أخبار

سليمان: تشكيلات القضاء خطوة أساسية في مسار تعزيز إستقلاليته

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ميشال سليمان مستقبلا بهية الحريري- دالاتي ونهرا

بيروت: غداة التشكيلات القضائية وما أثاره مرسومها من اهتمام توزع بين إشادة وانتقاد، قطع رئيس الجمهورية ميشال سليمان الطريق أمام المشككين بأن هذه التشكيلات نابعة من العمل المؤسساتي للجسم القضائي بعيداً عن زواريب السياسة الضيٌّقة، فجزم ان "هذه التشكيلات التي صدرت باجماع اعضاء مجلس القضاء الاعلى تشكل خطوة اساسية في مسار تعزيز مشروع استقلالية السلطة القضائية الذي يقتضي اقراره ويعتبر من أهم الاصلاحات المطلوبة على مستوى القضاء".

وبعد أن هاجم وزير الشؤون الاجتماعية ماريو عون التشكيلات معتبراً أنها "تنطوي على نوع من الاستفزاز" ونعتها بـ"المشبوهة" وإن أقرّ بـ"عدم الاطلاع عليها بالتفصيل"، رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ان مرسوم التشكيلات "صدر في سياق الانقسام الوطني وليس وفق مقتضيات الوفاق الوطني. ومع ذلك علينا ان ننظر الى البعيد وان نفكّر في أن اكثريتنا التي ستفوز في الانتخابات المقبلة لن تقبل بعدم مد اليد الى الفريق الآخر".

من جهته، علّق وزير العدل ابراهيم نجار على الردود التي صدرت على التشكيلات فوصفها بـ"المتسرّعة"و"غير الموضوعية"، عازياً اياها إلى "عموميات سياسية ولا علاقة لها بالأشياء التي حدثت فعلاً ولا الأشياء التي واكبت إصدارها". وأشار الى أنه أيضاً لديه "تحفظات على التشكيلات لكن واجباتي أن أعطي الأولوية للمرفق القضائي". وقال "طالما أن مجلس القضاء الأعلى بإجماع أعضائه أصدر هذه التشكيلات كان من أبسط واجباتي أن ألبي، وهكذا فعل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزيري الدفاع الياس المر والمال محمد شطح ورئيس الجمهورية ميشال سليمان". ونفى نجار أن تكون هذه التشكيلات جاءت وليدة صفقة معينة، مؤكّداًُ أنه "لم يتدخّل في عمل مجلس القضاء الأعلى نهائياً"، ولفت الى أن "القضاء يعمل للانتقال من مرحلة عدم التوازن الى مرحلة الثبات الوظيفي"، وأن لا مصالح شخصية له أو شيء من هذا القبيل.

وقالت مصادر وزارية لصحيفة "الحياة" إن لا اعتراض على التشكيلات القضائية "من أي فريق سياسي، وأن أحد الوزراء انتقدها لأسباب تتعلق بمطالبه الخاصة في التعيينات القضائية لا أكثر". وفيما أشارت المصادر الوزارية الى أن الرئيس سليمان سيستقبل أعضاء مجلس القضاء الأعلى، ليؤكد ثقته به وبقراراته، أكدت المصادر نفسها لـ "الحياة" أن الرئيس سليمان استفاد من صدور التشكيلات، ومن التفويض الذي منحته إياه الأكثرية وزعيم تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري خلال جلسة الحوار الأسبوع الماضي ليسمي الأشخاص الذين يمكن اعتمادهم في مجلس الوزراء في التعيينات كمخرج من الجمود في هذه التعيينات، فبدأ منذ أيام غربلة "هادئة" للأسماء التي يمكن أن يقترحها، سواء للأعضاء الخمسة في المجلس الدستوري أو في وزارة الداخلية.

وعلمت صحيفة "النهار" من أوساط وزارية ان اهتمام رئيس الجمهورية ميشال سليمان ينصب على انجاز ملف التعيينات الادارية المتعلقة بمحافظي بيروت وجبل لبنان، وبالمدير العام الاصيل لوزارة الداخلية. وبحسب هذه الاوساط فإن التعيينات المشار اليها قد وضعت على "نار حامية بفعل اهتمام الرئيس سليمان البالغ بها وبشكل يومي". ورأت "ان أهمية هذه التعيينات تكمن الآن في الدور المنوط بهذه المناصب من أجل المساهمة في ورشة التحضير للانتخابات والا فإن هذه الاهمية تتضاءل مع الوقت في حال اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي في 7 حزيران المقبل من دون بت التعيينات".

مذكرة التفاهم

وفي جديد مذكرة التفاهم بين لبنان والمحكمة الدولية، أكد الوزير نجار امس أن الموضوع "سيكون له الأولوية المطلقة فور عودة الرئيس السنيورة ووزير الدولة خالد قباني من اليمن"، وأنه لم يرد حتى الآن لوزارة العدل "أي ملاحظة تتعلق بموقف أي فريق من مذكرة التفاهم باستثناء موقف ورد في مجلس الوزراء". وبالتزامن، كشف رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري لقناة ابو ظبي الفضائية عن وجود اتصالات في شأن مذكرة التفاهم، متوقعاً التوصل الى اتفاق قريباً جداً لاعادة طرحها على مجلس الوزارء في جلسته المقبلة. وأبدى "كل نية حسنة للتعاون" في ما يتعلّق بالمذكرة بعيداً عن الإعلام، "فنعرف الهواجس ونلاقي حلولا تلائم الجميع" لكن على أساس أن "المحكمة صارت واقعاً وما هو مطروح الآن على الطاولة التفاهم حول طريقة عمل مكتب المدّعي العام في لبنان".

بري يواصل زيارته إلى مسقط

في هذا الوقت، واصل رئيس مجلس النواب نبيه بري زيارته الى مسقط ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة زيارته إلى صنعاء حيث أجرى محادثات مع نظيره اليمني علي محمد مجور الذي أكّد أن اليمن ولبنان يسعيان إلى تحقيق أهداف مشتركة تخدم شعبيهما وأمتهما العربية، وشدّد انهما في خندق واحد لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله. ومن مسقط، نقل موفد "النهار" الى المؤتمر الـ15 للاتحاد البرلماني العربي، عن رئيس مجلس النواب نبيه بري اشادته بـ"جرأة النائب وليد جنبلاط وشجاعته وحسن قراءته". واضاف: "انا، والى طاولة الحوار في الجلسة الاخيرة في القصر الجمهوري، خاطبت الجميع وأكدت لهم انهم سيكونون في حكومة الوحدة المقبلة وليس غريبا ان يتقن جنبلاط فنون اللعبة السياسية في لبنان ... فلا بديل من حكومة الوحدة ولنحل مشكلاتنا في داخلها بدل الشارع لا سمح الله. وهذا ما سيحصل بعد 7 حزيران المقبل".

فيلتمان وشابيرو في بيروت مجددا

من جهة اخرى، عاد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط بالوكالة جيفري فيلتمان ومستشار الامن القومي للشرق الاوسط في البيت الابيض دانيال شابيرو والوفد المرافق ليلاً مجدداً الى بيروت بعد زيارة لدمشق وصفاها بـ"بالبناءة" ليعلنا بعدها أن "السوريين سيدرسون الخيارات التي سنقدمها في المستقبل، بينما سندرس نحن كذلك الخيارات التي ستقدمها سوريا".

وبالتزامن، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من أنقرة أمس أن قرار عودة سفير أميركي إلى سوريا لم يتخذ بعد. كلينتون التي التقت رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، قالت في مؤتمر صحافي مع نظيرها التركي علي باباجان أشادت بالوساطة التركية بين سوريا وإسرائيل، وقالت "إن أهمية هذا المسار وجهود السلام لا يمكن التقليل من شأنها. تركيا لعبت دوراً مهماً للغاية". هذ، ويلتقي فيلتمان وشابيرو قبل ظهر اليوم نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، ثم مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، فالبطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، فرئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع الذي سيستبقيهما على مأدبة الغداء. ومساء يزور فيلتمان والوفد المرافق النائب بطرس حرب في منزله في الحازمية.

وقال مرجع لبناني بارز لـ "الحياة" إن السفير فيلتمان ركز في زيارته الحالية لبيروت ودمشق على أنه مثلما على لبنان ألا يسيء قراءة انفتاح إدارة أوباما فإن على سورية أيضاً ألا تسيء قراءة الانفتاح عليها بأنه يمكن أن يكون على حساب لبنان. وأوضح المرجع اللبناني رداً على سؤال لـ "الحياة"، أن ما يهم الجانب الأميركي في العلاقة مع سورية هو استكشاف مدى استعدادها من جهتها لحوار "جدي وعملي ومنتج لا يستهدف إضاعة الوقت وتأخير الاستحقاقات كما درجت العادة بالنسبة الى دمشق". أما على الصعيد اللبناني فإضافة الى الخطوات المطلوبة في لائحة الإجراءات الصادرة في قرارات مجلس الأمن، لا سيما القرار الرقم 1701، فإن الأولوية بالنسبة الى واشنطن هي عدم تدخل سورية في الانتخابات النيابية المقبلة، على أن تتابع تنفيذ ما اتفق عليه الجانبان لجهة تعيين السفير السوري في بيروت وإنهاء المواقع الفلسطينية المسلحة خارج المخيمات، لا سيما على الحدود اللبنانية - السورية في لقاءات قريبة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف