خبراء: أوباما يواجه معضلات مزدوجة في الشرق الأوسط

بعد تحول إسرائيل الى اليمين
خبراء: أوباما يواجه معضلات مزدوجة في الشرق الأوسط

محمد حميدة من القاهرة: اعتبر محللون أميركيون التحول الإسرائيلي إلى اليمين يقف حجر عثرة أمام مساعي الرئيس باراك اوباما فى التصالح مع إيران وتشجيع السلام بين العرب وإسرائيل. وأضافوا ان نتائج الانتخابات الإسرائيلية، التي انتهت بتصدر حزب كاديما الوسطى بزعامة تسيفى ليفني ب 28 مقعدا من أصل 120 في الكنيست في مقابل 27 مقعدا لليكود اليميني بزعامة نتنياهو، و15 مقعدا لحزب بيتنا المتطرف بزعامة افيغدور ليبرمان،من المرجح أن تضمن دور محوري لليميني بنيامين نتنياهو ، الذي تعكس تصريحات القاسية ضد إيران عدم الثقة بين الناخبين الإسرائيليين.

ويرجح المحللون تشكيل حكومة ائتلافية برئاسة نتنياهو بالرغم من فوز ليفنى بالانتخابات حيث يستطيع الحصول على اكثر من 65 مقعدا بينما ليفنى لا تتجاوز التوقعات لها اكثر من 45 مقعدا وهو ما يلقى بتبعات سلبية على عمليه السلام , وذلك لان هدف نتنياهو فى التعامل مع الفلسطينيين لا يشمل مفاوضات سلام فورية. حيث سيركز على إنعاش الاقتصاد الفلسطيني وترك عملية السلام إلى وقت لاحق. وفي الوقت نفسه يريد توسيع قاعدة السكان الإسرائيلية فى الضفة الغربية إلى أكثر من 300 ألف .

وهو ما سيكون على عكس رغبة الفلسطينيين المعتدلين أو المتطرفين الذين لديهم خطط أخرى للمنطقة يقف على رأسها إجبار إسرائيل على الانسحاب من الاراضى المحتلة وجعلها جزء من الدولة الفلسطينية.

ويرى صامويل لويس وهو سفير اميركي سابق لدى إسرائيل ، أنه بالتحول إلى اليمين يكون من المرجح أن يصبح نتنياهو في نهاية المطاف رئيس وزراء حكومة ائتلافية , "ليس من السهل ان تنجز اتفاقا مع الفلسطينيون ".

لكن آرون ديفيد ميلر , مفاوض أميركي سابق في الشرق الأوسط ، كان أشد قتامه فى تقييم نتائج الانتخابات مؤكدا "انها ستقلل من إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل بين اسرائيل والفلسطينيين من احتمال ضئيل الى لا شيء". وأضاف "اذا تسلم نتنياهو مقاليد الحكومة الإسرائيلية أو دور قيادي فيها ، فمن شأن ذلك أن يعقد على الأقل أمال اوباما على حمل الفلسطينيين على التفاوض .

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية "روبرت وود" قد أكد أن إدارة اوباما تعتزم متابعة أجندة قوية بعد انتخاب القيادة الإسرائيلية الجديدة , معلنا عن زيارة ثانية للمنطقة يقوم بها المبعوث الأمريكي الخاص جورج ميتشل قبل نهاية الشهر. وصرح اوباما فى مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض "نريد ان نفعل أشياء مختلفة في المنطقة" تنطوي على تسريع الجهود لتعزيز محادثات السلام فى الشرق الأوسط وكذلك الحوار مع إيران في جو من "الاحترام المتبادل" . وفي الوقت نفسه أدان أوباما تهديدات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بمحو اسرائيل من على الخريطة. كما حذر من ان الولايات المتحدة لن تتسامح مع امتلاك ايران لأسلحة نووية.

وبينما تنفي إيران أنها تسعى لصنع أسلحة نووية إلا أنها تواصل عملية تخصيب اليورانيوم وهو ما يراه المحللون يضع ضغوطا على إسرائيل لتوجيه ضربة عسكرية وقائية ضد المنشآت النووية الإيرانية. وينسف أمال أوباما فى علاقات جيدة مع طهران , قد تدفعه الى ممارسة ضغوط على الحكومة الإسرائيلية الجديدة.

ولا يعتقد "لويس" ان التحول نحو اليمين في إسرائيل سيؤثر على جهود الولايات المتحدة فى فتح مفاوضات مع طهران مشيرا إلى ان كل من الأمريكان و الإسرائيليين لديهم مصلحة مشتركة في محاولة الجهود الدبلوماسية مع إيران لوقف برامجها. وقال ميلر "إذا لم تفلح العقوبات والدبلوماسية فى وقف برامج إيران ، لن يكون هناك خيارا سوى العمل العسكري . وأضاف "سيتعين على أوباما ان يقرر ما ينبغي فعله ".