بيلاروسيا تواجه مستقبلا مجهولا ولوكاشينكو تحت النيران

أشرف أبوجلالة من القاهرة: أعدت اليوم صحيفة برافدا الروسية تقريرا مثيرا تناولت فيه بالتحليل الظروف السياسية المتأججة التي تعيشها بيلاروسيا، فضلا ً عن المستقبل غير متضح المعالم الذي تنتظره البلاد، وقالت أنه ما أن عاد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو مباشرة ً إلي بلاده بعد زيارة قام ها مؤخرا ً إلي موسكو ، إلا وأن وجهت له المعارضة المحلية هناك اتهامات بخيانة المصالح الوطنية للبلاد. فقد أبدوا امتعاضهم واعتراضهم علي منظومة الدفاع الجوي مع روسيا بحجة أن لوكاشينكو كان يجري محادثات سرية مع روسيا.

وقالت الصحيفة أيضاً أن كبار قادة المعارضة أبدو تخوفهم وقلقهم من مشاركة بيلاروسيا في القوات الجماعية للنشر السريع لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي. وأكدت الصحيفة علي أن تلك الحملة كانت لوما أكثر إثارة للغرابة آخذا ً بعين الاعتبار حقيقة أن لوكاشينكو رفض قبول شروط المعاهدة من أجل السماح للمجندين البيلاروس بالمشاركة في العمليات العسكرية التي قد تقع خارج حدود البلاد. وردا ً علي ذلك، لم يضطر لوكاشينكو للبحث عن كلمات يقحمها في تصريح له بخصوص ذلك الأمر واكتفي بالقول :" يقدم بعض المخابيل علي تحطيم الأمة. فإذا كان لديك بعض المصالح في مكان ما، فإن عليك أن تدفع مقابل لها. وعلي سبيل المثال، تقديم منظومة الدفاع الصاروخية للبلاد التي تحصل منها علي غاز غير باهظ الثمن. وهنا تقول المعارضة أني قمت ببيع سيادة البلاد وأرسلت رجالنا للمواقع الساخنة. فهل غادر أي من أبناؤكم إلي مثل هذه المناطق؟ لا، لم يذهب منهم أحد إلي هناك ".

وتابع لوكاشينكو قائلا ً :" إذا كنت تنتظر حدوث بعض التطورات من أحد الأشخاص تجاهك، فمن المقترح أن تقوم أنت كذلك بتطورات تجاههم. وإلا فعلينا أن نتبدل للأسعار العالمية، مثلما فعلت ألمانيا. فبإمكاننا أن نعتمد علي أنفسنا بكل تأكيد ولن يكون لزاما علينا أن نطلب الغاز من روسيا. لكن هل سنستطيع فعل ذلك؟ خلال هذه الأثناء علي الأقل. أما بالنسبة للمحادثات السرية، فلم يسبق لي وأن دخلت في أي محادثات سرية مع أي شخص طوال فترة رئاستي ".

من جانبها ، أكدت الصحيفة من خلال تقريرها علي أن الرئيس البيلاروسي لم يخفي وجود مشكلات تؤجج علاقات بلاده بروسيا. وقال لوكاشينكو :" لقد منعت روسيا عدد من المنتجات التي تطرحها العديد من الجهات البيلاروسية في أسواقها، وبخاصة أنواع معينة من المنتجات الزراعية ". وأضافت الصحيفة أنه لم تتضح بالفعل هوية أنواع القيود التي كان يتحدث عنها لوكاشينكو. وفي تصريحات خاصة بالصحيفة، قال فلاديمير زهاريخين، من معهد بلدان رابطة الدول المستقلة أن ذلك لم يكن سوي مجرد محاولة للاستفادة من السلع البيلاروسية في السوق الروسية. وقال الخبير :" تمثل السوق الروسية بالنسبة للوكاشينكو السوق الخاصة بالدولة الموحدة. ومع هذا ، هو يعتقد أن سوق بيلاروسيا هي سوق دولة ذات سيادة".