القاعدة تعزز حضورها في اليمن بعد تقويضها في السعودية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
صنعاء: بعد نجاح السلطات السعودية في تقويض القاعدة على ارضها، يبدو التنظيم وكانه التقط انفاسه في اليمن المجاور في حين يعبر بعض الخبراء عن خشيتهم من تحول هذا البلد العربي الفقير في جنوب الجزيرة العربية الى معقل جديد لشبكة اسامة بن لادن. وقال دبلوماسي أجنبي طلب عدم ذكر اسمه ان "جميع المؤشرات تدل على ذلك".
وبعد سنوات من الهدوء النسبي، شهد اليمن منذ صيف 2007 وخصوصا خلال 2008، سلسلة من الهجمات التي استهدفت مباني دبلوماسية بما في ذلك السفارة الاميركية مرتين ومنشآت نفطية وسياحا اجانب. والهجوم الاكثر دموية نفذ في ايلول/سبتمبر الماضي ضد السفارة الاميركية واسفر عن مقتل 19 شخصا بينهم سبعة مهاجمين. ومنذ ذلك الهجوم، حظيت القاعدة مجددا بتغطية اعلامية كبيرة لا سيما مع الاعلان عن اندماج ما تبقى من القاعدة في السعودية مع الفرع اليمني للتنظيم تحت اسم "القاعدة في جزيرة العرب"، وذلك في شريط مصور بث على شبكة الانترنت في كانون الثاني/يناير.
ويرى محللون ان اعلان عناصر القاعدة السعوديين ولاءهم للفرع اليمني يعني عمليا ان التنظيم قد تلاشى في المملكة. وذكر دبلوماسي انه "من شبه المؤكد ان هناك تدفقا للارهابيين على اليمن". واضاف "ان الارهابيين الذين طردوا من افغانستان يميلون الى اللجوء الى هنا حيث يجدون ملاذا آمنا، او على الاقل مكانا يمكنهم الاختباء فيه". وفضلا عن الطبيعة الجبلية التي تغطي جزءا كبيرا من الاراضي اليمنية، يمكن للهاربين ان يستفيدوا من عدم وجود اي سلطة فعلية تقريبا للسطات اليمنية في المناطق القبلية.
وفي هذه المناطق المبعثرة شرق صنعاء، يختبئ عناصر القاعدة على الارجح. وفي اب/اغسطس، قتلت القوات الامنية اليمنية خمسة عناصر مفترضين في تنظيم القاعدة، بينهم قيادي في التنظيم، وذلك في تريم بمحافظة حضرموت.في مطلع شباط/فبراير، توجه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الى مأرب (170 كلم شرق صنعاء)، لحث القبائل على عدم دعم القاعدة الامر الذي يدل على مخاوف لدى السلطة على هذا المستوى.
الا ان القاعدة تستفيد ايضا من طبيعة النظام اليمني وعلاقاته المبهمة مع الاوساط الجهادية. فلدى عودتهم الى اليمن، قدم الجهاديون اليمنيون الذين ذهبوا الى افغانستان في الثمانينات لمحاربة الاحتلال السوفياتي، دعما ثمينا للسلطة عندما حاول الجنوب الانفصال في 1994. ومذذاك، لم تقطع صنعاء ابدا الجسور مع هذه الاوساط.واعتبر دبلوماسي ان "السلطات اليمنية ترد بشكل مزدوج على تهديد القاعدة".
وذكر دبلوماسي آخر ان "الحكومة تعتمد مراحل متتالية من المفاوضات والقمع". وفي الواقع، تفرق السلطات اليمنية بين الجهاديين وبين تنظيم القاعدة. فهي تعتبر انه من الممكن اجراء حوار مع الجهاديين. ولعل هذا التمييز يفسر اقدام السلطات في مطلع شباط/فبراير على الافراج عن مئة موقوف ومسجون بتهمة الارتباط بتنظيم القاعدة. اما بالنسبة لصنعاء، فان هؤلاء المفرج عنهم مجرد جهاديين لم يرتكبوا جرائم خطيرة وليسوا اعضاء في تنظيم اسامة بن لادن، وهو نفسه يتحدر من عائلة يمنية الاصل. الا ان المشكلة، وبالنسبة للولايات المتحدة خصوصا هي ان هذا التمييز صعب جدا.