نشر أسرار أوباما عبر نصوص رسائل إلكترونية أرسلها للمقربين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن: صحيفة الغارديان البريطانية تنفرد في عددها الصادر اليوم بنشر تفاصيل جدُّ دقيقة وخاصة من الرسائل الإلكترونية (الإيميلات) التي تقول إن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أرسلها مؤخرا عبر جهاز "البلاكبيري" الخاص به إلى أفراد أسرته وأصدقائه ومساعديه، وذلك في خطوة تصفها الصحيفة بأنها "الدليل الفريد على الشفافية الديمقراطية".
وتعد الصحيفة قراءها بأن تعرض لهم على صفحاتها بشكل أسبوعي المزيد من رسائل أوباما الإلكترونية، إذ تتعهد بنشر باقة منتقاة من "الإيميلات" التي يكون أوباما قد أرسلها خلال الأيام القليلة التي تسبق النشر، والتي يُفترض أن تكون غاية في السِّرِيَّة، لكنه الرئيس وافق على أن تقوم الجارديان بنشرها بشكل دوري.
وبهذه الخطوة، يكون أوباما ليس هو فقط أول رئيس أمريكي يُسمح له باستخدام بريده الإلكتروني أثناء فترة رئاسته، بل يصبح أيضا أول مسؤول في العالم يكشف تفاصيل مراسلاته الخاصة بهذا الشكل العلني وينشرها أمام العالم أجمع.
وتبدأ الصحيفة اليوم بعرض مجموعة من الرسائل الإلكترونية التي قالت إن أوباما كان قد أرسلها في الآونة الأخيرة، ومنها رسالة إلى زوجته ميشال على بريدها الإلكتروني الخاص بالسيدة الأولى في البيت الأبيض وثانية إلى جون فافرو، المدير المسؤول عن كتابة خطب الرئيس، وثالثة إلى ابنته الصغرى ساشا، ورابعة إلى رئيس موظفي البيت الأبيض رام إيمانويل، وخامسة إلى القائمين على قسم تكنولوجيا المعلومات لديه.
رسالة أوباما إلى ميشال
وفي رسالته الإلكترونية إلى زوجته ميشال، يكتب أوباما إليها عن قضية ظهور صورتها على غلاف مجلة "فوغ" مؤخرا قائلا: "لا، لا، لا تفهميني خطأ، فقد بدوتِ جميلية رائعة فائقة الجمال، تماما كما كنت دوما! أنا مجرد أنني أشعر بالضيق والانزعاج من الطريقة التي يستخدمها (أي صورة ميشال) بها جو بايدن (نائبه)، إذ يضعها بشكل دائم لتغطي شاشة جهاز كمبيوتره (سطح المكتب)، ولا شيء غير ذلك."
أما إلى فافرو، فيخاطبه أوباما بقوله: "غداة زيارة الدولة التي سوف أقوم بها إلى كندا هذا الأسبوع، أريد تعديل هذا الجزء من الخطاب، والذي يبدأ بالقول: إن صداقة قوية مع كندا تظل أمرا حيويا وهاما بالنسبة للولايات المتحدة، لأن... ."
ويشرح الرئيس لفافرو سبب طلب النجدة منه، إذ يقول له: "أشعر أن رأسي قد أصبح فارغا تماما، فأنا لم أعد أقوى على التفكير بأي شيء، فكل مرة أحاول الكتابة، يغالبني النعاس وأغط في ثبات عميق بسبب أو بدون سبب. أعتقد أن الجهد الذي أبذله لتحويل خطة الإنقاذ (الاقتصادي) هذه إلى قانون تأخذ مني وقتا أكثر مما كنت أدرك."
وإلى ساشا، فيكتب لها شاكرا لها مبادرتها النبيلة عندما عرضت عليه مساعدته في اختيار الشخص المناسب لشغل منصب وزير التجارة في إدارته، وذلك بعد أن صعب عليها منظر والدها المنهمك في إيجاد بدائل لعدد من المرشحين الذين اضطروا لسحب ترشيحاتهم بسبب مشاكل تلاحقهم، ليس أقلها تهم التهرب الضريبي.
إلا أن أوباما يقول لابنته إن مرشحيها لشغل المنصب، وكانت قد رشحت له أحد أعضاء فرقة "جوناثان براذرز" الموسيقية الشهيرة وجميع الإرادها الشبَّان، "هم من المشاهير وليسوا بخبراء اقتصاد!" ولذلك فهو يطلب منها التفرغ لإنجاز واجباتها المدرسية ويعدها بمكافأتها، إن هي فعلت ذلك، بالسماح لها بمشاهدة التلفزيون لمدة سبع دقائق بالتمام والكمال مساء اليوم ذاته!
"الرجل الأسود الفاشل"
وليس بعيدا عن باراك أوباما وخطته للإنقاذ الاقتصادي، تكتب الكاتبة البريطانية ذات الأصول الأفريقية، حنَّا بول، في نفس الصحيفة مقالا نقديا مطوَّلا جاء بعنوان: "عندما يخفق، فسيكون ذلك الرجل الأسود الفاشل". تقول الصحيفة في مقدمتها لمقال بول: "الكل توقع أن تكون حنَّا بول مسرورة ومغتبطة للغاية بانتخاب باراك أوباما (رئيسا للولايات المتحدة). لكنها، بدل ذلك، فقد تملَّكتها مشاعر الذعر والخوف الشديد بسبب ذلك، وها هي تشرح لنا ذلك."
تعود بنا الكاتبة في البداية إلى أيام حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية لتذكرنا بزيارة كانت قد قامت بها إلى أقرباء لها في مدينة لوس أنجلوس. كما تذكرنا بول أيضا بكلمات كانت قد قالتها لمحدثيها من الأقرباء الحالمين بفوز رجل أسود برئاسة أمييكا، إذ خاطبتهم قائلة: "هذا ما لن يحدث أبدا. وحتى لو حدث، فمن قال لكم إنه سيكون أمرا جيدا؟"
خارج السرب
وعن سبب شعورها وموقفها ذاك المغرِّد خارج السرب، تقول بول: "كنت أريد أن أكون مسرورة ومغتبطة للأمر (أي لاحتمال فوز أول رئيس أسود)، لكن فكرة نجاح أوباما، ومهما كانت تبدو بعيدة المنال حينذاك، بدت لي مخيفة وتحمل في طياتها الكثير من التعقيد والخطر."
وعن أسباب خوفها وتشاؤمها من المستقبل وخشيتها من احتمال فشل أوباما وانعكاسات ذلك، تقول: "في عالم ما تزال تسوده العنصرية وتعشعش في ثناياه، سرا وعلانية، وحيث التقسيمات والفوارق العرقية ما تزال موجودة، فنحن نواجه وضعا معقدا ونسير على طريق قاس ومليء بالمصاعب." وترى الكاتبة أنه في حال نجح أوباما في مهمة إنقاذ الاقتصاد الأميركي، فلا شك أن ذلك سيكون أمرا جيدا وفأل خير للأميركيين. ولكن ماذا لو حدث العكس وفشل الرجل وإدارته في تحقيق ذلك؟ ترى بول أن الكل سوف يشير حينئذ إلى أوباما على أنه ذلك "الرجل الأسود الفاشل"، مع ما سيكون لذلك من انعكاس خطيرة على السود وأميركا والعالم أجمع.