خبراء :تفجير الحسين ضربة لإمكانية إلغاء قانون الطوارئ

ربطوا الحادث بحالة الاحتقان السياسي وتردي أوضاع الفقراء
خبراء :تفجير الحسين ضربة لإمكانية إلغاء قانون الطوارئ

محمد حميدة من القاهرة: ربط خبراء مصريون حادث التفجير الذي ضرب ساحة المشهد الحسيني، امس، بالجانب الاقتصادي الذي يعيشه المصريون، وعدم قدرة الحكومة على الوفاء وإدارة مطالب الناس، ونفى الخبراء ل "ايلاف " صلة أي جماعات او تنظيمات إسلامية بالحادث، مؤكدين انه حادث عشوائي ليس لهأي مغزى، دافعه قد يكون أحقاد خاصة من قبل المنفذين قد يكون سببها الحكومة او احداث غزة او ما يجري في المنطقة، وتوقع الخبراء استمرار العمل بقانون الطوارئ بعد الحادث وإرجاء قانون الإرهاب الذي يتم إعداده لأجل غير مسمى.

ويرى الدكتور كمال حبيب أستاذ العلوم السياسية ان اختيار الحسين للعملية له مغزى، فالمنفذ في "العلوم الاجتماعية "عندما يفكر في القيام بعملية فانه يبحث عن مكان كمسرح يحدث فيه اكبر قدر من التأثير، والحسين منطقة دينية- سياحية لها خصوصيتها، وتحظى بتواجد دائم من السياح والمصلين ومن هنا كان سبب اختيار المكان، ورغم ان الحادث يكتنفه الكثير من الغموض إلا ان التفسير الأول يشير الى ان القائمين على الحادث يستهدفون السياحة والإضرار بها كعنصر مهم للدخل القومي المصري، ولا يمكن تجاهل في الوقت ذاته جزء ايديولوجي مرتبط بالإسلاميين الذين يرون السياح معادين لهم.

وحول مغزى توقيت الحادث بعد إطلاق سراح المعارض ايمن نور وبدء الحكومة اجراءات إلغاء قانون الطوارئ، قال الدكتور كمال حبيب ان الحادث بالتأكيد جاء بعد إجراءات أعادت التفاؤل السياسي بإخراج بعض المعتقلين السياسيين، بعد إفراج السلطات عن المعارض ايمن نور وحتى لوكان ذلك بضغط اميركي، إلا ان ذلك في اتجاه عودة البلاد الى مسارها الطبيعي.

و قال الدكتور كمال حبيب انه يرى الحادث ضربة قاصمة لإمكانية إلغاء قانون الطوارئ مشيرا الى ان" قانون الإرهاب الذي يتم إعداده بديلا للطوارئ مازال يكتنفه الكثير من المعضلات، وخاصة بما يتعلق بالفئات التي تحاكم بموجب هذا القانون، وتوقع ان تسير الأمور ناحية استمرار قانون الطوارئ وإرجاء الإرهاب.

وربط الدكتور كمال حبيب بين الجانب الاقتصادي الذي يعيشه المصريون وبين دوافع الحادث مشيرا الى ان عدم قدرة الحكومة على ادارة المطالب اليومية للناس واتساع مشاكل الطبقات الفقيرة " دافع قوي للجوء البعض الى العنف والتفكير في القيام بعمليات إجرامية من هذا النوع ردا على سياسات الحكومة. واستبعد كمال ربط الحادث بالمجموعات الشيعية في مصر وخاصة ان الحادث جاء بعد تغيير كسوة الحسين من اللون الاسود الى لونها الأخضر الطبيعي كما كانت عليه، وهو ما ربطه البعض بغضب الشيعة من هذا الإجراء، وقال كمال هذا شيء غريب وجديد على الإطلاق مشيرا الى ان التواجد الشيعي في مصر محدود ولم يسبق له ان قام بأعمال عنف من قبل و"هذا افتراض بعيد جدا ".

ومن جانبه استبعد اللواء فؤاد علام وكيل مباحث امن الدولة الأسبق وقوفأي تنظيمات وراء الحادث مشيرا إلى أنه لا يرى للحادث اي مغزى واعتبره عملا بدائيا ان دل على شيء فانه يدل على افتقاد القائمين عليه الخبرة والمهارة والحرفية.

وقال علام ان ما أثير حول تورط احد التنظيمات السرية في الحادث ليس دقيقا لان أي تنظيم من التنظيمات السرية له معتقداته وأهدافه الخاصة وتكون أعماله ترجمه لهذه المعتقدات لكن في حالة حادث الحسين ليس واضحا ان هناك هدفا أساسيا، ولا إمكانات واضحة للمنفذين في المجال الارهابي، مضيفا " قد يكون واحدا او مجموعة من الأفراد متأثرين بحالة الاحتقان السياسي التي تعيشه المنطقة ورأوافي ذلك تنفيسا عن أحقاد خاصة قد يكون سببها أحداث غزة او العراق، او أسباب أخرى خاصة بهم، حيث يبدو واضحا من الحادث انهم لم يستهدفوا السياح ولا المصلين بمسجد الحسين وبالتالي الأهداف غير واضحة ان كانت تدل على شيء فإنها تدل على تشوش فكر القائمين على هذا العمل.