فريق أوباما يعكف على استراتيجية جديدة في أفغانستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن:أطاحت الإدارة الأميركية السابقة بنظام طالبان في أفغانستان، عقب هجمات 11/9 عام 2001 على الولايات المتحدة، تحت شعار "إرساء ديمقراطية مزدهرة كبديل لأيديولوجية البغض"، وبعد مرور سبع سنوات، وإنفاق مليارات الدولارات، وسقوط عشرات الجنود الأميركيين، تبدو تلك الأهداف أكثر واقعية وتواضعاً.
وتعكف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، على تحديد إستراتيجية أميركية في أفغانستان، التي وصفها أوباما، إلى جانب الجارة باكستان، بـ"الجهة المركزية في الصراع ضد الإرهاب والتشدد."
وتشهد أفغانستان موجة عنف متصاعدة جراء العودة القوية لمليشيات طالبان، وتعثر الرئيس حميد كرزاي في السيطرة على البلاد، حيث يهدد تنامي زراعة وتجارة المخدرات هناك بتحويلها إلى دولة مخدرات.
ومع تعهد الرئيس الأميركي الجديد بإرسال 30 ألف جندي إضافي لأفغانستان، بدأت واشنطن سجالاً حول الأهداف التي تسعي الولايات المتحدة تحقيقها في دولة اكتسبت، بعد ألفي عام من النزاعات، لقب "مقبرة الإمبراطوريات."
وانتقد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، السيناتور جون كيري، نسيان الولايات المتحدة أهدافها الرئيسية في أفغانستان، والتي تنحصر في اجتثاث تنظيم القاعدة واعتقال زعيمه أسامة بن لادن. وحذر، خلال جلسة استماع لإجازة تعيين وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، من تكرار مستنقع فيتنام في أفغانستان.
ومن بين الإستراتيجيات التي تدرسها إدارة واشنطن، واحدة تقدم بها قائد القوات الأميركية في المنطقة، الجنرال ديفيد بتريوس، ومحور هدفها البسيط : تحديد ماهية الإستراتيجية الأميركية هناك.؟
وقال وزير الدفاع الأميركي، روبرت غتيس، إن الأهداف المرجو تحقيقها في أفغانستان واسعة للغاية، وشدد على ضرورة وضع أخرى "واقعية ومحدودة"، أو مواجهة فشل المهمة هناك.
وقال المبعوث الأميركي الجديد لأفغانستان وباكستان، ريتشارد هولبروك، في وقت سابق: "لا يستطيع أي شخص القول بأن الحرب في أفغانستان تجري جيداً." ويشير الرئيس الأميركي لإستراتيجية أكثر تواضعاً، تقصر المهمة الأمريكية هناك فقط على تهدئة العنف واستتباب الأمن."
وصرح في مقابلة شبكة "NBC" الإخبارية: "يتوجب علينا ضمان أن لا تصبح أفغانستان ملاذاً آمناً للقاعدة، أو لزعزعة استقرار الجارة باكستان، التي تملك ترسانة نووية." وسيتطلب تحقيق الأهداف في أفغانستان، مساعدة حكومة كابول لكبح الفساد المستشري، وتوسيع نطاق سلطاتها لفرض حكم القانون، إلى جانب التركيز على جهود التنمية والمساعدات لتعزيز حكومة كرزاي، وذلك بتقديم مساعدات لإرساء البنية التحتية،والخدمات الإنسانية وتوفير البدائل للمزارعين عن زراعة المخدرات.
وسيعتمد جانب من الإستراتيجية الأميركية الجديدة على التكتيكات التي طبقت في العراق من بينها تشكيل "مجالس الصحوة" لمحاربة العناصر المسلحة والحفاظ على الأمن. وتترصد الولايات المتحدة الفرص لدخول في حوار مع رجال القبائل والقيادات الإقليمية، التي ربما دخلت في تحالفات، أو انضمت، تحت لواء طالبان.
وفيما يتعلق بالقوة النووية، باكستان، فإن العناصر المتشددة، التي تحتمي بالمناطق المضطربة المتاخمة لحدود أفغانستان، تشكل أكبر تهديد للأمن القومي الأميركي. وسيسعى هولبروك، في أول جولة له منذ تعيينه في أفغانستان وباكستان والهند، لتطوير إستراتيجية إقليمية لكبح التشدد في كل من أفغانستان وباكستان، كالإستراتيجية التي تبناها في البلقان في التسعينيات.
ومن المتوقع أن يمارس المبعوث الأميركي المزيد من الضغوط على الرئيس الأفغاني، في ظل تنامي السخط إزاء فشله في توسيع نطاق سلطاته، وإخفاقه في محاربة الفساد المتفشي، وتوفير الخدمات الأساسية لشعبه.
كما سيسعى لتعزيز الروابط مع حكومة الرئيس الباكستاني، آصف علي ذرداري، وتوثيق التعاون بين البلدين لاجتثاث المتشددين من المناطق الحدودية المجاورة لأفغانستان ومناطق القبائل.