أوباما يتوجه الى الشعب الاميركي فيما تعلو وتيرة النقاش حول خطة الانقاذ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: يتوجه الرئيس الاميركي باراك أوباما الى الاميركيين مباشرة الاثنين للحديث عن خطته الكبيرة لانقاذ الاقتصاد محذرا من "كارثة" ما لم يتم التحرك بشكل عاجل، فيما يستعد مجلس الشيوخ لتصويت بالغ الاهمية حول الخطة. وفي مواجهة اكبر تحد في رئاسته الجديدة، سيستعيد أوباما اسلوب حملته الانتخابية في خطاب يلقيه في ولاية انديانا الصناعية، قبل اول مؤتمر صحافي له في البيت الابيض في الساعة 20,00 بالتوقيت المحلي (الواحدة ت.غ.).
ورحب الرئيس السبت بظهور مؤشرات الى اتفاق مبدئي من قبل المشرعين حول خطة الانقاذ فيما عقد مجلس الشيوخ جلسة نادرة في عطلة نهاية الاسبوع عقب انباء عن الغاء 498 الف وظيفة في كانون الثاني/يناير. وقال أوباما "اذا لم نتحرك بسرعة لوضع الخطة قيد التنفيذ يمكن ان تتحول ازمتنا الاقتصادية كارثة وطنية". وتعكس زيارة أوباما الى انديانا والتي تعقبها رحلة الثلاثاء الى فلوريدا، تصميم الرئيس الاميركي على حشد التأييد على مستوى البلاد لخطة الانقاذ المتوقع ان تتجاوز قيمتها 800 مليار دولار.
ومن المتوقع ان يتوصل مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون الاثنين الى قرار حول خطوة اجرائية رئيسية تتخطى تكتيكات الجمهوريين لمعارضتها وتطرح الخطة امام كامل اعضاء المجلس للتصويت، يوم الثلاثاء على الارجح.
ويسيطر الديموقراطيون على 58 مقعدا في مجلس الشيوخ ويحتاجون الى 60 صوتا لتجاوز محاولات "التعطيل" من جانب الجمهوريين. ويبدو انهم يحظون بدعم ثلاثة معتدلين على الاقل من المعسكر الجمهوري، هو سوزان كولينز واوليمبيا سنو وآرلين سبكتر. ورغم التوصل الى خطوط عريضة لتسوية بمساعدة جمهوريين وسطيين، اصر اعضاء كبار معارضون في مجلس الشيوخ على ان خطة أوباماالتي تذهب جزء منها على مشاريع بنى تحتية وتخفيضات ضريبية، قد تكون هدرا كبيرا للمال.
وقال ريتشارد شيلبي الجمهوري البارز في لجنة الشؤون المصرفية في مجلس الشيوخ لمحطة "سي ان ان" الاحد، "نسلك طريقا يقود لكارثة مالية. سندفع الثمن غاليا". واضاف "سيستمر هذا الاقتصاد في تلقي الضربات ... حتى نسوي نظامنا المالي". وافاد مسؤولون في الادارة الاحد ان وزير الخزانة تيموثي غايتنر سيقدم الثلاثاء برنامجا لانعاش قطاع المصارف المنهك وقطاع الاسكان.
وقال مدير المجلس الوطني الاقتصادي لاري سامرز ان مبلغ ال350 مليار دولار المتبقي لما يطلق عليه "برنامج اغاثة الاصول الهالكة" قد يفتح اسواق التسليف ويشمل على الاقل 50 مليار دولار لقطاع الاسكان. ومن المقرر ان يكشف غايتنر عن البرنامج يوم الثلاثاء. وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" الاثنين ان خطة انقاذ النظام المصرفي المتداعي سيعتمد على مستثمرين في صناديق التحوط وصناديق اسهم خاصة ومؤسسات مالية اخرى تقوم بشراء الاصول التي قضت على رؤوس اموال الكثير من المصارف.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تكشف اسماءهم قولهم انه بموجب الخطة، تقوم الحكومة الاميركية بضمان القيمة الادنى للاصول لتجاوز احجام المستثمرين عن شرائها. ومهما كان مشروع القرار الذي سيتمخض عن مجلس الشيوخ، يتعين التوفيق بينه وبين مشروع قانون آخر متعلق مبلغ 820 مليار دولار تم اقراره في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، وخصص للبنية التحتية اكثر منه للتخفيضات الضريبية.
وقال سامرز ان ثمة توافقا في صيغتي خطة الانقاذ بنسبة "90%". وتوقع السناتور الديمقراطي تشاك شومر ان يتوصل الكونغرس الى مشروع قانون جاهز للتوقيع قبل انقضاء الموعد الذي حدده اوباما في 16 شباط/فبراير. الا ان خلافا قد يحصل مع رئاسة مجلس النواب بعد انباء عن ان نانسي بيلوسي اتهمت اعضاء جمهورييين في مجلس الشيوخ بالاصرار على اقتطاعات "مضرة جدا" في ميزانيات التعليم من خطة الانقاذ المقررة.
وقال سامرز ان تلك الاقتطاعات في صيغة التسوية التي تم التوصل اليها في مجلس الشيوخ، والبالغة 40 مليار دولار، سيقاومها اوباما. وقال لمحطة "ايه.بي.سي" التلفزيونية "لا شك ان ما يتعين فعله هو حشد التأييد للتعليم". واضاف "مشكلات كبيرة تواجه حكومات الولايات والحكومات المحلية وهذا يمكن ان يؤدي الى حلقة مفرغة من اجراءات طرد الموظفين وتراجع قيمة المساكن وانخفاض الضرائب على الممتلكات والمزيد من الغاء الوظائف. علينا منع ذلك من الحدوث".