عن رسالة أوباما السريَّة للروس وبرنامج إيران النووي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: تحت عنوان "باراك أوباما يعرض التخلي عن درع الدفاع الصاروخي"، تنشر صحيفة التايمز البريطانية الصادرة اليوم تقريرا تتحدث فيه عن الرسالة "السرية" التي قيل إن الرئيس الأميركي بعث بها الشهر الماضي إلى نظيره الروسي ديميتري ميدفيديف، عارضا عليه فيها مثل هذا التنازل مقابل قيام الأخير بإقناع الإيرانيين بالتخلي عن طموحاتهم النووية.
ويكشف التقرير التايمز، الذي أعده مراسلا الصحيفة في واشنطن وموسكو، تيم ريد وتوني هالبين، تفاصيل جديدة عن الرسالة التي تقول إنها تظهر بأن مبادرة أوباما بالتخلي عن خطط واشنطن بنشر درع الدفاع الصاروخي في أوروبا الشرقية لم تكن سوى جزءا من الجهد الدبلوماسي الذي تبذله إدارة الرئيس الأميركي لتحسين العلاقات الأميركية-الروسية في العديد من القضايا والمجالات، بما فيها ملفَّات إيران وأفغانسان وتقليص الترسانة النووية.
تحفيز الروس
ويضيف التقرير، الذي أُرفقته الصحيفة بصورة لمفاعل نووي من الداخل وتحتها تعليق يقول "إن وحدة معالجة اليورانيوم ستزود الوقود فقط للمفاعل الذي بناه الخبراء الروس"، قائلا إن مبادرة أوباما لتقليص الترسانة النووية تتضمن إمكانية أن توضع خطط نشر الدرع الصاروخي المذكور على الرَّف الآن، وليكون ذلك كنوع من الحافز للروس لكي يشرعوا بمفاوضات بشأن معاهدة جديدة مع واشنطن ترمي إلى قيام الدولتين بتخفيض كبير في ترسانتيهما من الأسلحة النووية.
وتنقل الصحيفة عن أوباما بشأن رسالته إلى ميدفيديف نفيه بأنها تضمنت طرح عملية "مقايضة واحدة بواحدة"، أي ما الربط بين ما بين تعليق واشنطن لبرنامجها بنشر الدرع الصاروخي في أوروبا الشرقية مقابل مساعدة موسكو بتجميد البرنامج النووي الإيراني.
وفي هذا الصدد، يقول أوباما خلال لقائه بالصحفيين مع ضيفه رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون: "ما قلته في الرسالة هو بوضوح قيامنا بتقليل التزام (أي سعي) إيران بالحصول على الأسلحة النووية، ومن ثم تخفيف الضغط من أجل، أو لنقل الحاجة إلى نظام دفاع صاروخي."
تنبيه أميركي
صحيفة الإندبندنت هي الأخرى تهتم برسالة الرئيس الأميركي إلى ميدفيديف، فتعنون تقريرها الرئيسي "رسالة أوباما إلى موسكو"، وتنقل فيه عن سيد البيت الأبيض قوله إنما كان يقصد بها التنبيه إلى أن الخطر الناجم عن تطوير إيران صواريخ يمكن أن تحمل أسلحة نووية "يهدد إما الولايات المتحدة أو أوروبا."
كما تنقل الصحيفة عن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، والتي كانت تتحدث في مدينة القدس، قولها إن الدرع الصاروخي الذي تعتزم بلادها نشره في أوروبا الشرقية "إنما كان القصد منه دوما هو ردع إيران والتصدي لأي صواريخ قد تطلقها."
وتقول كلينتون، التي تقول الصحيفة إن الإسرائيليين حمَّلوها قائمة جديدة بالمقترحات والشروط التي تتعلق بالملف النووي الإيراني، إن واشنطن لديها "جدول أعمال واسع وغني لتناقشه مع موسكو خلال المحادثات التي ستبدأ بين البلدين يوم الجمعة المقبل."
هيلاري وحل الدولتين
وعن كلينتون وزيارتها الأولى لإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط كوزيرة لخارجية بلادها، تنشر التايمز تحقيقا لمراسلها في القدس، جيمس هايدر، بعنوان "كلينتون تقول إن حل الدولتين لا مفر منه في منطقة الشرق الأوسط".
يقول التحقيق، الذي ترفقه الصحيفة بصورة لكلينتون وهي تتقبل باقة ورد من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، وقد بانت عليهما علامات الانشراح والسرور، إن وزيرة الخارجية الأميركية ألقت بنفسها في معمعة أزمة الشرق الأوسط وأدخلت نفسها في أتونها المضطرب من خلال التعبير علانية عن دعمها لقيام الدولة الفلسطينية على الرغم من معارضة من سيشكلون الحكومة الإسرائلية المقبلة لمثل هذا المبدأ.
وتنقل التايمز عن كلينتون، التي كشفت أنها قد أرسلت مسؤولين رفيعي المستوى من وزارتها إلى دمشق بحثا عن فرص إحياء محادثات السلام المتعثرة في المنطقة، قولها بخصوص قيام دولة فلسطينية: "نحن نعتقد أن التحرك باتجاه حل الدولتين يصب في مصلحة إسرائيل."
رد إسرائيلي غاضب
صحيفة الإندبندنت تتابع أيضا تغطية مشاكل الإسرائيليين مع جيرانهم الفلسطينيين والعرب، وإن كانت هذه المرة من زاوية بريطانية، إذ تعنون تقريرها اليوم لمراسلها في القدس، دونالد ماكينتاير، "الإسرائليون يردون بغضب على الدعوة البريطانية للمقاطعة".
يقول التقرير إن العلماء والمسؤولين الإسرائيليين قد ردوا يوم أمس بغضب على الدعوات التي وجهها قرابة 400 أكاديمي بريطاني للمتحف العلمي في بلادهم، يناشدونه من خلالها بإلغاء ورش العمل وحلقات البحث التربوية والتعليمية التي يخطط لعقدها يوم غد بغرض الترويج للتقدم العلمي في إسرائيل.
وتنقل الصحيفة عن الأكاديميين البريطانيين قولهم إن دعوتهم لإلغاء الورش وحلقات البحث في المتحف المذكور جاءت على خلفية "دعم الجامعات والعلماء في إسرائيل لاحتلال الأراضي الفلسطينية وللسياسات التي تنتهجها حكومة بلادهم، لا سيما نشرها واستخدامها الأسلحة بشكل كارثي في قطاع غزة مؤخرا. أما صحيفة الجارديان، فتهتم بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي اليوم من خلال تقرير بعنوان "مهمة جالاوي في غزة تواجه الاحتجاجات".
يقول التقرير إن الجدل أخذ يلف الحملة الإنسانية التي يرأسها جورج جالاوي، عضو مجلس العموم البريطاني عن حزب "ريسبيكت"، والتي تهدف إلى إيصال مساعدات إلى قطاع غزة، إذ أن العديد ممن كانوا يخططون لملاقاته والترحيب به قد قرروا المكوث في منازلهم احتجاجا على خططه لحضور حفل استقبال رسمي في مصر رغم انتقاداته السابقة للحكومة المصرية.
انفعال
وفي الشأن السوداني، نقرأ اليوم في التايمز تحقيقا بعنوان "موظفو وعمال الإغاثة يخشون المزيد من أعمال العنف في الوقت الذي يستعد فيه السودان لإصدار الحكم بجرائم الحرب."
يقول التحقيق، الذي أرفقته الصحيفة بصورة وجهية للرئيس عمر حسن البشير وهو يخطب بانفعال بمؤيديه يوم أمس الثلاثاء ويهاجم من أوصى باعتقاله، إن العديد من موظفي وعمال هيئات الإغاثة الدولية قد أُخلوا بالفعل من المخيمات والمعسكرات والمواقع المختلفة في إقليم دارفور السوداني تحسبا لاندلاع أعمال عنف في أعقاب الإصدار المرتقب لقرار من قبل المحكمة الجنائية الدولية بخصوص قضية اعتقال البشير.
أوباما وبراون
وعن جديد زيارة براون إلى واشنطن، نطالع في صحافة اليوم عددا كبيرا من التقارير والتحقيقات والمقالات النقدية والتحليلية عن محادثات رئيس الوزراء البريطاني مع مضيفه الرئيس الأميركي، وانعكاسات اللقاء على "العلاقات الخاصة" بين البلدين.
صحيفة الجارديان عنونت تقرير مراسلها في واشنطن، باتريك وينتور، عن الزيارة بـ "إنه خطاب العمر بالنسبة له، لكن براون لن يقول آسفا."
يقول التحقيق إن براون سوف يستخدم اليوم خطابه أمام الكونجرس، والذي قد يكون الخطاب الأهم له خلال مسيرته السياسية، وذلك لكي يحث السياسيين الأميركيين على ألا ينزلقوا في متاهة الحمائية الاقتصادية، لكنه سيصر في الوقت ذاته على عدم حاجته للاعتذار عن الأخطاء الشخصية التي ارتكبها وحكومته قُبيل بدء الأزمة الاقتصادية الراهنة التي تعصف ببريطانيا والعالم.
خلاف لغوي
أما التايمز، فتنشر مقالا تحليليا لمراسلها في واشنطن، تيم بولدوين، يحاول أن يرصد من خلاله جوانب الاستعراض اللغوي الذي ميز لقاء أوباما مع أول زعيم أوروبي يستقبله في البيت الأبيض منذ استلامه مقاليد الأمور في البيت الأبيض في العشرين من شهر يناير/كانون الأول الماضي.
يتساءل الكاتب بداية في مقاله، الذي جاء بعنوان "جوردن براون وباراك أوباما مرتاحان بعد خلاف لغوي بسيط"، ما إذا كان لقاء الزعيمين بالصحافة في البيت الأبيض يُعتبر مؤتمرا صحفيا بالفعل، كما حاول طاقم براون ان يُظهره، أم كان مجرد لقاء عادي متواضع مع مجموعة منتقاة من الصحفيين؟
كما يعرج بولدوين أيضا على تحليل الكلمات والتعابير التي يستخدمها كل من أوباما وبراون في وصف علاقة بلديهما وعبارات المديح التي راح كل منهما يكيلها للآخر، مرورا بكلمات الثناء التي استخدماها في وصف زوجتيهما، وبلغة الجسد والذوق في اختيار الحركات المحسوبة والهدايا المتبادلة، والتي كانت هي الأخرى منتقاة بعناية فائقة.
ومع ذلك، فلم تغب لغة الكاريكاتير الساخرة عن رصد زيارة أوباما لواشنطن، إذ تنشر الجارديان رسما يظهر فيه براون على هيئة كائن غريب وقد ارتطم رأسه عندما سقط في حديقة البيت الأبيض، بينما ارتفعت قدماه في الجو أمام عيني أوباما المشدوه الذي بدا وكأنه يشير له بأن يخرج سريعا من المكان، "وإلاَّ....!" أما في التعليق، الذي يأتي على شكل تساؤلات على لسان سيد البيت الأبيض الحائر بطبيعة الكائن الزائر، فنقرأ: "ترى، هل هو طائر؟ أم طائرة؟ أم شعاع شمس صغير؟!"
قبر فرعوني
ومن مصر الفراعنة، نختتم عرض صحافة اليوم مع خبر على صفحات التايمز يقول: "العثور على قبر حفيدة ملكية بالقرب من القاهرة."
أما في تفاصيل الخبر، فنقرأ أن علماء التنقيب عن الآثار قد عثروا على قبر عمره آلاف السنين، وهو يعود لإحدى نبيلات مصر القديمة في منطقة تقع جنوبي العاصمة المصرية القاهرة. وتنقل الصحيفة عن أعضاء البعثة الأثرية اليابانية في مصر قولهم إنهم يعتقدون بأن القبر يعود لإيسيسنوفريت، حفيدة رمسيس الثاني، الفرعون المنتمي للسلالة الحاكمة التاسعة عشرة، والتي حكمت مصر بين عامي 1304 و1237 قبل الميلاد.