زيارة غير مسبوقة لغزة لثلاثة أعضاء من الكونغرس

غزة: قام السيناتور الاميركي النافذ جون كيري ونائبان آخران في الكونغرس الاميركي الخميس بزيارة غير مسبوقة لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، مستبعدين مع ذلك اي ليونة في الموقف الاميركي تجاه هذه الحركة التي تعتبرها واشنطن "منظمة ارهابية". وبدأ كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ زيارته في عزبة عبد ربه، وهي بلدة تقع شمال قطاع غزة دمرت خلال الهجوم الاسرائيلي الاخير، وذلك قبل زيارة مدرسة دمرت ايضا في غارات اسرائيلية.

وسبق كيري الى الموقعين النائبان الديموقراطيان في مجلس النواب بريان بيرد وكيث اليسون النائب الاميركي المسلم الوحيد. وزار الثلاثة اثر ذلك مقر وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في وسط مدينة غزة الذي اصيب ايضا بالقصف الاسرائيلي. وتأتي هذه الزيارة بعد شهر من انتهاء الهجوم الاسرائيلي الذي استمر 22 يوما على قطاع غزة وخلف 1330 قتيلا فلسطينيا واضرارا فادحة. وكانت اسرائيل قالت ان هجومها هدف الى وقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية على اسرائيل.

واوضح بيرد واليسون في بيان ان زيارتهما لم تحظ بدعم رسمي من البيت الابيض. واعتبر بيرد "ان فداحة الدمار والمعاناة الانسانية هنا مذهلة للغاية" مضيفا "ان احياء بالكامل دمرت ومدارس محيت وخدمات حيوية مثل الماء والصرف الصحي والكهرباء اصيبت بالشلل". وقال اليسون من جهته "ان التضييقات الاسرائيلية العشوائية وغير المعقولة على دخول الغذاء ومواد البناء غير مقبولة ولا يمكن الدفاع عنها".

ولم يلتق المسؤولون الاميركيون باي ممثل لحركة حماس. وقبل زيارة غزة زار كيري الذي يقوم بجولة اقليمية، برفقة وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني مدينة سديروت (جنوب اسرائيل) التي شكلت بانتظام هدفا للقذائف الفلسطينية. واكد كيري في سديروت ان زيارته لغزة لا تعني تغيرا في السياسة الاميركية تجاه حماس التي استولت على السلطة في قطاع غزة في حزيران/يونيو 2007 على حساب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس حليف واشنطن.

وقال السناتور الديموقراطي الذي كان هزم في الانتخابات الرئاسية لعام 2004 امام المرشح الجموري جورج بوش ان هذه الزيارة "لا تترجم اي تغيير في الموقف من حماس لكنها تعكس رغبتنا في الاستماع والتعلم". واضاف "ان ما يجب ان يتغير هو اللجوء الدائم لحركة حماس للعنف" وتابع "ان على قيادتكم السياسية (حماس) ان تدرك ان اية امة يعيش مواطنوها تحت تهديد الصواريخ سترد الفعل".

وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس ان هذه الزيارة "خطوة في الاتجاه الصحيح ولكنها غير كافية ايضا، نريد مزيدا من المراكمة عليها من خلال الدفع لتغيير الاتجاه السياسي للادارة الاميركية لجهة دعم القضية الفلسطينية". وطالب برهوم الوفد "بنقل حجم المعاناة والجريمة والقتل الذي تسببت فيه آلة الحرب الصهيونية، وان يدفعوا باتجاه الضغط على الادارة الاميركية للضغط لانهاء معاناة الشعب الفلسطيني". ولم يتوقع برهوم ان تعقد حركته اي لقاء مع الوفد، مؤكدا انه "اذا طلبوا اي لقاء مع حماس لا نمانع ولكن نحن ندرك حساسية هذه الزيارة في هذا الوقت بالذات".