طالبان توقف إطلاق النار لمدة غير محددة بسوات

بيشاور: اعلنت حركة طالبان الباكستانية الثلاثاء وقف اطلاق نار لمدة غير محدودة في وادي سوات اثر الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع السلطات المحلية لتطبيق الشريعة في هذه المنطقة الواقعة شمال غرب باكستان. وجاء هذا الاعلان بعد ثمانية ايام من توقيع الحكومة الباكستانية اتفاقا مثيرا للجدل لتطبيق الشريعة الاسلامية بوصفها النظام القضائي الوحيد في منطقة وادي سوات التي تبعد 160 كلم عن العاصمة اسلام اباد وكانت في السابق منتجع تزلج.

ورحبت الحكومة المحلية بالهدنة ووصفتها بانها خطوة باتجاه السلام الدائم في الوادي الذي فر منه الالاف بسبب العنف. وشوهد المواطنون يتعانقون فرحا الثلاثاء، في الوقت الذي وعد الجيش بمواصلة وقف اطلاق النار. الا ان الاتفاق على تطبيق الشريعة اثار قلقا في الولايات المتحدة واوروبا وافغانستان والهند وسط مخاوف من ان يشجع ذلك المسلحين في الولاية الحدودية الشمالية الغربية التي يسكنها الكثير من متطرفي القاعدة وطالبان.

ويشمل اعلان وقف اطلاق النار منطقة سوات وليس المناطق الاوسع في شمال غرب باكستان حيث يتمركز متطرفو طالبان والقاعدة.

وعقد مولانا فضل الله زعيم مقاتلي طالبان في وادي سوات مجلس شورى الثلاثاء ووافق على تمديد وقف اطلاق النار مدة عشرة ايام كان من المقرر ان تنتهي الاربعاء والافراج عن سجناء، على ما افاد المتحدث مسلم خان لوكالة فرانس برس. وقال خان "اليوم التقى مجلس الشورى برئاسة مولانا فضل الله وقرر الابقاء على وقف اطلاق النار لمدة غير محدودة".

واعلن انصار فضل الله وقفا موقتا لاطلاق النار منذ الاثنين الماضي عندما وقعت الحكومة اتفاقا مثيرا للجدل مع رجل الدين الموالي لطالبان صوفي محمد لتطبيق الشريعة الاسلامية في وادي سوات في مسعى لانهاء التمرد المسلح. ويشن انصار فضل الله منذ عامين حملة مسلحة لفرض الشريعة الاسلامية وقاموا بقطع رؤوس خصومهم وقصفوا مدارس الفتيات وحظروا الترفيه وقاتلوا القوات الحكومية.

ووعد خان ب"اطلاق سراح كافة السجناء من دون شروط. واليوم افرجنا عن اربعة من عناصر الشرطة شبه العسكرية وسنفرج عن كافة رجال الامن الذين نحتجزهم كبادرة حسن نية". ولم يتم الاعلان عن تاريخ للبدء في تطبيق الشريعة الاسلامية. ولم يتضح كيفية تطبيق الشريعة او من الذي سيكون مسؤولا عن تطبيق النظام الذي يقول مؤيدوه انه سيكون اسرع من المحاكم.

وسيعلن فضل الله عن "قرارات هامة" عبر الاذاعة في وقت لاحق من الثلاثاء، حسب المتحدث باسمه. وقال فضل الله ان وقف اطلاق النار سيصبح دائما شرط ان يقتنع بتطمينات الحكومة، الا ان اتفاقيات سلام سابقة بين الحكومة والمسلحين سرعان ما فشلت. وقال الجنرال اثار عباس كبير المتحدثين باسم الجيش ان الجيش اوقف عملياته بالفعل في وادي سوات وسيلتزم وقف اطلاق النار. واوضح لوكالة فرانس برس ان "سياسات الجيش لا تزال هي ذاتها .. والجيش لن يقوم باي عمل هجومي".

ورحب سيد محمد جواد مفوض منطقة مالاكاند التي تشمل وادي سوات والتي تأثر سكانها وعددهم ثلاثة ملايين، باتفاق تطبيق الشريعة الاسلامية. وصرح جواد لوكالة فرانس برس "نرحب من اعماق قلوبنا باعلان طالبان وقف اطلاق النار. وهذا تطور ايجابي للغاية، وسيمهد الطريق الى سلام دائم".

وذكر شهود عيان ان السكان في منطقة مينغورا، البلدة الرئيسية في وادي سوات، شوهدوا وهم يتعانقون ويهنئون بعضهم البعض في الشوارع. وصرح اكبر علي لوكالة فرانس برس بالهاتف "اليوم ولاول مرة منذ عامين نستطيع ان نتنفس الصعداء. لقد كنا في حالة حزن عميق وحياتنا كانت مشلولة، ولكن اعلان طالبان بعث في قلوبنا املا جديدا في السلام".

ودمر المسلحون 191 مدرسة في الوادي بما فيها 122 مدرسة للبنات، طبقا للمسؤول المحلي شير ازفال. ودافع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، الذي يزور واشنطن بشدة عن اتفاق سوات رغم المخاوف الغربية.