القضاء اليمني يحكم بالدية على قاتل ماشا اليهودي

موسى النمراني من صنعاء: "هذه ليست شريعة محمد بن عبدالله" هكذا كان يصرخ والد القتيل ماشا النهاري اليهودي اليمني حينما قرر القاضي امس الإثنين 2-3-2009م أن على القاتل دفع الدية وتحويله إلى مصحة للأمراض النفسية وإدانته بقتل المواطن اليهودي ماشا النهاري الذي قتل في 11/ديسمبر/ 2008م على يد ضابط مسلم طيار متقاعد حاصل على ماجستير في الكهرباء الإلكترونية والميكانيك والطيران يدعى عبد العزيز العبدي، أدين سابقا بقتل زوجته ودفع الدية بعد صلح قبلي وأنكر أن يكون مختل عقليا وقال للقاضي في الجلسة السابقة"عيب عليكم تقولوا ان انا مجنون .. كيف نكذب واحنا مسلمين .. أضحكتم اليهود مننا". وفي جلسة أمس بينما كان والد القتيل يصرخ مطالبا بشريعة محمد عبد الله كان الجاني يصرخ هو الآخر ويقول "انا مش مجنون " ويؤكد طلبه للاستئناف مؤكدا أن التقارير الطبية التي اعتمد عليها القاضي هي تقارير مزورة "عملوها في الأمن السياسي لكن انا مش مجنون" وكان محامو مؤسسة علاو المترافعين عن أسرة القتيل قد رفضوا التقارير الطبية لأنها لم تذكر اسم الطبيب المشخص ولم تحدد حالة العبدي بأي مصطلح علمي الأمر الذي يؤكد أنها لم تكتب بواسطة أصحاب تخصص، وحتى بعد الخروج من المحكمة كان والد القتيل يصرخ أين شريعة محمد بن عبد الله .. علي عبد لله صالح هو الذي يذبحنا، وقال أنه سيذهب إلى أمام قصر الرئيس ليقص "زناره" مؤكدا أنه قد يذبح نفسه في حال لم يتجاوب معه الرئيس . عيلوم الطائفة اليهودية يحيى يعيش تحدث لإيلاف بحزن عن خيبة أمله من القضاء اليمني وقال مثل هذا الحكم يفتح الباب على مصراعيه لكل شخص أن يضرب اليهودي أو يقتل اليهودي أو يضايقه وهو متأكد أنه لن يعاقب، أما المحامي خالد الآنسي المدير التنفيذي لمنظمة هود قال لإيلاف أن هذا حكم غير عادل بأي مقياس من مقاييس العدالة ووصفه بأنه يمثل فضيحة بحق القضاء اليمني ويصور بشاعة عدم المساواة بين المواطنين، كما أنه نتيجة طبيعية لمحاكمة غير آمنة للقاضي والخصوم وفي رد على سؤال إيلاف عن سبب رفض المحكمة طلبا كان محامو الادعاء قد تقدموا به لنقل المحاكمة من محافظة عمران إلى العاصمة صنعاء بسبب عدم أمان المحاكمة بالقرب من قبيلة المدعى عليه قال الآنسي" لم تنقل القضية خلافا للقانون لأن القتيل يهودي ولأن أسرته فقيرة .. هذا كل مافي الأمر وأكد الآنسي أنه وزملاؤه قيدوا طلبهم لاستئناف الحكم ، وفي تصريح لإيلاف قال الصحفي محمود طه المهتم بقضايا حقوق الإنسان ان هذا الحكم هو جزء من مؤامرة تستهدف ترحيل اليهود اليمنيين إلى إسرائيل وقال هو طرد باسم القضاء واستكمال لخيوط مؤامرة تستهدف ترحيل اليهود لصالح منظمات عالمية تجند لهدفها الكثير من الأموال.