إرتياح واسع في قطاع غزة بعد إتفاق حركتي فتح وحماس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نجلاء عبد ربه من غزة: ما أن أنهى كل من أحمد قريع رئيس وفد حركة فتح في الحوار الفلسطيني ومحمود أبو مرزوق رئيس وفد حركة حماس، بيناهم المشترك حول الإتفاق على حزمة من الأفعال لإنهاء الإنقسام، حتى بدا الشارع الفلسطيني إرتياحه بشكل كبير، ودبت الحياة في جسده، بعد أن مزقتها عامين من الإنقسام الفلسطيني.
وقال المواطن علي وادي لإيلاف "القاهرة اليوم تجمع الكل الفلسطيني على سجادتها الكريمة ليمشوا واثقي الخطوة نحو الحب ثانية، وفي الدار من خلفهم من يرقبون سعيهم نحو ما بعد 'النار' وهم يمشون السلامة باتجاه نهر المودة، الدار هي قطاع غزة وهي الضفة وهي أي موطن قدم لأي فلسطيني أينما كان". وأضاف وادي "اليوم، وتحديداً لكونه يوم الجمعة المبارك، سنرفع أكفنا للعلي القدير ومن ثم الشكر للقاهرة والأماني، سأختصرها بإمنية واحدة وهي إطفاء نار الفتنة حتى تعود الماء الى القلوب".
لكن جملة الإتفاقات الفلسطينية التي تم نقضها بعد محاولات عربية عديدة لرأب الصدع بينهما، خاصة إتفاق مكة الذي تم نقضه، لا زال عالقاً في وجدان الفلسطينيين. أدت إلى خليط بين التشاؤم والأمل في إستمرار حالة إنهاء الانقسام الفلسطيني.
فالمواطن محمد سلامه (38 عاماً) أشار إلى أن الفلسطينيين لم يأخذوا بقدسية الحرم المكي والكعبة المشرفة. وقال لإيلاف "لقد نقضوا العهد وهم على بعد مترين من الكعبة المشرفة، ولهذا لن أكون متفائلاً بكثرة، وأظن على أكثر تقدير أن تعود الأمور لأشهر قليلة، قبل أن يبدءا مرحلة جديدة من الصراع مرة ثانية".
وأعتبر أن الشرخ والإنقسام الفلسطيني لن ينتهي في لحظة أو لمجرد جلسة مصالحة. وقال "المجتمع الفلسطيني إنقسم على ذاته، فحماس نكلت كثيراً بالناس والنساء والشبان، لم يتركوا أحداً إلا وتدخلوا في شؤون عمله، حتى الجمعيات التي تساعد الناس بعد الحرب ذهبوا إليها ومنعوها تحت ذريعة إما أن تعطينا تلك المساعدات ونحن نوزعها للناس أو تتوقف تماماً عن مساعدة احد".
ومع هذا فإن "الأمل يبزغ أحياناً من وسط النفق المظلم الذي يغطي رؤية ومستقبل الفلسطينيين"، هذا ما قاله سامي عبد الكريم (45 عاماً) الذي فقد منزله خلال الحرب. وأضاف لإيلاف " أنتظر أن يثمر الحوار عن تبادل إشارات إيجابية بين طرفي الانقسام في الساحة الفلسطينية، وأتمنى بأن تنتهي حالة الفرقة فيعود المتحاورون بنتائج أفضل، تلقي بانعكاسات إيجابية على واقع حياة الفلسطينيين في غزة".
ولا تتوقف طموحات وآمال المواطنين في غزة عند إنهاء الانقسام والوحدة الوطنية فقط، لكنهم يترقبون إحداث تغيير في حياتهم وظروفهم المعيشية تساعد أيضاً في إنهاء البطالة. فالطالبة هناء صالح تعتبر أن تشكيل حكومة وحدة وطنية تفضي "إلى إنهاء الحصار المفروض على غزة، وهو الرد الملائم على إسرائيل التي عمدت إلى تعميق الانقسام الداخلي".
وأجمعت الفصائل الفلسطينية على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني والبدء جديا في مسيرة الوفاق والوحدة الوطنية الفلسطينية الراسخة، وأعلنت عن تشكيل خمس لجان لمتابعة مجمل القضايا، ستبدأ عملها في العاشر من مارس المقبل. وأشادت بالدور الكبير الذي تقوم به مصر من خلال مثابرتها ورعايتها ودعوتها للحوار الفلسطيني والدفع باتجاه إنهاء حالة الانقسام.
ويعلق هؤلاء المواطنون وغيرهم آمالا كبيرة على إنجاح الحوار من أجل تغيير ظروفهم المعيشية، لكن آمالهم ستذهب أدراج الرياح في حال فشل الحوار، وهو ما يعني تدمير القضية الفلسطينية وإعادة ما أنجزته منظمة التحرير الفلسطينية على مدار ستون عاماً.