إنسحاب من أفغانستان.. ينتهي إلى الموت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
موسكو: غادر آخر جندي سوفيتي أفغانستان قبل عشرين عاما في الخامس عشر من فبراير. ويرى الباحث الروسي يوري كروبنوف، رئيس معهد الدراسات الخاصة بالنمو السكاني والهجرة، أن القيادة السوفيتية ارتكبت خطأ عندما قررت سحب القوات من أفغانستان. وليس هذا فحسب، بل "أصدر الاتحاد السوفيتي على نفسه حكم الإعدام بترك أفغانستان".
ويشير الباحث إلى أن الانسحاب من أفغانستان مهد الطريق للانسحاب الروسي من المنطقة برمتها وأفسح مجالا للغزو الأميركي - الأطلسي. وتوجد 13 قاعدة للقوات الجوية الأميركية في أفغانستان اليوم. والأكثر خطورة أن الانسحاب من أفغانستان كان بمثابة توطئة لانسحاب جمهورية روسيا من اتحاد الجمهوريات السوفيتية وموت الاتحاد السوفيتي.
ويقول الباحث "إننا لم نكن نحارب الأفغان.. بل إن دخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان أنقذ هذا البلد الذي اندلعت فيه الحرب الأهلية حينذاك فيما كانت الولايات المتحدة تعد عدتها لغزوه". ولم يكن الاتحاد السوفيتي يحارب أفغانستان وإنما مد يد العون إلى هذا البلد. وبلغ العون السوفيتي ما يعادل 50 مليار دولار أميركي. وأنشأت أفغانستان مرافق البنية الأساسية ومصانع كثيرة وجيشا عصريا بمساعدة الاتحاد السوفيتي. وتم إيجاد الكوادر المطلوبة للاقتصاد الأفغاني بمساعدة الاتحاد السوفيتي.
ويرى الباحث أن الوضع تفاقم منذ الانسحاب السوفيتي من أفغانستان، إذ حصلت الهند وباكستان وربما إيران على سلاح نووي في حين لا تجد الولايات المتحدة أمامها سبيلا لاجتياز الأزمة الاقتصادية العالمية التي افتعلتها أميركا بنفسها غير حرق الدولارات الفائضة في نار الحروب المحلية. ومن أجل تسوية هذا الوضع يرى الباحث أنه من الضروري أن تعود روسيا إلى أفغانستان وتساعدها على الخروج من دوامة القلاقل والاضطرابات التي تجرّ هذا البلد وجيرانه إلى هاوية سحيقة.
إلى ذلك، قال مصدر في وزارة الخارجية الروسية في الثاني عشر من فبراير 2009 إن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على بدء نقل السلع غير العسكرية إلى القوات الدولية في أفغانستان عبر روسيا. واعتبر مصدر في مقر حلف شمل الأطلسي هذا الاتفاق بمثابة اختراق في العلاقات بين روسيا والغرب.