الصنداي تايمز: نتانياهو يثير مخاوف الناخبين ليفوز بأصواتهم

لندن: أبرزت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأحد أنباء الانتخابات الاسرائيلية المقبلة والتي وصلت حملاتها الانتخابية إلى المحطة الأخيرة، كما لم تخل أيضا من الشأن العراقي، وتحليل الوضع في إيران التي تحتفل بالذكرى الثلاثين للثورة الاسلامية، وغيرها من الشؤون المحلية والدولية. ففي الصنداي تايمز كتبت ماري كولفين من القدس تقول "إن صقر اليمين نتانياهو يثير مخاوف الناخبين الذين لا يثقون في السلام مع الفلسطينيين للفوز بأصواتهم".

ونسبت الصحيفة لنتانياهو زعيم الليكود خلال زيارته لمستوطنة بيت اريه في الضفة الغربية القول "إن انتخابات الثلاثاء ستكون حول قضية واحدة هي هل سيظل هذا المكان في ايدينا أم سنسلمه لحماس وإيران". وقال نتانياهو في حشد المستوطنين "لو سيطر الفلسطينيون على هذا المكان فستنهمر الصواريخ على مطار إسرائيل الدولي الذي يبعد 15 ميلا فقط".

وتقول الصنداي تايمز إن التقدم الذي يحرزه نتانياهو البالغ من العمر 59 عاما يرجع لدأبه على إثارة مخاوف ناخبين مثل سكان بيت اريه التي بنيت على أراضي استولت عليها إسرائيل بعد انتصارها في حرب عام 1967 والتي يمكن أن تعود إلى الفلسطينيين بمقتضى اتفاقية سلام. "ورغم الأزمة الاقتصادية العالمية فان السياسيين في إسرائيل تجاهلوها حيث تركز هذه الانتخابات على قضية أساسية هي كيفية التعامل مع الفلسطينيين". وذلك حسب ما ذكرته الصحيفة.

ونقلت الصنداي تايمز عن نتانياهو القول "إننا لن ننسحب من سنتيمتر واحد فكل سنتيمتر ننسحب منه سيذهب إلى إيران". وقالت الصحيفة ان انتخاب نتانياهو سيعد ضربة لادارة الرئيس باراك أوباما الذي تعهد بدفع عملية السلام في الشرق الأوسط "من اليوم الأول" وعين جورج ميتشل مبعوثا له في المنطقة. وحول نفس الموضوع، قالت صحيفة الاندبندنت إن وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني تبذل حاليا جهودا مكثفة لتكون أول رئيسة وزراء في البلاد بعد جولدا مائير رغم تقدم اليمين في استطلاعات الراي.

ومضت الصحيفة تقول إن زعيمة حزب كاديما دخلت المرحة النهائية من حملتها الانتخابية باقامتها تجمعا انتخابيا في منطقة درزية بالجليل حيث أعلنت تحديها لنتانياهو ان يوافق على مناظرة تليفزيونية بينهما، وهو الأمر الذي دأب على رفضه. والاندبندنت ترى ان العديد من اسر الطبقة الوسطى الاسرائيلية في "حيرة" من أمرها إزاء هذه الانتخابات فاذا كانت غالبية هذه الفئة في القدس وتل أبيب لا تريد التصويت لنتانياهو وليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المتطرف إلا أنهم يشكون في إمكانيات حزب كاديما وزعيمته.

"وفي مقهى في القدس كان اللقاء مع مايو ايفو البالغة من العمر 35 عاما والتي قالت إننا نحب ليفني ولكننا لم نحدد موقفا من حزبها كما ان آخرين يحبون حزب العمل ولكنهم لم يحددوا موقفا من ايهود باراك". ونسبت الصحيفة إلى إيفو القول "كنت من قبل أصوت للخضر أو لحزب ميريتس اليساري ولكنني الآن أميل الى ليفني ربما لأنها إمرأة كما ان علي أن أكون مسؤولة هذه المرة ولا اصوت لحزب صغير وسوف أصاب بالاحباط لو شكل تحالف بين ليفني وليبرمان".

وفي هذا الاطار أيضا، كتب بيتر بومونت في الأوبزرفر يقول "إن بلدة أم الفحم باتت مركزا للصراع بين اليمين المتطرف في إسرائيل والأقلية العربية، ويقول السياسيون المحليون إن المشاعر المعادية للعرب والمتنامية تهدد إسرائيل برمتها". وقالت الأوبزرفر "إن شابا ناجحا من عرب إسرائيل مثل فادي مصطفى الذي يملك مكتبا للعلاقات العامة في تل ابيب وآخر في أم الفحم يشعر بالغضب لصعود نجم ليبرمان وحزبه".

ونسبت الصحيفة لمصطفى القول "إسمع، من هو ليبرمان كي يقول لي ان أكون جزءا من الضفة الغربية، انني أتحدث العبرية افضل منه، انني أعرف الثقافة اليهودية افضل منه، وخلال دراستي حصلت على أعلى الدرجات في التاريخ اليهودي وانني لأتساءل هل درس هو التاريخ اليهودي أصلا؟". ومضى يقول "انني أعمل مع يهود في تل ابيب، لقد بنينا الدولة سويا، وليس ليبرمان من يقول هذا عربي طيب وهذا عربي خبيث، فليس من حقه ان يقرر من أنا وإلا قررت أنا من هو".

ماض دموي

وحول الشأن الايراني، قالت الاندبندنت إن الماضي الدموي لايران مازال يطاردها. ويقول روبرت فيسك "إن الثورة الايرانية لم تبد الكثير من الرحمة فقد شكلت محاكم أرسلت الكثير من الرجال إلى حتفهم". وقالت الصحيفة "لقد فجر آية الله الخوميني اول ثورة إسلامية في زمننا والتي تحولت إلى كائن غريب ووصلت في مراحل إلى درجة من الوحشية والسذاجة والخطورة، وعندما أقدم صدام حسين على مهاجمتها أرسلت الشباب الايراني الصغير إلى الموت وبعشرات الآلاف".

"وعندما جاء محمد خاتمي إلى السلطة وهو رجل طيب ومتمدن وحاول التغيير تعرض للهزيمة لأنه لم يكن ليسمح لأنصاره بالموت في شوارع طهران، فيما نجد خليفته محمود أحمدي نجاد يبدي ولعا بكل ما هو نووي". وفي الصنداي تايمز كتبت هالة جابر عن مأساة الطفلة شمس كريم البالغة من العمر 3 سنوات والمصابة بالعمى منذ كانت رضيعة جراء انفجار سيارة في العاصمة العراقية بغداد اسفرت عن مصرع والدتها.

وتقول الصحيفة "إنه رغم نداءات والدها المتكررة إلا أن الصغيرة لم تتلق العلاج الذي تحتاجه حتى الآن في مدينة هجرها الأطباء". وتابعت الصنداي تايمز قائلة "ان التفجير الذي أخذ من شمس أمها حرمها فرصة التعليم والزواج ويخشى ان تقضي حياتها وحيدة". ونسبت الصحيفة إلى والدها هشام فاضل كريم البلغ من العمر 32 عاما "إن ملاكي الصغير يكبر دون اي مستقبل".

وتختتم الصحيفة قائلة إن شمس ليست وحدها ووفقا لصندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة فان عدد الأطفال الذين اصيبوا باعاقات في العراق بعد عام 2003 بلغ 8346 طفلا. وحول شأن داخلي وان كانت له ابعاد دولية، كتبت الصنداي تليجراف تقول ان بريطانيا تتعرض لهجوم من قبل 20 وكالة تجسس على الأقل. وقالت الصحيفة ان 20 دولة ومن بينها دول حليفة مثل فرنسا والمانيا يتجسسون على بريطانيا. ونسبت الصنداي تليجراف إلى تقرير سري حصلت عليه ان روسيا والصين هي أكثر الدول نشاطا في التجسس على المملكة المتحدة، وهما تأتيان على رأس قائمة ضمت إيران وسورية وكوريا الشمالية وصربيا.