حماس تحاول إستغلال فراغ إسرائيل السياسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أشرف أبوجلالة من القاهرة: في الوقت الذي سبق وأن وعدت فيه الحكومة الإسرائيلية بانتهاج " ردود فعل غير متكافئة " على عمليات إطلاق الصواريخ التي بدأ في شنها الفلسطينيون في أعقاب الانتهاء من الحرب التي تم شنها مؤخرا ً على غزة، كانت منطقة محور صلاح الدين هي المنطقة الوحيدة التي تعرضت للقصف. ومع هذا ، فقد أثار هذا الأمر مشاعر القلق والخوف لدي كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي، حيث كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في عددها الصادر اليوم الأحد النقاب عن أنهم يخشون بالفعل من أن تفقد الإنجازات التي حققتها عملية الرصاص المصبوب الأخيرة في غزة لقيمتها، مؤكدين في الوقت ذاته على أن ردع إسرائيل العسكري سوف يعاني بتلك الطريقة.
وصرح اليوم مصدر بارز من داخل الجيش الإسرائيلي للصحيفة بقوله :" قد يكون لفشل إسرائيل في الرد على عملية إطلاق الصواريخ تداعيات على قوة الردع الإسرائيلية في جبهات أخري أيضا ً. والواقع الذي نشهده الآن ليس الواقع الذي كنا نبغي أن نراه بعد مرور شهر ونصف على انتهاء عملية الرصاص المصبوب". وأشارت الصحيفة إلى واقعة قيام مسلحين فلسطينيين مساء أمس السبت بإطلاق صاروخ غراد باتجاه عسقلان، بعد أن تعرضت المنطقة للقصف بواسطة صاروخين في ساعة مبكرة من صباح اليوم. وفقا لما ذكره هذا المسؤول، فإن الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوي الآن، وينتظر الحصول على الضوء الأخضر من القيادة السياسية لشن عملية واسعة للرد على انتهاكات وقف إطلاق النار.
وأضاف هذا المصدر أنه ومع مرور الوقت، لن يحصل فقط الجيش الإسرائيلي على الموافقة للرد بقوة، لكن هناك "حالة من الفراغ" يتم تشكيلها الآن، لاستغلالها من جانب المنظمات الإرهابية. كما عبر عدد من المسؤولين الإسرائيليين البارزين الذين شاركوا في العملية الأخيرة داخل قطاع غزة عن شعورهم بالإحباط والخوف من أن الإنجازات التي تم تحقيقها خلال تلك العملية سوف تفقد قيمتها وتصبح بلا أدني منفعة.
وتابع المصدر حديثه للصحيفة بالقول :" إن الفشل في الرد على عمليات إطلاق الصواريخ بطريقة ملائمة أمر يصب في مصلحة حماس. فقد تعرضت الحركة لضربة كبيرة لم يسبق وأن تعرضت لمثلها من قبل، وهي تفعل الآن كل ما بوسعها من أجل التستر على الأضرار والتلفيات التي لحقت بها. ومن بين هذه المحاولات، مواصلتها خلال هذه الأثناء لإطلاق كافة أنواع الصواريخ، بحيث تبدو الأمور في ظاهرها وكأن شيئا لم يتغير في أعقاب الانتهاء من العملية العسكرية الأخيرة داخل القطاع ".
كما أكدت الصحيفة في الوقت ذاته على أن الجيش الإسرائيلي يدرك المشاعر القاسية لمواطني المجتمعات القريبة من غزة وكذلك عسقلان، ونتيجة لاستمرار مشاعر قلق هؤلاء السكان من الهجمات، ومواصلة إطلاق الصواريخ، تبدو الضربة التي تلقتها حماس عديمة الجدوي. وقد أحجم المسؤولون العسكريون عن توجيه انتقاداتهم المباشرة للقيادة السياسية، لكنهم قالوا أن الإحساس بأن الجيش الإسرائيلي سوف يسمح له بالرد بقوة على أي محاولة لاستهداف إسرائيل هو مجرد إحساس ليس له أي وجود.
وواصل المصدر تأكيداته بالقول :" لا يحدث ذلك من الناحية العملية. فنحن نمتلك سلة من الأدوات، وليس واحدة أو اثنين، كي نجعل الطرف الآخر يدرك أنه لا يجب عليه أن يفعل ما يفعله، لكن ذلك يتطلب أوامر علىا ". وقالت الصحيفة كذلك أن أكثر من 100 صاروخ وقذيفة هاون قد تم إطلاقهم صوب إسرائيل منذ انتهاء عملية الرصاص المصبوب في غزة. كما وقعت العديد من المحاولات التي كانت ترمي إلى تنفيذ هجمات إرهابية بالقرب من السياج الحدودي. كما أكد هذا المصدر في ختام حديثه على أنهم يخشون على حالة الردع التي كونتها إسرائيل من خلال حربها الأخيرة في غزة، وأنهم يسعون لعدم إصابتها بالضعف مشددا على أنهم لا يفكرون في إمكانية حدوث أمر مثل ذلك من الأساس.