كوسوفو تواجه تحديات جمة بعد عام على الإستقلال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بريشتينا: بعد سنة على اعلان استقلال كوسوفو تواجه بريشتينا تحديات جمة مثل تخطي الانقسام الاثني العميق وتنمية الاقتصاد المنهك الا ان مسؤولي كوسوفو يؤكدون على تفاؤلهم.
واكد رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاجي في مقابلة مع وكالة فرانس برس ان السنة التي انقضت منذ اعلان الاستقلال في 17 شباط/فبراير 2008 "كانت سنة ناجحة تماما".
وشدد تاجي على "التزامه بناء كوسوفو ديموقراطية ومجتمعا متعدد الاثنيات" مذكرا بانه تم اقرار دستور وبان 54 دولة اعترفت بالاستقلال.
وابدى ثقته بان كوسوفو ستنضم قريبا الى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وبعد مرور عام، لا تزال بلغراد ترفض رفضا قاطعا اعلان الاستقلال وتعقد آمالا كبيرة على قرار محكمة العدل الدولية حول شرعية هذا الاستقلال. فبالنسبة لبلغراد تبقى كوسوفو اقليمها الجنوبي.
واعتبر بيتر بالمر ممثل مجموعة الازمات الدولية في كوسوفو ان توجه صربيا الى محكمة العدل الدولية "القى بظله بالتأكيد" على اعلان استقلال كوسوفو.
واضاف بالمر "لكن لا اعتقد ان احدا كان يتوقع ان صربيا ستسارع الى الاعتراف باستقلال كوسوفو".
ويرى بالمر وخبراء آخرون ان رفض صرب كوسوفو الاعتراف بسلطة بريشتينا يشكل احد التحديات الاساسية التي تواجه زعماء كوسوفو.
وهناك حوالي 100 الف صربي في كوسوفو التي يبلغ عدد سكانها مليوني شخص.
ويشكل الصرب غالبية في الشمال كما يعيشون في جيوب متفرقة في كوسوفو. ويرفضون سلطة بريشتينا ويلجأون الى خدمات تقدمها هيكليات ادارية موازية انشأتها بلغراد في الاراضي الصربية.
ولا يرى بالمر حلا لهذا المأزق "في المستقبل القريب" حتى ولو انه "على المدى الابعد، من الطبيعي ان تتعايش صربيا مع واقع استقلال كوسوفو. والامر صحيح كذلك بالنسبة لصرب كوسوفو".
وفي الوقت الحاضر يجهد الصرب، الذين يعتبرون صربيا بلدهم، للتأقلم مع العيش في بلد لا يعترفون باستقلاله.
وتعيش ميلانكا ستناكوفيتش في قرية سليفوفو الصربية المعزولة الواقعة على بعد 25 كيلومترا شرق بريشتينا. وتشرح لوكالة فرانس برس كيف تتجاهل مع القرويين الاخرين الخدمات الصحية الكوسوفية الالبانية، مفضلة التوجه الى غراكانيتشا احدى الجيوب الصربية في وسط كوسوفو حيث يقدم العديد من الخدمات يوميا.
وتشرح ميلانكا ان سيارة "تأتي لتقلنا، انما فقط ايام الاثنين والجمعة الى غراكانيتشا حيث يمكننا مراجعة طبيب او التفرغ للقيام باعمال اخرى".
وتقول ميلانكا "اصلي لكي لا يمرض اي من اولادي في الايام الاخرى او خلال الليل، لانني اتساءل كيف يمكننا عندها التوجه الى غراكانيتشا".
ويشكل الاقتصاد في هذا البلد الذي يعد من الاشد فقرا في اوروبا اذ تتراوح نسبة بطالة بين 45 و50% من القوى العاملة، تحديا كبيرا آخر لبريشتينا.
وبحسب البنك الدولي، فان قرابة 50% من السكان يعيشون في ظروف من الفقر بأجر قدره 1,5 يورو يوميا. ويلتحق 30 الف شاب سنويا بسوق العمل.
ويأسف راموش طاهري وهو محلل كوسوفي شهير لعدم اتخاذ السلطات التدابير الكافية لتنمية الاقتصاد.
ويقول "يتحتم البدء باصلاحات اقتصادية تأتي بنتائج وتجذب المستثمرين الاجانب".