التهريب نحو غزة أكثر صعوبة بسبب إجراءات مصرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رفح: يحفر فلسطينيون بين جبال الانقاض التي تتكدس على الحدود الجنوبية لقطاع غزة، للوصول الى مداخل الانفاق واستئناف التهريب، غير ان المصريين على الجانب الاخر من الحدود يعرقلون هذا المسعى. وقال ابو محمد صاحب احد هذه الانفاق "انتشر المصريون في كل مكان ونصبوا كاميرات (مراقبة). ولم نتمكن من تهريب اي شيء منذ بضعة ايام". وعلى بعد عشرة امتار من منزله، تنظف عشرات الفرق، بالايدي او بمساعدة جرافات، الانفاق التي تعرضت للقصف من جانب الجيش الاسرائيلي خلال هجومه الاخير على قطاع غزة.
غير ان نفق ابو محمد لم تطاوله عمليات القصف، وحتى الاسبوع الماضي كان يمرر يوميا ما يصل الى 15 طنا من السلع تبلغ قيمتها نحو 12 الف دولار. وقررت اسرائيل ومصر فرض حصار على قطاع غزة لا يسمح معه بمرور الا المساعدة الانسانية الحيوية وذلك منذ سيطرت حركة حماس على قطاع غزة في حزيران/يونيو 2007. والانفاق التي كانت تستخدم اساسا لتهريب الاسلحة قبل الانسحاب الاسرائيلي من غزة في 2005، اصبحت تستخدم للحفاظ على نشاط الاقتصاد المحلي.
وتؤكد اسرائيل التي تتهم حماس باستخدام الانفاق لادخال اسلحة الى قطاع غزة تزودها بها ايران، انها دمرت القسم الاكبر منها اثناء الحرب. كما نفذت اسرائيل غارات جوية بعد توقف المعارك في 18 كانون الثاني/يناير. غير ان اشد ما يقلق المهربين هو محاولات مصر وضع حد لعمليات التهريب، علما انها تتوسط في مفاوضات بين اسرائيل وحماس بهدف التوصل الى تهدئة. والاسبوع الماضي، دمرت القوات المصرية بالمتفجرات 15 نفقا واغلقت مداخل انفاق اخرى، بحسب ما ذكر مسؤول امني مصري في رفح.
كما تقيم مصر نظاما امنيا فائق التطور بمساعدة الولايات المتحدة، لوقف تهريب الاسلحة الذي يشكل شرطا اسرائيليا في مفاوضات التهدئة. ووعدت الولايات المتحدة بتقديم معدات لكشف الانفاق بقيمة 25 مليون يورو، اضافة الى تقديم مهندسين اميركيين مساعدة تقنية ميدانية. وقال ابو محمد ان المصريين يبذلون جهودا للضغط على حماس. واعتبر انه "اذا قبلت حماس بالتهدئة فان المصريين سيغضون الطرف" عن الانفاق.
وفي انتظار ذلك، يعمل مئات بلا كلل على اعادة تهيئة الانفاق. ويتابع ابو عنه مجموعة من الشبان وهم يرفعون سطولا مليئة بمخلفات الانقاض. وقال "ليس في امكانهم اغلاق الانفاق كافة. لقد كنا نستخدمها حين كان اليهود موجودين في المكان الذي نقف فيه الان. وحدها حكومة (حماس) يمكنها وضع حد للتهريب". وفي منصات باعة سوق النجمة وسط رفح، تباع مطابخ وافران "الميكروويف" والمولدات والغسالات الكهربائية وجميعها لا تزال تحمل آثار غبار الانفاق.
وارتفعت الاسعار منذ نهاية الحرب لان اصحاب الانفاق اعتراهم الخوف بحسب ابو داود الذي يبيع قوالب الحلوى والبطاطا المملحة "شيبس" المصنوعة في مصر. وقال "لدينا بضاعة اقل منذ يومين او ثلاثة (...) لانهم يعرفون انه يمكن غلق الانفاق في اي لحظة". غير ان البائع ابو هيثم ليس قلقا، "سنتدبر امرنا في مطلق الاحوال. واذا نصب المصريون كاميرات فسنحفر انفاقا على بعد كيلومتر من هنا".