منتدى البحرين الأمني يكافح الإرهاب وتقنياته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
جلسات ساخنة في اليوم الثاني لأعماله
منتدى البحرين الأمني يكافح الإرهاب وتقنياته
سارة رفاعي من المنامة: وسط مناقشات ساخنة وحوارات جادة تواصلت في المنامة مناقشة قضايا الامن في المنطقة والعالم بمشاركة عدد كبير من القيادات الامنية ووزراء داخلية عدد من الدول حيث ركزت جلسات اليوم الثاني لمنتدى ومعرض البحرين الامني الثاني الذي يعتبر الحدث الرئيس في الشرق الاوسط الرامي الى فتح قنوات الحوار والتعاون في مجال حماية الامن القومي على أهم المتغيرات والتطورات الامنية على المستوى الدولي، حما ركزت الجلسات على دور الجيش في التخطيط للطوراى المدنية ، ومحاربة تمويل شبكات الإرهاب ، وتأثير الأزمة المالية العالمية على الأمن ، وتعزيز الأمن على المستويات الوطنية والإقليمية.
وبدأت اعمال المنتدى اليوم بالجلسة الرئيسية الثانية حيث ترأسها مدير المعهد الملكي البريطاني للدراسات الأمنية والدفاعية البروفيسور "مايكل كلارك"، والذي استهل الجلسة بالتأكيد على أهمية تقاسم وتبادل الخبرات لتحسين قدرات الأمن في مكافحة الإرهاب والجريمة، فيما توالت كلمات المتحدثين بدءًا بوزير الدولة لوزارة الداخلية الفيدرالية بألمانيا الدكتور "أوجست هاننج"، وزير الأمن الداخلي السابق بالولايات المتحدة "مايكل شيرتوف"، رئيس اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب "فلاديمير كوليشيوف"، قائد القيادة البحرية المركزية وقائد الأسطول الخامس الأمريكي "ويليام ئي جورتني"، وأخيرًا رئيس قسم التعاون التقني الشرطي الدولي بالشرطة الوطنية الفرنسية "إيميل بيريز".
وزير الدولة بوزارة الداخلية الفيدرالية بألمانيا الدكتور أوجست هاننج اكد على دور البحرين كشريك هام لألمانيا في الحوار حول القضايا الأمنية ومكافحة الإرهاب والقرصنة مشيرًا إلى استضافة المملكة لمنتدى حوار المنامة الخامس للأمن الإقليمي في ديسمبر 2008، وهي المنتديات الدولية التي تتزايد أهميتها في عصر العولمة الذي تعاظمت فيه المخاطر الأمنية، ولاسيما المتعلقة بالجريمة المنظمة والإرهاب الذي بات يستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصال لنشر رسالته غير الإنسانية والتشدد وتجنيد المزيد من المتطرفين.
واستعرض في مداخلته خلال الجلسة الثانية للمنتدى واستعرض عدد من المخاطر التي تهدد بعض أقاليم العالم مؤكدًا على عدم اقتصار تأثيراتها على حدود جغرافية بعينها في ظل تطورات العولمة التي لا تعترف بالحدود، ففي أوروبا هناك منظمة الجيش الألماني الأحمر بألمانيا والتي أعلنت استهدافها كسر احتكار الحكومة الفيدرالية للقوة واستمرت على مدار ثلاثة أجيال بتنفيذ 34 عملية اغتيال وتفجير، كما توجد المؤسسة الانفصالية للباسك بأسبانيا والتي قتلت منذ عام 1968 نحو 840 شخص، هذا إلى جانب العمليات الإرهابية التي تعرضت لها لندن ومدريد، وهي الأمور التي دفعت الدول الأوروبية لوضع استراتيجية متعددة المستويات من خلال تعاون دولي فعال لمواجهة مخاطر الإرهاب مشيرًا إلى التعاون الجاد الذي جمع بين برلين ودول الخليج وتقديم العديد من المساعدات الفنية الألمانية لتطبيق نظم حديثة في إدارة حدود دول مجلس التعاون.
كما دعا إلى أهمية معالجة مسببات انتشار التطرف والإرهاب مستدلاً بتجربة بلاده في وضع إطار مؤسسي للحوار بين الدولة والجالية الإسلامية بما يسهم في إدماج المسلمين داخل المجتمع وعدم عزلهم، مشددًا على ضرورة توفير فرص المشاركة المتساوية في التنمية وتحسين مستوى المعيشة باعتبارها نقطة البداية الرئيسية في مكافحة الجماعات الإرهابية.
من جهته قال وزير الأمن الداخلي السابق بالولايات المتحدة مايكل شيرتوف انه لمواجهة السمة الدولية للإرهاب، هناك أربع استراتيجيات أساسية اتبعتها الولايات المتحدة، الأولى: تجفيف منابع تمويل الإرهاب والجريمة المنظمة وضبط الحدود ومنع العبور بهويات مزيفة عبر تطوير نظم تكنولوجية دقيقة لأمن الوثائق والجوازات، الثانية: الشراكة مع القطاع الخاص وتوعيته بضرورة وضع إجراءات صارمة لحمايته مع توفير الحماية اللازمة للمطارات والمفاعلات النووية، الثالثة: تشديد الرقابة بما يضيق الخناق على الإرهابيين مع وضع التدابير اللازمة للتخفيف من الآثار الناجمة عن الأعمال الإرهابية، الرابعة: القضاء على التطرف عبر استراتيجية طويلة المدى من خلال التوجه بخطاب يغير الأرضية التي يستند إليها الإرهابيون عبر نشر الديمقراطية وتفعيل سيادة القانون.
المتحدث الثالث في الجلسة رئيس اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب "فلاديمير كوليشيوف ركز في كلمته على استعراض جهود موسكو في مكافحة الإرهاب من خلال تشكيل لجنة وطنية متخصصة في هذا الشأن يشارك فيها أعضاء يمثلون 17 سلطة وجهة تنفيذية وتهدف إلى ترتيب التدابير الأمنية الوقائية للمكافحة، التنسيق بين كافة السلطات والوزارات الفيدرالية، رصد الأسباب التي قد تؤدي لانتشار الإرهاب ووضع الاستراتيجيات اللازمة لمنعها، وأخيرًا توطيد أواصر التعاون الدولي لمكافحة الظاهرة.
من جانبه اكد قائد القيادة البحرية المركزية وقائد الأسطول الخامس الأمريكي ويليام اي جورتني على أهمية تعزيز نظام عالمي لمكافحة الإرهاب بمشاركة مختلف دول العالم وهي الأهمية التي دفعت البحرية الأمريكية في أكتوبر 2007 لتقديم استراتيجية تعاونية لتعزيز أمن البحار بالمشاركة مع الجهات الوطنية بالدول المختلفة. وأوضح "جورتني" أهداف البحرية الأمريكية في تعزيز شراكات التعاون، الردع لمكافحة الحروب والاعتداءات، القيام بعمليات لتأمين طرق التجارة الدولية، التوقع والتنبؤ ومواجهة التحديات، استخدام التكنولوجيات ووضع خطط مشتركة، ومنع تهريب المخدرات والأسلحة، مختتمًا كلمته بالتأكيد على أهمية سلامة البحرية من أجل دعم الاستقرار ومواجهة المتطرفين ومساعدة البلدان الشريكة.
رئيس قسم التعاون التقني الشرطي الدولي بالشرطة الوطنية الفرنسية إيميل بيريز قال أن مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب في عالم معولم تتلاشى فيه حدود الداخل والخارج يحتم ليس فقد قدرات المواجهة وسرعتها وإنما العمل على تحقيق استجابة عالمية متسقة لهذه التهديدات في إطار من التعاون الدولي المشترك.
وأشار المسؤول الفرنسي إلى أن بلاده قامت بدمج أجهزتها الاستخباراتية مع خدمات الشرطة تحت نظام "DCRI" لمواجهة التهديدات الإرهابية كما طورت في عام 2006 أسلوب ابتكاري للتعامل مع التهديدات يقوم على: بحث ودراسة طريقة عمل المجموعات الإرهابية للوصول إلى صورة واضحة عنها، استخدام أساليب اتصالية متطورة، توعية المواطنين والقطاع الخاص بالتهديدات المحتملة والإجراءات اللازمة لحمايتهم، خلق خطاب جديد يدعم قيم الشراكة والتعاون مع كافة الدول.
وفي الجلسة الثالثة للمنتدى قال جواد الكاظمي البولاني وزير الداخلية العراقي أن مفهوم الأمن القومي يتداخل معه مفاهيم أخرى كمفاهيم الأمن الداخلي والوطني، وأن جملة هذه المفاهيم تتأثر بعوامل خارجية وداخلية مرتبطة بالدولة فالحوادث والأزمات التي تعرض لها العالم في الثلاثين عامًا الماضية ألقت بظلالها على الأوضاع الداخلية للدول.
وألمح الوزير إلى النجاحات الأمنية في العراق حاليًا مشيرًا إلى أن تجربة الانتخابات الأخيرة عكست قدرة أجهزة الأمن على إدارة عملية تنظيمها وتأمينها، كما اوضح علاقة التعاون بين الشرطة والقوات المسلحة وتجربة العراق الناجحة في هذا المجال حيث يوجد تكامل بين الجهازين وتواصل بين قياداتهما حتى باتت هناك منظومة عمليات مشتركة لمواجهة تهديدات التمرد والإرهاب والتهديدات الخارجية.
ولفت البولاني إلى إمكانية تطوير قوات الأمن الداخلي وتطعيمها بقوات شبكه عسكرية لتأمين متطلبات الأمن الداخلي ثم عرض لأهمية المصالحة الوطنية وتحقيق تصالح بين الأنظمة وشعوبها وهو أمر يبدأ بخلق بيئة اجتماعية مناسبة وتقبل وجود نظام سياسي يتطلع لبناء دولة فيها إدارة وحكم رشيد ومواطن يشعر بالأمن.
من جهته قال اللواء الركن الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني - رئيس الأمن العام بمملكة البحرين أن البحرين صغيرة بحجمها ولكنها عظيمة بطموحات محورية في موقعها وأنها تؤثر وتتأثر بالأحداث العالمية كأحداث غزة والأزمة المالية العالمية وأن المملكة قامت بتقييم المخاطر والتهديدات الأمنية التي يمكن أن تواجهها ووضع أولويات لها من أجل وضع الحلول المناسبة لقدراتها الذاتية .
ونوه الزياني إلى أن الأمن كل لا يتجزأ وأن هناك عوامل لقوة الدولة، كما أن هناك عوامل أخرى للضعف منها التركيز على الأمن الوطني وتجاهل أهمية الأمن الإقليمي والدولي، ضعف التعاون والتنسيق بين أجهزة الدولة ودول المنطقة ذات المصالح، عدم وجود ثقة بين دول الإقليم، الاعتماد على ميزان القوى العسكرية لحل المشاكل الأمر الذي من الممكن أن يفجر الصراعات، استئثار الدول الفاعلة بها بقرارات شن الحروب، طغيان البعد الدولي وتأثيره على التفاعلات الإقليمية.
وأشار الزياني إلى أن التحديات والمخاطر كالإرهاب وشبح الحرب مازالت ماثلة والأسباب المؤدية لها لم تجد الحلول، وتساءل المتحدث عن الحلول للوصول إلى أمن شامل للجميع، فلفت لعدم وجود حل سحري بل مجموعة حلول توافقية من خلال أربعة أطواق، طوق إقليمي دولي في إطار مجلس التعاون الخليجي، وطوق داخلي ضمن تدابير رقابة الحدود بجهد مشترك للأجهزة الأمنية وتوزيع المسؤوليات وتبادل المعلومات لضبط الحدود وقمع الإرهاب، والثالث يتمثل في تبني إجراءات داخلية يتركز عليها الأمن الوطني وتتوافق مع السياسة الخارجية للمملكة، فيما الرابع- مرتبط بمواجهة المخاطر التي تواجه المملكة ودراسة أولوياتها ونتائجها وآثارها ووضع حلول مناسبة لها.
من جهته تناول الدكتور أحمد بن محمد السالم وكيل وزارة الداخلية بالمملكة العربية السعودية تحديات الأمن في الشرق الأوسط من منظور رؤية إقليمية فأشار إلى أن التحديات التي تواجهها دول المنطقة تتشابه إلى حد كبير مع التحديات التي تواجهها المناطق الأخرى كالجرائم عابرة الحدود والإرهاب وغسل الأموال وتجارة المخدرات وغيرها
وأوضح السالم أن منطقة الشرق الأوسط من أكثر مناطق العالم توترًا ولكنها من أكثرها ثراء والتحديات التي تواجهها تمتد آثارها لكافة دول العالم وتهدد السلم والأمن الدوليين، ولقد ناشد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتحرك لإيجاد حلول جذرية لمشاكل المنطقة خاصة الصراع العربي - الإسرائيلي وإلا فإنه من الممكن أن تنشب حرب عالمية ثالثة انطلاقًا من هذه المنطقة فتأتي على الأخضر واليابس ولن يسلم منها أحد.
واختتمت اعمال اليوم الثاثي للمنتدى بجلسة رئيسية رابعة برئاسة نائب المدير العام لقطاع الاستعدادات الحكومية ببريطانيا ماغنوس أوفيليوس والذي بدء الجلسة بالتأكيد على أهمية تضافر جهود كافة الجهات المدنية والعسكرية لتحقيق أمن المجتمع ، مشيرًا إلى أن الأزمات الناجمة عن الكوارث الطبيعية أو الأعمال الإرهابية أزالت الحدود الفاصلة بين القوات المسلحة والشرطة في مواجهة حالات الطوارئ ، فيما توالت كلمات المشاركين بدءًا بوزير الدولة السابق لشؤون القوات المسلحة البريطانية آدم إنجرام ، ثم نائب الأمين العام لشؤون التخطيط للطوارئ المدنية بحلف الناتو السفير موريتس جوتشمز والمدير الاستراتيجي لبرنامج المرونة والأمن القومي ببريطانيا العميد تشارلز لوغاليس ، وأخيرًا القائد السابق لمجموعة من القوات الخاصة "GIGN" بفرنسا المقدم فريدريك غالوا .