كلينتون ترسم ملامح السياسة الخارجية لإدارة أوباما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: بعد ستة أسابيع من توليها وزارة الخارجية بدأت هيلاري كلينتون في رسم ملامح سياسة ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما فيما يتعلق بأهم تحديات السياسات الخارجية من السلام بين العرب واسرائيل الى روسيا.
وفي ثاني جولاتها الخارجية التي انتهت في وقت مبكر يوم الاحد تناولت كلينتون السلام في الشرق الاوسط وتعهدت بالعمل في سبيل التوصل لسلام " شامل" بين العرب واسرائيل.
وحاولت كلينتون القاء سحرها على المؤسسات الاوروبية في بروكسل كما دشنت اعادة اطلاق العلاقات الاميركية الروسية المتأزمة خلال عشاء مع وزير الخارجية الروسي في جنيف ثم توجهت الى تركيا.
واتخذت كلينتون خطوات أولى أيضا للتعامل مباشرة مع أعداء تقليديين تنفيذا لوعد قطعه أوباما أثناء ترشحه للرئاسة بالتعامل مع الاعداء بدلا من عزلهم كما كانت تفعل ادارة بوش.
وأعلنت كلينتون في اسرائيل ارسال مبعوثين اثنين الى سوريا الاسبوع المقبل لبحث تحسين العلاقات وفي اطار محاولة الولايات المتحدة تحقيق سلام شامل بشكل أكبر بين العرب واسرائيل.
وفي مقر حلف شمال الاطلسي في بروكسل قدمت كلينتون أولى مبادرات ادارة أوباما الى ايران عن طريق دعوة طهران الى مؤتمر بشأن أفغانستان ربما يعقد نهاية هذا الشهر.
لكن في اسرائيل وبينما يسعى رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو الى تشكيل حكومة واجهت كلينتون تحديا أصعب في سبيل الدفع باتجاه اقامة دولة فلسطينية وهو ما يعارضه نتنياهو.
وانتقد الفلسطينيون كلينتون لانها لم تتخذ نهجا صارما مع اسرائيل بسبب توسيع المستوطنات اليهودية وهدم المنازل في القدس الشرقية العربية. وتهربت كلينتون من الاسئلة حول هذا الموضوع في اسرائيل لكنها وصفت التحركات الاسرائيلية في مؤتمر صحفي في الضفة الغربية بأنها "غير مفيدة."
واستخدمت كلينتون لهجة صارمة في الحديث عن حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وذلك في مؤتمر للمساعدات من أجل غزة عقد في منتجع شرم الشيخ المصري وقالت ان الاموال التي تعهدت الولايات المتحدة بتقديمها كمساعدات الى غزة والتي تصل الى 900 مليون دولار لن تذهب قط الى حماس التي تدير القطاع.
وتشابهت لهجة كلينتون في الحديث عن حماس مع لهجة سابقتها في المنصب كوندوليزا رايس مما دفع صحيفة القدس الفلسطينية الى وضع عنوان " كوندوليزا كلينتون."
وكما فعلت في جولتها الاولى في اسيا الشهر الماضي بصفتها كبيرة الدبلوماسيية الاميركيين كان جدول كلينتون مزدحما بلقاءات متتالية مع رؤساء ووزراء لكنها اتبعت نهجا دبلوماسيا غير تقليدي أيضا.
وقالت كلينتون ان الدافع وراء منصبها هو مساعدة الاطفال على معرفة القدرات التي منحها لهم الرب وأفسحت وزيرة الخارجية الاميركية مكانا لهم في جدولها لفعاليات شبابية.
ففي الضفة الغربية أجرت كلينتون مقابلة مع برنامج شبابي تلفزيوني فلسطيني وعندما سئلت عما كانت ستفعله لو ولدت ابنتها تشيلسي لتعيش تحت الاحتلال الاسرائيلي قالت "كنت سأحبها.. ولم أكن لافقد الامل على الاطلاق. لم أكن لاتخلى عن حلم الدولة الفلسطينية مهما كان."
وفي أنقرة ظهرت كلينتون في برنامج حواري شهير مع أربع مذيعات وردت على أسئلة مثل اخر مرة وقعت فيها في الحب وقالت ان ذلك كان في 1971 عندما أحبت بيل كلينتون بالاضافة الى حسها تجاه الازياء وقالت انها لا تتابع أحدث الموضات وأضافت أن الامر الذي تفتقده كثيرا في الجلوس في المقاهي والتسوق.
وعلى الرغم من انفتاحها في المقابلة مع التلفزيون التركي قللت كلينتون من عدد الصحفيين الذين يرافقونها في الزيارة.
وعلى العكس ما كانت تفعله كلينتون في جولتها الاسيوية عندما أدلت بتصريحات كثيرة للصحفيين المسافرين فانها شاركت في مؤتمر صحفي واحد طوال الاسبوع وعلى متن طائرتها رغم أن طاقمها طلب منها الادلاء بالمزيد من التصريحات.
وتتمتع كلينتون دون شك بالشهرة لكونها سيدة أولى سابقة وسناتور عن نيويورك بجانب سعيها للترشح للرئاسة.