صقور الحكومة اليمينية الإسرائيلية بدأوا يتصادمون مع إدارة أوباما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بعد الانتخابات الإسرائيلية: الفلسطينيون نحو انتفاضة جديدة!
منظمات الإغاثة في غزة بين حماس وفتح
إسرائيل تهدد لبنان برد عنيف على محاولة حزب الله إسقاط طائرتها
وعن مستقبل العلاقة بين تلك الحكومة اليمينية الرافضة للحوار، والمفاوضات مع الفلسطينيين والملوحة بالعمل العسكري ضد طهران، وإدارة أوباما الساعية إلى دور نشط في الصراع العربي ـ الإسرائيلي والحوار مع إيران، أكد جون ألترمان مدير وزميل حاييم مالكا، ونائب مدير وزميل برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في حوار نشره المركز على موقعه الإلكتروني، أن العلاقات بين البلدين قد تشهد حالة من التوتر لاختلاف مقاربات الإدارة. وهذا التوتر قد يدفع نتينياهو إلى التفاوض مع السلطة الفلسطينية ـ دون اقتناعه بهذا التفاوض ـ رغبة منه في إرضاء الإدارة الأميركية وعدم إغضابها. ويرى أنه سيكون هناك تقدم في المفاوضات على المسار السوري ـ الإسرائيلي على حساب نظيره الفلسطيني ـ الإسرائيلي. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الحوار أجري قبل يوم من توجه الناخب الإسرائيلي إلى صناديق الاقتراع. وفيما يلي نص الحوار:
ما تأثير الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على الرأي العام الإسرائيلي؟
بالنسبة لكثير من الإسرائيليين لم تُحدث الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تغييرًا كبيرًا في الرأي العام الإسرائيلي. فالسواد الأعظم من الإسرائيليين أيدوا تلك الحرب في بداية الأمر رغبة في معاقبة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إطلاقها صواريخ على المدن، والمستوطنات الإسرائيلية. ومع انتهاء الحرب رأى الإسرائيليون أن حكومتهم أخفقت في التخلص من تهديد حركة حماس، كما أنها أنهت الحرب قبل ميعادها وتحقيق أهدافها. فمازال هناك ما يقرب من مليون إسرائيلي في مرمى صواريخ الحركة، فضلاً عن الحديث عن إمكانية زيادة الحركة من صواريخها التى تطلقها على إسرائيل. لذا انتاب كثيرٌ من الإسرائيليين الشك من أن حكوماتهم لديها استراتيجية للتعامل مع مجموعة التحديات الأمنية الإسرائيلية.
ما توقعاتك لنتائج تلك الانتخابات؟
خلال الأيام الماضية ضاقت الفجوة بين حزبي كاديما ـ الذي تترأسه تسيبي ليفني ـ وحزب الليكود ـ الذي يتزعمه بنيامين نتينياهو ـ، والسبب في ذلك يرجع بصورة رئيسة إلى تزايد قوة حزب إسرائيل بيتنا - المتطرف القومي والذي يسطر عليه المهاجرون الروس ـ ، الذي أغوى آلاف الإسرائيليين للتحول عن حزب الليكود برسائله اليمينية، مما جعل نتائج الانتخابات الإسرائيلية غير مؤكدة على عكس ما كان شائعًا خلال الأسابيع الماضية.
وفي النظام السياسي الإسرائيلي، رئيس الحزب الذي يفوز بأكبر عدد من مقاعد الكنيست يملك الفرصة الأولى لتشكيل حكومة ائتلافية. وحاليًا يواجه حزب كاديما ـ الذي حصل على أكبر عدد من المقاعد (28) ـ مأزقًا يصعب من تشكيله للحكومة، فقد فشل في ذلك بعد استقالة رئيس الوزراء إيهود أولمرت في سبتمبر الماضي (2008)، وفي حال محاولة كاديما تشكيل الحكومة وإخفاقه فإن الرئيس الإسرائيلي ـ شيمون بيريز ـ سيكلف الحزب التالي لكاديما فوزًا بالأصوات وهو الليكود لتشكيل الحكومة.
في السابق أعلن نتينياهو أنه سيعي لتكوين حكومة وحدة وطنية إسرائيلية وأنها ستضم أحزابًا منافسة، ومن المتوقع أن تضم حكومة برئاسة نتينياهو قيادات من حزبي العمل وكاديما ـ هذا هو المتوقع بعد انتهاء الانتخابات وظهور النتائج الأولية ـ ، ويهدف نتينياهو من ضم حزب العمل الحفاظ على إيهود باراك ـ زعيم حزب العمل ـ في منصبه الحالي كوزير للدفاع. وتهدف الحكومة الجديدة بقيادة نتينياهو إلى تقويض حزب كاديما الذي نشأ في عام 2005 على أكتاف الأعضاء المنشقين عن حزب الليكود، بإغوائهم للرجوع إلى صفوف حزبه (الليكود) راغبًا في رؤية حزب كاديما في صفوف المعارضة.
كيف ستكون المقاربة الدبلوماسية الإسرائيلية تجاه كل من فلسطين وسوريا بعد الانتخابات؟
يعتقد معظم الإسرائيليين أن هناك احتمالاً ضئيلاً لنجاح المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية في الوقت الحالي. فهناك من يرى أنه سيكون هناك بعض الاتفاق بين حماس والسلطة الفلسطينية المختلفتين في كثير من الأمر مع الاعتقاد بأن هذا التوافق لن يخدم الأمن على المدى الطويل. وتتركز الجهود الدبلوماسية على التدابير المسكنة مثل تحسين الأوضاع الاقتصادية الفلسطينية، وإزالة نقاط التفتيش في الضفة الغربية ، وتعزيز قوات الأمن في الضفة الغربية.
وفي حال عدم وجود فرصة للتوصل إلى اتفاق شامل بين الفلسطينيين ـ الإسرائيليين فإن ذلك سيدفع تل أبيب إلى تركيز طاقتها على إجراء محادثات مع دمشق. والمحادثات الإسرائيلية ـ السورية قد تدفع الفلسطينيين ليكونوا أكثر استعدادًا للتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، فضلاً عن أن من شأن التقدم على المسار السوري ـ الإسرائيلي يُسكن من الانتقادات التى توجه إلى إسرائيل بعدم فعل شيءٍ يُذكر للتحرك إلى الأمام على الجبهة الفلسطينية.
بجانب أن من شأن السلام السوري ـ الإسرائيلي أن يقوض من الدعم السوري لحركة حماس وحزب الله اللبناني. وعلى الرغم من الشكوك من إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام شامل بين سوريا وإسرائيل، إلا أن كثير من الساسة الإسرائيليين والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية تجد مصلحة في الدبلوماسية مع سوريا. وأن الانخراط الأميركي في ظل إدارة أوباما في مفاوضات السلام السورية ـ الإسرائيلية ـ في تناقض صارخ مع موقف الإدارة السابقة من هذه المفاوضات ـ سيجعل تلك المفاوضات ممكنة ويدفع الإسرائيليين لتدعميها.
ما الرؤى الإسرائيلية المختلفة حول التعامل الإسرائيلي مع حركة حماس على المدى الطويل؟
هناك انقسام داخل إسرائيل حول التعامل مع حركة حماس بين تيارين، أولاهما: يدعو إلى تأجيل المواجهة مع حماس والثاني يدعو إلى استمرار الجهود للقضاء على الحركة في أقرب وقت ممكن. فإيهود باراك يدعم وقف إطلاق النار على الأقل في الوقت الراهن. هذا في حين يرى آخرون أن الطريقة الوحيدة للتصدي للحركة هي العمليات العسكرية ضدها مثلما فعلت إسرائيل في حربها على قطاع غزة. وبين من يدعون لتكرار العمليات العسكرية الواسعة لنطاق على الحركة من شهر لآخر؛ لشل الحركة ومن يدعون إلى وقف لإطلاق النار، مع تأكيد الهجمات العسكرية من حين لآخر، هناك قلة يرون أن التعامل مع الحركة قد يدفعها إلى أن تكون منظمة معتدلة.
هل صقور الحكومة الإسرائيلية سيتصادمون مع أوباما؟
انخرطت إدارة أوباما مبكرًا في الصراع العربي ـ الإسرائيلي لعدة أسباب رئيسة أهمها: رغبتها في إخماد العنف المتزايد بالمنطقة، ولبناء الدعم الدولي، ولإظهار التمايز عن إدارة سلفه جورج بوش الابن. واستمرار الجهود على مستوى عالٍ ستكون صعبة في ظل عدم وجود رغبة إسرائيلية على المضي قدمًا في الجهود الدبلوماسية.
ففي حين ترى زعيمة حزب كاديما، تسيبي ليفني، أن المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية سيكون لها كبير المردود على الأمن القومي الإسرائيلي، يعارض زعيم حزب الليكود، بنيامين نتينياهو، أن يكون لتك الجهود الدبلوماسية انعكاس على الأمن الإسرائيلي. وخلال سنة من الآن هذا الاختلاف يخلق توترًا بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية لاختلاف مقاربتهما للصراع، ومن المرجح أن ينشأ التوتر بشأن السياسات الإسرائيلية الاستيطانية والاستخدام المفرط للقوة.
ومع ذلك فإن الإسرائيليين من مختلف الأطياف السياسية يرون أن النتائج غير مرغوب فيها. فخلال المقابلات التى سبقت الانتخابات أكد نتينياهو أن اجتماعه مع الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما كان إيجابيًّا. وأنه كان يتطلع لإثبات أنه قادر على العمل مع كل من الرئيس الأميركي الجديد ووزيرة الخارجية "هيلاري كلينتون". وأضاف نتينياهو أنه سيسعى إلى تجنب أي توتر مع إدارة أوباما. وأنه من المتصور أن يدخل نتينياهو في محادثات مع السلطة الفلسطينية لتلبية المطالب الأميركية.
وهذا لا يمنع من قلق صقور الحكومة الإسرائيلية من رغبة أوباما في الانخراط في قضايا المنطقة لاسيما مع إيران فيما يخص برنامجها النووي الذي يثير الهواجس الأمنية الإسرائيلية. ويرى كثيرٌ من الخبراء الاستراتيجيين الإسرائيليين أن الانخراط الأمريكي في المنطقة يسيء ويضعف المصالح الأميركية والإسرائيلية بالمنطقة. فإسرائيل مازالت مؤمنة أن الخيار العسكري لتقويض الطموح النووي الإيراني ممكن مع غياب الثقة في الجهود الدولية لإثناء إيران عن هذا الطموح النووي.