فياض يلتقي كلينتون وحماس تعتبر تصريحاتها تحريضية

رام الله، الضفة الغربية: إستقبل رئيس الوزراء في السلطة الوطنية الفلسطينية، سلام فياض، الأربعاء وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، في مقر مجلس الوزراء بمدينة رام الله، فيما ينتظر أن تلتقي بعد ذلك برئيس السلطة، محمود عباس. وتعتبر زيارة وزيرة الخارجية الأميركية للأراضي الفلسطينية الأولى بعد تسلمها لمهامها كوزيرة للخارجية، ومن المقرر أن تشمل محادثاتها مع عباس وفياض برنامج الحكومة الإسرائيلية القادمة، وضرورة التزام هذه الحكومة بالاتفاقيات الموقعة وحل الدولتين ووقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.

كما ينتظر أن تؤكد على استمرار سعي الولايات المتحدة نحو إقامة سلام دائم وشامل في الشرق الأوسط يقوم على أساس حل الدولتين. وينتظر كذلك أن تؤكد على عدم نية بلادها العمل مع أي حكومة وحدة فلسطينية بمشاركة حماس، طالما أن الأخيرة لا تعترف بإسرائيل، وهو الموقف الذي كشفت عنه الثلاثاء في مقابلة مع CNN.

وطالبت كلينتون حماس بضرورة سلوك الطريق التي سبق أن سلكتها منظمة التحرير، والالتزام بما اتفقت عليه اللجنة الرباعية، وأيدته الجامعة العربية لضرورة نبذ العنف والاعتراف بالاتفاقيات السابقة التي وقعتها السلطة الفلسطينية. وقالت كلينتون: "بغياب موافقة حماس على المبادئ التي وافق عليها الكثير من اللاعبين الدوليين، فأنا لا أرى فرصة لنتعامل، نحن أو هم (إسرائيل)، مع الحركة."

من جهتها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الثلاثاء، تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية، كلينتون، بشأن تفهمها لحاجة إسرائيل للرد على إطلاق الصواريخ على جنوب البلاد "دعوة صريحة لاستمرار العنف ضد الشعب الفلسطيني، وتحريض مباشر على حركة حماس وأهلنا في غزة، وتبرير وغطاء لجرائم الاحتلال الصهيوني."

وقال الناطق باسم حركة حماس، فوزي برهوم، في تصريح صحفي: "إننا في حال استمرار مثل هذه السياسات التحريضية والعنصرية فإننا لا نعلق آمالا على هيلاري كلينتون تجاه دعم عدالة القضية الفلسطينية، والوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني، ولا نرى في سياستها إلا مزيداً من الترسيخ الفعلي والعملي للسياسات الأميركية السابقة الخاطئة، التي كانت مدعاة للوقوف إلى جانب الاحتلال وتبرير جرائمه التي يرتكبها بحق أبناء شعبنا." وأضاف أن هذه التصريحات "ربما تستغل من المحتل الصهيوني كضوء أخضر في استمرار استهداف المدنين من أبناء شعبنا." وطالب برهوم الإدارة الأمريكية بتوضيح لهذه التصريحات، وإعادة النظر في تلك المواقف، التي قال إنها لا تخدم أي طرف من حالة الأمن والأمان والاستقرار في المنطقة.

وكانت كلينتون قد كررت الثلاثاء عقب لقائها بالرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، دعوتها لوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل. وأوضحت أنها لا تفهم الدوافع وراء هذه الصواريخ، التي وصفتها بأنها "مثيرة للسخرية"، مضيفة أن "أي دولة، بما في ذلك إسرائيل، لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي عندما تتعرض أراضيها وشعبها لهجمات صاروخية."

وكانت كلينتون، وفي أول زيارة لها إلى إسرائيل منذ تسلمها منصبها الجديد، قد أعادت التأكيد الثلاثاء على أن الإدارة الأميركية الجديدة ملتزمة بحل الدولتين، وأن لا مفرّ من هذا الحل. وأجرت كلينتون محادثات مع عدد من المسؤوليين الإسرائيليين، بالإضافة إلى الرئيس بيريز، أتلقت بوزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ورئيس الحكومة المكلف بنيامين نتنياهو، الذي صرّح بعيد اللقاء، بأن حكومته ستجد "لغة مشتركة" مع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الموضوع الفلسطيني.