الاتحاد الأوروبي يخدم أوباما أفضل من حلف الناتو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أشرف أبوجلالة من القاهرة: "هل الاتحاد الأوروبي أفضل لأوباما من حلف شمال الأطلسي ؟ " - بهذا السؤال، بدأت مجلة "دير شبيغيل" الألمانية تقريرا ً نشرته بعددها الصادر اليوم الاثنين، وقالت فيه بمعرض حديثها أن الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما قد بات عليه أن يعيد التفكير في الشراكة التي ستسعي بلاده لتأسيسها مع القارة العجوز وعبر المحيط الأطلنطي في ظل تبدل علاقات القوة والتهديدات الجديدة التي باتت تمثل خطورة علي الأمن العالمي. وأكدت المجلة علي أن المؤسسة الأطلسية المفضلة لواشنطن وهي منظمة حلف شمال الأطلنطي ( الناتو ) قد أصبحت محملة بقدر إضافي من الضغوطات بالفعل. وفي ذات الوقت، أوضحت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي يمتلك سجل أقوي مما يمكن أن يتخيله أوباما وقد يكون الطريق الأفضل له في منصبه الجديد.
وقالت المجلة أن أفضل ما في مجتمع السياسة الخارجية الأميركية هو أنها تقوم بتخصيص منظمة حلف شمال الأطلنطي "الناتو" بشكل انعكاسي علي أنها المؤسسة الخاصة بالتعاون الذي يربط بين الولايات المتحدة وأوروبا عبر المحيط الأطلسي. وأشارت المجلة إلي أن هؤلاء المثقفين والدبلوماسيين والسياسيين - من كلا الجانبين - يطلق عليهم ( أطلنطيو الولايات المتحدة ). وعلي عكس المحافظين الجدد، نجدهم يفكرون بمعايير ثنائية، فهم يقدرون الأوروبيين ويعتبرونهم حلفاء طويلي الأمد، كما أنهم يؤمنون بالقانون الدولي. وباراك أوباما ليس بالتأكيد استثناءا لتلك القاعدة. ومع هذا، فإن الأطلنطيين يخطئون من خلال ارتباطهم الشديد بحلف شمال الأطلسي لأغراض متنوعة تماما ً.
وأوضحت المجلة أنه في الوقت الذي عاني فيه كثيرا من أجل إعادة اكتشاف نفسه منذ الأيام الذي نشب فيه الصراع بين الشرق والغرب، يظل الناتو ائتلاف عسكري تهيمن عليه الولايات المتحدة ومزود بعقلية الحرب الباردة. كما أن الناتو غير معد بالشكل الجيد لمواجهة تعددية التحديات الجديدة التي نشبت عقب انتهاء الحرب الباردة ( والآن عقب النظام العالمي الأميركي )، بالإضافة إلي أنه أصبح غير مجديا بالنسبة للمهمة التي تم تأسيسه من أجلها - وهي ضمان الناحية الأمنية في أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلي أن الإدارة الأميركية الجديدة سيكون من الأحرى بها إعادة التفكير في علاقة الولايات المتحدة بأوروبا: فينبغي عليها أن تتحرك صوب شراكة إستراتيجية متكافئة مع الاتحاد الأوروبي والتأهب لاحتمالية الدخول في مباراة جديدة لمواجهة تهديدات الأمن العالمي. واعتبرت المجلة أن الدخول في شراكة وطيدة وعملية تكون مبنية علي الاحترام المتبادل مع الاتحاد الأوروبي سيكون أمراً مفيدا ً لدعم القطاع الأمني الخاص بالولايات المتحدة كما أنها ستمكن الإدارة الأميركية من الدخول بصورة أكثر فاعلية في عالم متعدد الأقطاب. وقال العالم السياسي الهولندي بيتر فان هام أن "الوسائل الخاصة بحلف شمال الأطلسي باتت واهية وبالية في ضوء الأساليب التقنية والتحديات الأمنية ذات الطبيعة غير التقليدية التي نشهدها اليوم ". كما أبدي هام في سياق تحليله للوضعية الجديدة التي بات علي إدارة أوباما أن تنتهجها من اجل مصلحتها تأييده لاختيار تأسيس وضعية شراكة مع الاتحاد الأوروبي مستقبلا ً.