

مع اندلاع العملية العسكرية في غزّة يجب أن نكون كفصائل وفلسطينيين ( بغض النظر عن انتماءاتنا) أقرب للتوّحد وإنهاء خلافاتنا الداخلية لا سيمّا بعد هذا العدد الكبير من الشهداء. بعد سقوط كل هؤلاء الشهداء ولم نصل لمصالحة هذا محزن للغاية ، اتساءل :ماذا ينتظر البعض أكثر مما حصل للوصول إلى الوحدة الوطنية ؟!

طالما اننا متفقون على أن النضال من أجل الأرض والعرض والكرامة حق مشروع وأن التحرير والسيادة واجبات لا تراجع عنها وأن إنهاء الإحتلال ووقف المستوطنات وجدار العزل وإزالتهما هدف يتحد وراءه الجميع، وأن القدس واللاجئين والأسرى والدولة والاستقلال هم في صلب نضالاتنا، إذا لا داعي لفرقتنا وسماحنا بأن تصبح غزة ورقة انتخابية لقائمة من المرشحين الإسرائيليين المستثمرين لانقسامنا والطامحين بالولاية والخلافة على أنقاض أبنائنا بعدما ترسم معركة غزة لهم ملامح تحالفهم وبرنامجهم السياسي المستقبلي وآلية تعاملهم مع قضايا الحل النهائي.

بعضهم يرى أن الفلسطينيين في غزّة مخيرون اليوم بين الحياة في ظل الاحتلال أو الموت في ظل" مشروع حماس" ، ولكن ما هي حقيقة خيارات الافراد العاديون والعائلات البسيطة ؟

الحياة بالنسبة إلى الانسان الفلسطيني لها معنى كبير جدًّا ، فالناس تَعوَّدت على الاحتلال وتعايشَت معه .....وغزَّة هي الأكثر فقرًا، اما الضَفَّة الغربية فوضعها المادي أفضل بطبيعة الحال... وليس بالضرورة أن تُشَكِّل مساحة حياة مهمة .

الانسان ميزته تَكمن في القدرة على البقَاء دون مزاودة من أحد . الناس هُدِّمَت بيوتهم في غزة الصمود ولا يرضون مفارقة أماكنهم و يفترشون الأرض ويجلسون في العراء إنه الإصرار والصمود فتجربة نكبة عام 1948 وقسوتها جعلت الناس تخاف من ترك قراها وارضها... بإختصار الناس خائفة على حياتها الطبيعية بالدرجة الأولى .

المواطن الفلسطيني المثقل بجراحه لن ينفعه أو ينفع أولاده الخوفى فيما إذا كان ذاك الطرف مخطأ أم غريمه بل يعنيه قضيتان مهمتان يرى فيهما ردا على العدوان: أولهما وقف العدوان وعودة التئام الحوار بين الفرقاء وثانيهما أن تطوى صفحة الخلافات بلا عودة وتتحقق وحدة الحال.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مصصم أزياء
طغران بن غركان -

ذكرتني ثياب معدة المقابلة، بأزياء رائدات الفضاء، أو متسابقات ومتسابقوا الدراجات البخارية في صحراء الجزائر