أخبار

الامن في الجزائر عشية انتخابات الرئاسة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كامل الشيرازي من الجزائر: بتكثيفهم من وتيرة الاعتداءات خلال العشرة أيام الأخيرة، بصورة متزامنة مع دخول انتخابات الرئاسة المقررة في 9 ابريل/نيسان القادم شوطها الحاسم، أصبح واضحا أنّ فرق الموت في الجزائر تريد إثبات نفسها كلاعب أساسي في العملية السياسية، ويحرص المتمردون أيضا على إظهار تمتعهم بـ"قدرة عملياتية كاملة" وقابليتهم لاستخدام مفتوح ومتجدد لكل الوسائل المتاحة لهم، في رد منهم يفند ما ذهب إليه وزير الداخلية الجزائري "نور الدين يزيد زرهوني" من أنّ "المتشددين يعيشون أيامهم الأخيرة بعدما باتوا محاصرين في معاقلهم الأخيرة".

ويرى خبراء تحدثوا لـ"إيلاف"، أنّ ما يسمى (تنظيم قاعدة بلاد المغرب الإسلامي) يعتمد إستراتيجية جديدة تقوم على إبقاء الهاجس الأمني في المناطق الجزائرية الكبرى على غرار ولايات بومرداس وتبسة وجيجل وجعلها هدفا رئيسا لها، بعدما تعذر عليه التغلغل إلى المدينة الأولى في البلاد، ويقدّر متابعون أنّ فرض الجيش الجزائري وسائر القوى الأمنية لحصار محكم على مستوى مناطق ساخنة شرق وجنوب البلاد، حتّم على أتباع المتشدد "عبد المالك دروكدال" التركيز على منطقة القبائل والنواحي الشرقية، نظرا لما توفره كل ضربة فيها من صدى إعلامي كبير يضمن لناشطي القاعدة ''الشعور بالبقاء'' والقدرة على المواجهة في محاولة لكسر الطوق الأمني وضرب ما يُعرف بـ'المربعات الأمنية''.

وبذلك تكون فرق الموت هناك قد دشنت مرحلة جديدة في خططها، وهو ما يزيد من اتساع المخاوف إزاء ما يحضر له الغلاة خلال الأسابيع التي تسبق استحقاق الربيع، حيث صار الشارع المحلي منشغلا الآن بتساؤلات عما تخفيه المرحلة القادمة، ويبحث مراقبون عن خلفيات تصعيد الاعتداءات الإرهابية في بلد اعتاد على التشويش منذ تسعينيات القرن الماضي، برغم جزم السلطات الجزائرية بأنّ التهديد الإرهابي للأشخاص والممتلكات أصبح محدود التأثير.

ويقرأ محللون للشأن الأمني، ما حملته الاعتداءات الأخيرة، بأنّ المتمردين وتبعا للتحصينات الأمنية المحكمة منذ (غزوة الثأر)، ارتضوا تحوير إستراتيجيتهم السابقة والجنوح إلى توظيف تقنيات غير متعوّد عليها، في منعرج يروم التغطية على الخسائر الفادحة التي مني بها هؤلاء في معاقلهم التقليدية، وإعطاء انطباع مفاده "استطاعتهم إلحاق الأذى" رغم التضييق الذي تفرضه القوى الأمنية على أكثر من صعيد، وهو ما يعني أنّ طرق المواجهة صارت تنحصر في سياق (التحدي المباشر) للسلطات.

والظاهر، أنّ الأمن الجزائري الذي انتصر في ''حرب تقليدية'' على المتمردين، مدعو لخوض جولة حاسمة بأدوات جديدة، بغرض صدّ خطر تصعيد محتمل على مقربة رابع انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ البلاد، لذا يرى محللون، بحساسية انتصار السلطات لتكتيكات مغايرة، عبر تحصيل معلومات ميدانية تتعلق بنشاط فرق الموت، والتحرك السريع لإحباط شبح اختراقات أنهت أشهرا من الهدوء الحذر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف