واشنطن توافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية بين فتح وحماس

بعد أن منحت مصر الضوء الأخضر لمواصلة مجهودات المصالحة
واشنطن توافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية بين فتح وحماس

أشرف أبوجلالة من القاهرة: كشفت صحيفة " جيروزاليم بوست " العبرية في عددها الصادر اليوم الأحد عن أن إدارة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما منحت السلطة الفلسطينية الضوء الأخضر من أجل التحدث مع حركة المقاومة الإسلامية " حماس " بخصوص تشكيل حكومة وحدة فلسطينية، وذلك حسبما أكد أحد مسؤولي السلطة في رام الله. وأشار هذا المسؤول إلى أن واشنطن قامت أيضًا بإعطاء الضوء الأخضر للإدارة المصرية كي تقوم بمواصلة مجهوداتها بغية تحقيق المصالحة بين فتح وحماس. وقال هذا المسؤول في تصريحات خاصة بالصحيفة: تتمتع الإدارة الأميركية الجديدة بسياسة مختلفة عن سياسة الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش. فإدارة الرئيس باراك أوباما تعتقد أن تشكيل حكومة وحدة بين فتح وحماس هو أمر جيد بالنسبة إلى نشر الاستقرار .

وأضافت الصحيفة بقولها أن القاهرة وجهت الدعوات بالفعل لممثلي حركتي فتح وحماس وعدة فصائل فلسطينية أخرى من اجل حضور محادثات المصالحة المقرر لها أن تبدأ في القاهرة يوم الأربعاء المقبل. وقد أكد مسؤولو حماس وفتح من جانبهم الأخبار التي تحدثت عن أن المصريين وجهوا لهم الدعوة كي يحضروا المحادثات. وأكد مشير المصري، الناطق باسم حماس، على أن قيام السلطة أولا ً بإطلاق سراح جميع السجني السياسيين من سجونها بالضفة الغربية أمر من شأنه أن يعمل على إنجاح المحادثات.

مصر تستضيف الحوار الفلسطيني الأربعاء

هذا وأعلنت وزارة الخارجية المصرية ان محادثات مصالحة تستضيفها مصر بين الفصائل الفلسطينية ستعقد يوم الاربعاء القادم. وقالت مصادر دبلوماسية ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما والاتحاد الاوروبي شجعا القاهرة على محاولة انهاء الشقاق في صفوف الفلسطينيين والذي ساعد اسرائيل على القول بان الفلسطينيين ليسوا مستعدين بعد لان تكون لهم دولتهم الخاصة. غير ان الادارة الأميركية والاتحاد الاوروبي اوضحا ان الدعم الغربي مرهون بشكل حكومة الوحدة التي ستتمخض عن محادثات القاهرة اذا تم الاتفاق على حكومة.

من جهتها، اعلنت حماس انها تلقت دعوة مصر للمشاركة في الحوار الوطني. واضاف القيادي في حماس ايمن طه في تصريح صحافي ان حركته تلقت الدعوة رسميا مؤكدا حرص حركته على انجاح المؤتمر اكثر من أي وقت مضى لما في ذلك من مصلحة وطنية لكل ابناء الشعب الفلسطيني. واشار الى ان تهيئة المناخات للحوار "امر مهم" معبرا عن اعتقاده بانه "اذا لم يتم الافراج عن المعتقلين السياسيين سيكون من الصعب انجاح الحوار".

وكانت عدة لقاءات عقدت في القاهرة ورام الله بين اعضاء من فتح وحماس وصفت الاجواء حينها بانها ايجابية. ورحبت حركة فتح بالتطور هذا مشددة على اهمية انجاحه لمواجهة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وتعزيز الجبهة الداخلية. واضافت فتح في بيان لها انها طالبت اكثر من مرة بعدم ربط الحوار بالتهدئة مع اسرائيل حتى لا تتحكم اسرائيل في الحوار الداخلي بطريقة غير مباشرة.

وأضافتحماس ان الحوار الجاد والحقيقي هو السبيل الوحيد لانجاز المصالة الوطنية الفلسطينية. وقال المكتب السياسي لحركة (حماس) في بيان له ان الحركة حرصت خلال حوارات وفدها القيادي في القاهرة مع المسؤولين المصريين على تجنب الرد على المشوشين على هذه الحوارات من خلال التسريبات الاعلامية والتصريحات الصحافية التي تم الادلاء بها من جهات متعددة.

وبالنسبة للمصالحة الوطنية الفلسطينية اوضح البيان ان (حماس) تؤمن ان الحوار الجاد والحقيقي هو السبيل الوحيد لانجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية وانها لم تكن يومًا ضد الحوار وانما كانت تطالب دائمًا بوضع أرضية صلبة يقف الحوار عليها بحيث يحقق اهدافه لخدمة المشروع الوطني الفلسطيني.

وقالت (حماس) في بيانها ان اللقاءات التي جرت بالقاهرة مع حركة (فتح) تاتي في سياق التمهيد للحوار الوطني الشامل ومن اجل تهيئة الاجواء لانطلاقه معتبرة الافراج عن المعتقلين في سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية "خطوة ضرورية لانعقاد الحوار ونجاحه حيث لا يعقل ان يتم الحوار في ظل المناخ السائد في الضفة الغربية حيث يتواصل اعتقال ابناء حماس وفصائل المقاومة الذين زاد عددهم عن 600 معتقل حتى الان".

وبالنسبة إلى عملية تبادل الاسرى مع اسرائيل اكدت الحركة تمسكها بما قدمته وعدم تنازلها عن الاسماء التي وضعت وخصوصا المحكومين بأحكام مؤبدة وعالية.

وطالبت بعدم ربط عملية التبادل باتفاق التهدئة او فتح المعابر وكسر الحصار "وان أي مفاوضات جديدة حول تبادل الاسرى ينبغي ان تبدا من النقطة التي تم الوصول اليها وليس العودة الى نقطة الصفر". وبالنسبة للتهدئة اكدت الحركة انها على استعداد للتجاوب مع الجهود الرامية للوصول الى اتفاق تهدئة ينطلق من رغبتها في اتاحة الفرصة لسكان غزة لالتقاط الأنفاس وتضميد الجراح وإعادة الاعمار وكسر الحصار وان هذا التوجه تم بالتشاور مع القوى والفصائل الفلسطينية وحظي باجماع وطني فلسطيني.

وقالت جيروزاليم بوست أن تلك المحادثات كان مقررا لها أن تعقد في الأساس اليوم الأحد، لكن المصريين أعلنوا الأسبوع الماضي أنهم قاموا بتأجيلها في أعقاب فشل المفاوضات مع حماس وإسرائيل بخصوص اتفاقية وقف إطلاق النار الجديدة في قطاع غزة. كما سبق وأن فشلت محاولة سابقة من جانب المسؤولين المصرين لعقد مؤتمر مشابه خلال شهر نوفمبر الماضي بسبب رفض رئيس السلطة محمود عباس أبو مازن بإطلاق سراح المئات من معتقلي حماس قبيل بدء المحادثات. وأشارت الصحيفة إلى أن عباس الذي زار القاهرة الأسبوع الماضي، قيل أنه قد أخبر الرئيس مبارك بأنه على استعداد لرأب الصدع في خلافه مع حماس.

ونقلت الصحيفة من جانبها عن عزام الأحمد، أحد مشرعي حركة فتح، الذي سبق له أن شارك في المحادثات مع حماس، أن النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، التي شهدت تصاعدا ً للأحزاب اليمينية، تستدعي أن يقدم الفلسطينيون على الوحدة في مواجهة التحديات الجديدة. كما أبدي تفاؤله فيما يتعلق باحتمالات إنهاء صراع السلطة القائم بين حماس وفتح. في حين قال إبراهيم أبو النجا، أحد المسؤولين بحركة فتح، أن حقيقة تكليف زعيم حزب الليكود، بنيامين نيتنياهو، بتشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة يثبت أن الرأي العام الإسرائيلي يفضل الحرب والدمار. في حين قال قادة حماس أن الزيارة التي قامن بها مؤخرا السيناتور الديمقراطي جون كيري لقطاع غزة تشير إلى حدوث تغيير في سياسة الولايات المتحدة حيال حركتهم.