يمنيو غوانتانامو يختبرون علاقات بلدهم بواشنطن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
صنعاء: يمثل مصير عشرات اليمنيين في معتقل غوانتانامو الاميركي الذي سيغلق ابوابه في غضون اقل من سنة، تحديا جديدا امام العلاقات الاميركية اليمنية المعقدة اصلا.
واعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في كانون الثاني/يناير ان هؤلاء المعتلقين الذين قدر عددهم بـ 94 شخصا، سيسلمون الى اليمن في غضون ثلاثة اشهر، اي قبل نهاية نيسان/ابريل، وسيوضعون في مركز سيتم انشاؤه على ان تتم اعادة تاهيل العائدين "بطريقة وطنية".
وقبل ذلك بيومين، وقع الرئيس الاميركي باراك اوباما مرسوما يقضي باغلاق معتقل غوانتانامو في غضون سنة، لتبدأ نهاية المعتقل الاميركي الذي ما زال فيه 245 شخصا معتقلين في اطار "الحرب على الارهاب".
وفي واشنطن، قال القائم باعمال المتحدت باسم الخارجية الاميركية روبرت وود "نحن نتشاور مع شركائنا لنرى كيف يمكن ان يساعدوا في اغلاق معتقل غوانتانامو".
وقال وود انه اخذ علما بمبادرة صنعاء "للبحث عن حلول بالنسبة لمواطنيها"، ما يوحي بان ما صرح به الرئيس اليمني لم يكن قد تشاور به مع السلطات الاميركية.
وتم نقل عدة معتقلين من غوانتانامو الى بلدانهم، وخصوصا الى السعودية وافغانستان، الا ان الجمود شبه تام على المسار اليمني، اذ ان واشنطن ترى ان اليمن لا يقدم ضمانة حقيقية في هذا المجال.
وتم تسليم 12 يمنيا تقريبا فقط الى السلطات اليمنية، بينهم سليم حمدان الذي كان يعمل سائقا لدى زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.
وقد نقل حمدان من غوانتانامو الى اليمن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وافرج عنه في كانون الثاني/يناير.
واكد وزير الاعلام اليمني حسن احمد اللوزي نوايا الرئيس اليمني في ما يتعلق بمركز اعادة التأهيل.
وما زال الغموض يلف موقع المركز ومصدر تمويله الا ان اللوزي يؤكد ان الحكومة اليمنية عازمة على "اعادة تاهيل" هؤلاء المعتقلين وعلى "اعادة دمجهم" في المجتمع اليمني بفضل سياسة "الحوار" التي تنتهجها السلطات.
واصبح اليمن حليفا لواشطن في "الحرب على الارهاب" بعد الهجوم الذي نفذ في 12 تشرين الاول/اكتوبر 2000 ضد المدمرة الاميركية "يو اس اس كول" بالقرب من ميناء عدن في جنوب البلاد، وهو هجوم تبناه تنظيم القاعدة واسفر عن مقتل 17 عسكريا من البحرية الاميركية.
ولكن بموازاة سعيها الى قمع المتطرفين، تفخر صنعاء ايضا بانها اطلقت برنامجا لاعادة تاهيل الجهاديين قائما على "الحوار"، وهو نهج سبق ان لجأت اليه السعودية المجاورة.
وذكر اللوزي ان البرنامج مثل "نجاحا كبيرا"، الا انه لم يشر الى اية ارقام.
لكن هذا "الحوار" لا يروق للولايات المتحدة التي غالبا ما تنتقد السياسة المزدوجة التي تتبعها صنعاء ازاء الحركة الجهادية، بحسب واشنطن.
وذكر وود في هذا السياق ان السياسة الاميركية ازاء صنعاء هي حاليا في مرحلة "تقييم"، مشيرا الى وجود "تباينات اساسية" بين البلدين خصوصا في ما يتعلق ب"علاقات اليمن مع الناشطين والمعتقلين السابقين".
وبحسب منتقدي السياسة اليمنية، ترجمت هذه السياسة في السنوات الاخيرة بوجود توجه نحو التهدئة ازاء القاعدة، وقد تمثل ذلك خصوصا بالافراج عن عناصر مفترضين من التنظيم مقابل وعود بالبقاء في دائرة الهدوء او مقابل ضمانات من قبائلهم.
ووصف احد الدبلوماسيين الاجانب العاملين في صنعاء الوضع بقوله "غض الطرف طالما لا يقومون باي عمل سيء هنا".