الفاينانشال تايمز: إسرائيل مستعدة للحوار مع نفسها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طهران: إلى جانب الحرائق التي التهمت مناطق من الجنوب الأسترالي وإعفاء مدرب تشيلسي من مهامه، و الأزمة الاقتصادية المتفاقمة غطت الصحف البريطانية بشكل متفاوت ملفات منطقة الشرق الأوسط وخصوصا الانتخابات الإسرائيلية. تقول الجارديان في افتتاحيتها إنه بحكم التقاليد السياسية سيختار الرئيس الإسرائيلي زعيم الحزب القادر على الحصول على أغلبية الكنيست، لكن في هذه الانتخابات ستكون "الأحزاب الصغيرة هي صانعة الملوك أو الملكات." وتضيف قائلة: "وبعد اليوم سيؤدي هذا الدور حارس ملهى ليلي من مولدوفا لم يكن قبل أسابيع سوى زعيم حزب أقلية روسية."
وتروي الصحيفة قصة صعود حزب "إسرائيل بيتنا" فترى أنه استفاد بالدرجة الأولى من الحملة العسكرية على غزة التي أهدته الفرصة لتصعيد لهجته المعادية لعرب 48 خاصة بعد أن أعرب الأعضاء العرب في الكنيست عن احتجاجهم على ما يحدث في غزة. واستهوى هذا الخطاب عددا كبيرا من الشباب الإسرائيلي.
وتقول الصحيفة: "تشير استطلاعات الرأي إلى أن هذا الحزب قد يحصل على ستة مقاعد وربما أكثر من حزب العمل". ترى الصحيفة في هذا السياق أن الانتخابات الحالية كشفت عن افتقار إسرائيل لزعامة حقيقية يمكن أن تتعامل معها الإدارة الأميركية، كما كشفت عن "فقدان ثقة" يعاني منه المجتمع الإسرائيلي.
تكرار التاريخ
وترى الفاينانشل تايمز أنه كان من المتوقع أن يؤدي "الهجوم الشرس" على غزة إلى تحويل الإسرائيليين إلى اليمين المتطرف. وتقول: "يذكرنا ما يحدث بما وقع قبل أكثر من عشر سنوات عندما شن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك والرئيس الحالي هجوما على جنوب لبنان قبيل إجراء الانتخابات فكانت النتيجة أن فاز نتنياهو." وتضيف: "ويبدو أن التاريخ في الطريق إلى أن يعيد نفسه كما يبدو أن سبيل الخروج من المأزق مسدود أكثر من اي وقت مضى."
وتستخلص الصحيفة من المشهد السياسي الإسرائيلي "شديد البلقنة" ومن توجه استطلاعات الرأي إلى أن الإسرائيليين "مستعدون فقط للحوار مع أنفسهم." وفي نفس الصحيفة يقول جدعون ركمان: "سيسدي الرئيس الأميركي باراك أوباما خدمة كبيرة لإسرائيل إذا ما أقنع القادة الإسرائيليين بضرورة إبرام معاهدة سلام وإنشاء دولة فلسطينية لأن الخطر الذي يهدد البلد ليس إيران أو حماس بل أن يصير اليهود أقلية."
"فالبديل لحل الدولتين هو بلد بأقلية يهودية أو دولة لا ديمقراطية تحتل فيها إسرائيل الأراضي الفلسطينية وتتحكم في مصير فلسطينيين لا حق لهم في التصويت ولا متنفس لهم سوى العنف والفوضى." "وتوحي الانتخابات الحالية بأن إسرائيل غير مستعدة في الوقت الراهن للتفكير في هذا الخيار. لذا فهي في حاجة إلى أن تضع الإدارة الأميركية لها الإطار لهذا الخيار."
يد للمصافحة
تخصص الإندبندنت إحدى افتتاحياتها للذكرى الثلاثين لقيام الثورة الإسلامية في إيران معتبرة أن الثورة الإيرانية كانت مفاجأة للعالم وللإيرانيين. "فما كان العالم يظن أن رجال الدين قادرون على قيادة ثورة، كما لم يكن الشعب الإيراني يتوقع أن يستبدل نظاما مستبدا بنظام ديني."
ومنذ ذلك الحين -تقول الصحيفة- حاول الإثنان التكيف مع الكيان الجديد: المجتمع الدولي بعزل إيران ومحاولة زعزعتها بحرب كلفتها نصف مليون قتيل؛ والإيرانيون بتنمية مشاعر قومية وبتطوير قواعد لعبة سياسية تحترم بنية الثورة ومبادئها وتوحي بنوع من الحركية بين المحافظين والإصلاحيين بين جيل المسنين وجيل قدماء المحاربين.
وتختم الصحيفة افتتاحيتها بدعوة الغرب إلى تغيير سياسته الإيرانية "إن هذا البلد يعيش طفرة في المدونات ويعرف أحد أكبر معدلات انتساب النساء إلى المؤسسات التعليم العال. إنه البلد الذي لا يزال يرجم المثليين والمتهمات بالخيانة الزوجية. لقد آن الأوان بعد ثلاثين سنة من قيام الثورة أن يفتح الغرب صفحة جديدة مع هذه الأمة ذات التنوع والتعقيد الشديدين."
"لقد مد رئيس جديد يده لمصافحة إيران ويجهل كيف سيكون رد طهران، ولكن بعد إخفاق ثلاثين سنة من سياسة الاحتواء من الجدير مد هذه اليد." وتنشر التايمز بهذه المناسبة مقالا للكاتب أمير طاهري يتهم فيه إيران بازدواج الشخصية. ويقول الكاتب إن الرئيس الأميركي الجديد دعا إيران إلى أن تمد يدها للمصافحة لكن الرد "سيكون مظاهرة تضم الآلاف سيشدون قبضاتهم أكثر وسيحرقون الأعلام الأميركية."
وهكذا كانت العلاقة دائما بين إيران ما بعد الثورة والولايات المتحدة، يقول الكاتب. فالمجتمع الإيراني ينظر إلى الولايات المتحدة بصفتها نموذجا، لكن النظام الثوري يراها الخصم "ذلك أن إيران تعاني من انفصام في الشخصية، وينعكس انفصام الشخصية هذا في كافة مناحي الحياة ... ولن تغير إيران سلوكها إلا إذا صارت دولة عادية تحترم القوانين والأعراف الدولية."
إرث ثقيل
ثمة علامات -تقول ديلي تلجراف- على أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ينوي أن يغير من السياسة الأميركية في أفغانستان بعد ثلاث سنوات ونيف من انتشار قوات الناتو ومن تخبط فاقم من الوضع في هذا البلد، فلا طالبان فقدت قدرتها على القتل ولا الحكومة الأفغانية استطاعت أن ترقى بمستوى أدائها. ويرى ألن مالينسون في التايمز أن الإدارة الأميركية ورثت ملفا ملغوما وأشد وأعقد من الملف العراقي.
" وإذا كان الرئيس الأميركي هو الوحيد القادر على إعداد خطة محكمة للخروج من المأزق الأفغاني وإقناع باقي أعضاء منظمة حلف شمالي الأطلسي بجدوى الخطة الجديدة فإن الحكومة البريطانية هي المسؤولة الوحيدة عن إعداد القوات البريطانية لخوض حملة قد تطول في هذا البلد للتصدي لما سماه رئيس الوزراء البريطاني بـ"جادة الإرهاب التي تمتد من باكستان إلى شوارع لندن." ويعتقد الكاتب أن هذا الإعداد ينبغي أن يتضمن تعزيزا للقوات البرية من المشاة حتى يتكامل الكيف بالكم.