فلسطينيو غزة يأملون إعادة إعمارها عبر مؤتمر شرم

غزة: تحلم الطفلة الفلسطينية الماظة التي قتل 30 من افراد عائلتها بينهم والدتها واشقاؤها الاربعة، بان تعيد قمة شرم الشيخ المقررة الاثنين بناء بيتها ومزرعة عائلتها الصغيرة التي دمرها الجيش الاسرائيلي في حي الزيتون شرق مدينة غزة.

وتقول الماظة السموني (12 عاما) التي تقيم موقتا في منزل صغير لجدتها وهي تشير الى بقايا ركام منزل عائلتها "نريد ان يعيدوا بناء بيتنا ومزرعتنا ويعيدوا الحياة الجميلة الى منطقتنا لنلعب وندرس هنا".

وتصر هذه الطفلة التي تتحدث بطلاقة على المجيء كل يوم مع والدها الجريح ابراهيم والبقاء لساعات طويلة في خيمة اقيمت فوق انقاض منزلهما المدمر بين ركام عشرات المنازل والمزارع التي دمرها الجيش الاسرائيلي خلال الحرب في غزة .

وتتابع الماظة ذات العيون العسلية "نعرف انهم مهما فعلوا لن يرجعوا لنا الشهداء..لن يعيدوا امي ولا اخوتي ولا اعمامي واولادهم الذين قتلهم اليهود في الحرب".

واضافة الى تدمير عشرات المنازل قتل 30 شخصا واصيب عشرات اخرون من عائلة السموني في الهجمات الاسرائيلية على حارتهم في حي الزيتون خلال الحرب التي استمرت من 27 كانون الاول/ديسمبر 2008 حتى 18 كانون الثاني/يناير 2009.

ويأمل محمد ابو جهل (54 عاما) ان توفر له قمة شرم الشيخ المال لاعادة بناء منزله المدمر ويقول "نتمنى ان يدعموننا ويساعدوننا بالاموال لنعيد بناء منازلنا التي دمرها الجيش الاسرائيلي".

ويعتقد هذا الرجل الذي اصيب هو وابنه وحفيده بشظايا صاروخ في غارة جوية اسرائيلية انه يتوجب على المشاركين في المؤتمر "ان يجبروا حكومة اسرائيل على فتح المعابر، لانه من دون فتح المعابر وادخال مواد البناء الاساسية لا فائدة للدعم والاموال".

وكان منزل ابو جهل دمر كليا بعدما استهدفت طائرة حربية مقر جمعية الاسرى المحررين الذي تديره حماس في منطقة تل الهوى في جنوب غرب مدينة غزة في الساعة الاولى للهجمات الاسرائيلية الجوية على غزة.

ويرفع ابو جهل يديه الى السماء "كفانا حروبا، نريد السلام والامن لنا ولهم (الاسرائيليون)".

ويصف سميح عبد ربه (40 عاما) قمة شرم الشيخ ب"المهمة جدا لانها ستقرر الدعم لاعادة اعمار البيوت والمصانع والمزارع التي دمرها الاسرائيليون في الحرب".

وقال "نريد ان يكون الدعم واضحا وان يصل الى اصحاب البيوت المدمرة، ونتمنى ان تنتهي الخلافات بين حماس وفتح كي لا نكون ضحية لهذه الخلافات المدمرة".

وفي منطقة عزبة عبد ربه في جباليا في شمال قطاع غزة تقيم عشرات العائلات في خيام اقيمت فوق ركام المنازل المدمرة، وهي لا تقوى على مواجهة برد الشتاء والرياح.

ويقر منير البرش رئيس لجنة الاغاثة والطوارئ في الحكومة الفلسطينية المقالة ان "هناك اشكالية حول من سيدير المال لعملية الاعمار في قطاع غزة".

واضاف البرش "نحن نقترح اقتراحا اكثر واقعية بان تدير الدول والمؤسسات المانحة بنفسها عملية الاشراف على مشروعات البناء والاعمار كي لا يكون الناس المتضررون هم الضحية لهذه الاشكاليات".

لكنه يعتقد انه من المهم جدا ليكون الدعم المالي مجديا بان "تتوفر مواد البناء عبر فتح المعابر بشكل طبيعي" مشيرا الى انه حسب تقديرات لجنته "يمكن ان تتم عملية اعادة الاعمار والبناء في قطاع غزة خلال عام او عام ونصف عام كابعد تقدير".

مؤمن العطار (36 عاما) مزارع من منطقة العطاطرة في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة هدم منزله ومزرعته. يقول "نريد ان يقدموا لنا الاموال مباشرة حتى نستطيع ان نبني نحن بانفسنا".

ويعتقد هذا الشاب انه اذا توفرت الاموال "يمكن ان تنتعش الحياة في غزة ويمكن ان نعيد بناء كل ما تم تدميره. لدينا عمال ومهندسون وشركات بناء قادرة على اعادة البناء". الا انه لم يخف خشيته من معاودة اسرائيل شن هجمات "وحرب علينا تدمر ما نبنيه، لذا نحتاج الى هدنة مع اسرائيل".

ولم تفلح حتى الان الجهود المبذولة، خصوصا المصرية منها، في الوصول الى اتفاق تهدئة بين حماس واسرائيل.

ويعتقد كمال الدحدوح انه ينبغي على الدول المانحة الاخذ بعين الاعتبار ان الاف الدونمات التي جرفتها اسرائيل "تحتاج الى وقت طويل ربما لعدة سنوات حتى تعود كما كانت ارض منتجة ومثمرة وتشكل مصدر دخل".

وبعدما ذكر ان الجيش الاسرائيلي اقتلع "الاف الاشجار التي يمتد عمر بعضها الى اكثر من 100 سنة"، اوضح ان اوضاع المزارعين الفلسطينيين "مأساوية اصلا، ويجب على هذه الدول (المانحة) ان تقف وقفة جادة الى جانبنا وان تخصص مبالغ حقيقية تتناسب مع حجم الكارثة التي حلت بالمزارعين".

ويعقد في شرم الشيخ في مصر الاثنين مؤتمر مخصص لاعادة اعمار قطاع غزة تنظمه مصر والنروج وترعاه الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وفرنسا وايطاليا والجامعة العربية، بحضور 75 وفدا من مختلف انحاء العالم.

بلير في غزة

يزور رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الاحد للمرة الاولى قطاع غزة منذ تعيينه ممثل اللجنة الرباعية في الشرق الاوسط.

وصرح بلير خلال زيارة الى مدرسة تديرها الامم المتحدة في بيت حانون (شمال قطاع غزة) "اردت ان استمع شخصيا لناس غزة الذين تعرضت حياتهم لضربة كبيرة في النزاع الاخير".

وتجري الزيارة عشية مؤتمر اعادة اعمار قطاع غزة الذي تعرض لهجوم اسرائيلي خلف 1330 قتيلا، والذي سيعقد الاثنين في شرم الشيخ بمصر.

وافاد مصدر دبلوماسي مصري ان اللجنة الرباعية المؤلفة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا ستعقد اجتماعا الاثنين في شرم الشيخ على هامش مؤتمر اعادة اعمار غزة.

واضاف بلير "انهم في حاجة الى الاستفادة من كل جهودنا من اجل السلام والتقدم اعتبارا من الان".

وتابع "سانقل روايتهم للاحداث وتقييمهم لما هو ضروري من اجل اعادة الاعمار وافكارهم لانعاش قطاع خاص نشط".

واعلن ناطق باسم القنصلية البريطانية قبل ذلك ان توني بلير سيلتقي ممثلين عن المجتمع المدني في غزة ومقاولين ومسؤولين في سلطة ادارة المياه في الاراضي الفلسطينية وحضور درس في الانكليزية.

وعين توني بلير ممثلا للجنة الرباعية في حزيران/يونيو 2007 ومن حينها دشن عدة مشاريع في الاراضي الفلسطينية منها مشروع اصلاح حوض صرف المياه في شمال غزة بقيت حبرا على ورق.

وقد الغيت زيارة سابقة الى الاراضي الفلسطينية في تموز/يوليو 2008 في اخر لحظة لاحتمال "مخاطر محددة" تحدق بامنه.

وترفض اللجنة الرباعية التفاوض مع حركة حماس التي فازت بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 وتطالبها بالاعتراف باسرائيل والتخلي عن العنف المسلح ضد الدولة العبرية والموافقة على اتفاقات السلام المبرمة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.