إيطاليا: موجة الذعر تعصف بالمهاجرين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طلال سلامة من روما: طالما تمنى المهاجرون غير الشرعيون، الذين ينجح قسم منهم بمساعدة الحظ في الحيازة على اللجوء السياسي وإذن رخصة الإقامة، أن تصمد حكومة برلسكوني بوجه محاولات رابطة الشمال الرامية الى تضييق الحريات عليهم وإرسالهم من حيث أتوا في أول فرصة ممكنة. في الماضي، كانت رابطة الشمال تستطيع تحقيق نقاط معدودة على الأصابع لصالحها. فمن كل مائة اقتراح وتحسين قانوني كان هذه الرابطة تجهد لانتزاع النصر حول قانون أم اثنين. إنما يبدو أن الأوضاع اختلفت تماماً وكأن برلسكوني شخصياً يريد إغلاق الملفات المعقدة لفتح أخرى جديدة قد تعكر مزاجه إنما على نحو "سلس".
وفي ما يدور حول النتائج التي حققها برلسكوني مع الزعيم الليبي معمر القذافي، نستطيع القول ان مسألة تسلل هؤلاء المهاجرين بحراً من الشواطئ الليبية الى شواطئ الجزر الإيطالية، وأبرزها لامبيدوزا وسردينيا، تأتي في المقام الثاني وربما الثالث والرابع. فالجميع يعلم أن مسألة التجهيزات الطاقوية والتعويضات الإيطالية لصالح ليبيا وربما مساهمة ايطاليا في تثوير البنى التحتية الليبية هي التي تطغي على حصة الأسد في اللقاءات الثنائية برغم من السخط الذي يبديه روبرتو ماروني، وزير الداخلية، حيال الشلل المسجل في مواجهة ظاهرة لا تحتاج الى رأيه إنما الى رأي ومخططات كبار التجار في شؤون "التهريب".
من جانب آخر، علينا ألا ننسى أن الجالية الصينية تحتضن أكبر عدد من المهاجرين غير الشرعيين الذين يعملون هنا ليلاً ونهاراً لتسديد الديون المتوجبة عليهم، التي تراكمت لتغطية أكلاف استقدامهم سراً الى البلاد، براً وجواً وبحراً. في أي حال، بدأ القانون الجديد، الذي يعطي الأطباء صلاحية إبلاغ أجهزة الشرطة عن كل مهاجر غير شرعي يقصدهم لتلقي العلاج في المستوصفات ومراكز الرعاية الصحية، يعطي ثماره مفعوله بصورة شبه فورية. فالمهاجرين غير الشرعيين، وأولهم الصينيين، بدؤوا الهرب من هذه المراكز التي تراجعت نسبة حضور المهاجرين غير الشرعيين داخلها 20 في المئة في غضون أيام معدودة. وان كان الهرب من هذه المراكز يستهدف الصينيين، الأكثر انتباهاً لهذه المسائل الأمنية والذين يلجئون الى تزويد الأطباء بمعطيات شخصية مزيفة، فما هي الحال لدى الجاليات الأخرى، الأفريقية الشمالية الأميركية اللاتينية والأوكرانية؟
كل ما نستطيع قوله ان رابطة الشمال بدأت تنجح في ترهيب الأجانب بمساعدة قوانينها القاسية معهم!