حماس "تبعث رسالة إلى أوباما"

غزة: بعثت حركة المقاومة الإسلامية حماس رسالة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما بواسطة السناتور الأميركي جورج كيري الذي زار قطاع غزة الخميس. وقد أكدت كارين أبو زيد رئيسة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن بعثة الأمم المتحدة قد تلقت الرسالة وسوف تحملها الى وجهتها. ولم تذكر أبو زيد ما إذا كان السيناتور جون كيري قد قبل تسلم الرسالة كما لم تكشف عن فحواها.

فيما ذكر كريستوفر جنيس المتحدث باسم وكالة الغوث أن الرسالة قد تركت على بوابة مبنى الوكالة وإنه لا يعلم ما بها قائلا "نحن لا نفتح بريد الاخرين".

وزيارة كيري ـ الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي ـ هي الأولى من نوعها التي يقوم بها برلمانيون أمريكيون منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000.

كما زار القطاع الخميس في زيارة منفصلة عضوان في مجلس النواب هما كيث إليسون وبريان بيرد.

ولم يلتق أي من الثلاثة بأي من قيادات حماس، إلا أن كيري الذي تفقد مبنى المدرسة الأمريكية المدمرة بفعل القصف الإسرائيلي قال لأعضاء مجلس إدارة المدرسة الذين كانوا في استقباله "إن على قيادتكم السياسية ـ مشيرا إلى حماس ـ أن تتخذ إجراءات حاسمة وأن توضح عزمها تحقيق السلام وهو ما لم تفعله بعد.

وأضاف كيري "إن على قيادتكم السياسية أن تفهم أن أي دولة تتساقط عليه الصواريخ على مدى السنين وتهدد مواطنيها لا بد أن تقوم بالرد".

وكان كيري يرد على شرحبيل الزعيم أحد أعضاء مجلس المدرسة الذي قال بأن "إسرائيل لا تسمح إلا بعبور أدنى حد ممكن من احتياجات القطاع، واشتكوا من أن الفلسطينيين العاديين يشعرون بالعزلة بسبب الحصار الذي تفرضة إسرائيل عليه ويدعمه الغرب.

ورد الزعيم بمقارنة وضع الفلسطينيين في القطاع بالرهائن في مبنى قائلا "إن ضابط الشرطة لا يستطيع اتخاذ قرار بتدمير المبنى كاملا فيقتل جميع الرهائن والمختطفين".

وتعتبر الولايات المتحدة -كما الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة- حماس منظمة "إرهابية" وترفض التعامل معها على هذا الأساس.

وقال كيري في وقت سابق: " [إن هذه الزيارة] لا تعني أي تغير في الموقف من حماس... ما تعنيه هو الرغبة في الانصات والتعلم." وزار كيري قبل قطاع غزة بلدة سديروت الإسرائيلية التي تتعرض لصواريخ فلسطينية. وقال أمام ركام من القذائف المستعملة إنه والرئيس أوباما يؤمنان ألا أحد ينبغي أن يقضي حياته وهو خائف من الهجمات المسلحة.

ومن ناحيته قال بيرد عضو مجلس النواب الأمريكي الذي زار القطاع الخميس ايضا إنه عاين مشاهد "دمار مروع" لحق بالخدمات الإنسانية الأساسية.

وأضاف بيرد ـ وهو كذلك طبيب نفساني ـ لبي بي سي إن منشآت التعليم والصحة قد تضررت كلها ودُمر عدد لا يحصى من المنازل كما تم تخريب القاعدة الاقتصادية للقطاع. وصرح بيرد بأن مزيدا من المساعدات الإنسانية لشعب غزة بات ضروريا.

وأوضح قائلا إن زيارة الوفد البرلماني الأميركي نُظمت من قبل وكالة الغوث الدولية بغزة، ونفى بشدة أن تكون المواقع التي زاروها من اختيار حماس لأغراض دعائية.

وكان بيرد قد صرح فيما قبل قائلا: "نحن نرغب في معاينة الوضع على الأرض ونتفهم ماهي الاحتياجات ومن ثم نحمل الرسالة عائدين بها إلى زملائنا والناس الذين نمثلهم حتى يتمكنوا بدورهم من تفهم الوضع".

وأضاف" نحن بحاجة أيضا أن نقول لأهل غزة أننا نتفهم معاناتهم ونعلمهم أننا نأسف لما مروا به إضافة إلى ذلك نحاول أن نتاكد من أن المزيد من المعونة في طريقها إليهم بأسرع وقت ممكن".

وقد رحب مشير المصري المتحدث باسم حماس بزيارة كيري ووصفها بأنها خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح ولكنها ليست كافية. وأضاف في تصريح لبي بي سي العربية " ونأمل ان تكون في إطار خطوات لتصحيح مسار السياسية والعلاقة الأمريكية مع الشعب الفلسطيني". وأعرب المصري عن امله في أن تكون الزيارة " في مسار كسر العزلة عن القطاع ورؤية العقلية الصهونية على أرض الواقع بعين أميركية".

وأشار أيضا إلى ضرورة أن تقف واشنطن أو على الأقل الكونجرس "على مسافة واحدة من هذا الصراع".

وردا على سؤال بي بي سي بشأن استعداد حماس لعلاقات مع واشنطن قال المصري "قنواتنا مفتوحة أمام كافة الدول بما في ذلك الإدارة الأمريكية على قاعدة ثوابتنا المعروفة والاعتراف بحقوق شعبنا وهي مسألة لاتقبل الجدال".

وأعرب عن أمله في ان ينقل النواب الأميركيون وغيرهم مشاهد الدمار في القطاع، وأن يكونوا عاملا مساعدا في تقديم المسؤولين الإسرائيليين إلى محاكمة دولية.