أخبار

ايهود باراك: عسكري ناجح وسياسي غير موقف

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

القدس: يعتبر ايهود باراك من ابرز العسكريين والاستراتيجيين الاسرائيليين غير انه يجد صعوبة في اقناع الاسرائيليين في منحه فرصة ثانية لمنصب رئاسة الوزراء. وادى الهجوم الاخير على غزة الذي خططه له باراك بالكامل بصفته وزيرا للدفاع، موقتا الى نسيان خيبة الامل التي سادت اثر توليه رئاسة الحكومة لفترة وجيزة استمرت سنة والنصف السنة.

فباراك البالغ من العمر 65 عاما عاد الى الساحة السياسية الاسرائيلية بعد انسحابه منذ ست سنوات من الحياة العامة اثر فشل محادثات كامب ديفيد مع الفلسطينيين برئاسة ياسر عرفات، برعاية الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون، العام 2000. وبعد شهرين على ذلك اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية مصحوبة بموجة من العمليات الانتحارية في مدن البلاد الرئيسة ، ما ضرب صورة باراك الذي كان يقدم نفسه على انه ضامن الامن، ووريث اسحق رابين والعسكري الحائز كبر عدد من الاوسمة في البلاد.

بعد تسعة اعوام، استعاد باراك في اسرائيل صورة الخبير المحنك في الحرب، لا سيما اثر نجاحه في محو اداء سلفه في وزارة الدفاع عمير بيريتس العمالي الذي اعتبر كارثيا في حرب لبنان صيف 2006. ومنذ هجوم اسرائيل على قطاع غزة، يذكر باراك باستمرار ان الضربة القاسية التي وجهت خلاله الى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بين 27 كانون الاول/ديسمبر و18 كانون الثاني/يناير تخوله ان يكون رئيس وزراء مثاليا.

وقال باراك "اعتبر البعض انني كنت جنديا صالحا، رئيس اركان كفوءا، ووزير دفاع ناجحا. انهم على حق واشكرهم. لكنني اقول لهم: ساكون ايضا رئيس وزراء ممتازا". غير ان الصحافة الاسرائيلية توقعت من الان تعيينه وزيرا مقبلا للدفاع في حكومة وحدة وطنية برئاسة زعيم الليكود (يمين) بنيامين نتنياهو. ويأمل العماليون من خلال باراك تحقيق طموحهم في الاحتفاظ قدر الامكان ب19 مقعدا يشغلونها حاليا في الكنيست، حيث تحسنت فرصهم مقارنة مع املرحلة التي سبقت الحرب على غزة عندما كانت تظهر استطلاعات الرأي انهم سيحصلون على اقل من عشرة مقاعد.

وبعد هزيمته في انتخابات شباط/فبراير 2001، خاض باراك غمار التجارة الدولية وحقق ثروة سريعة، ثم طلق زوجته بعد زواج دام 20 عاما وتزوج مجددا من امرأة كان يحبها في شبابه مما جعله بحسب مقربين منه "اكثر انسانية"، اي اكثر انفتاحا واقل تسلطا. غير ان منتقديه يقولون انه لم يخلع يوما بزته العسكرية لارتداء اللباس المدني الذي يليق بزعيم ديموقراطي وقد اثار غضب زملائه العماليين مرارا باتخاذه قرارات بدون استشارتهم.

ولد باراك في كيبوتز (قرية تعاونية زراعية) ساهم والداه في انشائه ونال شهادة في الفيزياء والرياضيات التحليلية. تولى في الماضي قيادة "كومندوس هيئة الاركان"، ارقى وحدات النخبة في الجيش الاسرائيلي، وشارك خصوصا في الهجوم على طائرة تابعة لشركة "سابينا" البلجيكية خطفها كومنادوس فلسطيني الى تل ابيب العام 1972، كما تنكر في زي امرأة خلال عملية كوماندوس في لبنان ادت الى اغتيال ثلاثة قياديين فلسطينيين.

يعتبر باراك من المتشددين وقد امتنع في ايلول/سبتمبر 1995 عن الموافقة على الاتفاق الذي ينص على توسيع السلطة الفلسطينية الى الضفة الغربية. وكان اكبر انجاز حققه خلال ولايته رئاسة الوزراء سحب الجيش الاسرائيلي من المستنقع اللبناني في ايار/مايو 2000. وباراك يهوى العزف على البيانو، ولا سيما مقطوعات لبيتهوفن وشوبرت، كما يهوى قراءة الادب والشعر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف