مئات المفقودين في التيبت بعد عام على التظاهرات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن:اعلنت منظمات للدفاع عن حقوق الانسان الاثنين ان المئات لا يزالون مفقودين في التيبت بعد عام على قمع السلطات الصينية التظاهرات الضخمة التي شهدها الاقليم، متهمة بكين بالتستر على عمليات تعذيب واساءات اخرى ارتكبتها بحق ابناء التيبت. واكدت المنظمة الدولية "كامباين فور تيبت" التي اجرت ابحاثا استنادا الى احصاءات رسمية ان حوالى 1200 تيبتي اعتبروا في عداد المفقودين اثر التظاهرات التي تزامنت مع التحضير للالعاب الاولمبية التي استضافتها بكين الصيف الفائت، مشيرة الى انها حصلت على اسماء 600 من هؤلاء المفقودين.
وقالت المنظمة في تقرير ان "الحكومة الصينية اخفت على نطاق واسع عمليات التعذيب والاختفاء والقتل"، متهمة بكين بانها "حاولت تصوير انتفاضة لا سابق لها (...) على انها اعمال شغب عنفية"، في حين ان "الواقع هو ان اكثر من 130 تظاهرة، سلمية في غالبيتها الساحقة، حصلت في المناطق التيبتية".
واكدت المنظمة ان المعتقلين التيبتيين عوملوا ب"وحشية بالغة"، وان البعض ممن اطلق سراحه لم يعد قادرا على السير او النطق. واتهم التقرير ايضا السلطات الصينية بانها استخدمت خط السكك الحديد الجديد الذي يعبر التيبت، لنقل السجناء من التيبت الى اقليم قينغشاي المجاور.
من جهتها اكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" للدفاع عن حقوق الانسان في تقرير ايضا ان اكثر من 100 متظاهر مثلوا امام المحاكم الصينية، غير ان محاكماتهم تم تسييسها.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة صوفي ريتشاردسون "يبدو ان الاعتقالات كما اخلاءات السبيل كانت عشوائية، ولا زلنا حتى اليوم لا نعلم شيئا تقريبا عمن لا يزالون في السجون".
وتظاهر منفيون من التيبت الاثنين في مناطق عدة حول العالم، ووقف بعضهم دقيقتي صمت امام البيت الابيض في واشنطن، احياء للذكرى الخمسين للانتفاضة على الحكم الصيني وفرار الدالاي لاما من التيبت في 10 آذار/مارس 1959.
وبينما يستعد الكونغرس الاميركي للنظر الثلاثاء في مشروع قرار داعم للتيبت، رفع مئات المنفيين التيبتيين العلمين التيبتي والاميركي وتظاهروا ظهر الاثنين (16,00 تغ، منتصف ليل الثلاثاء بتوقيت التيبت) امام البيت الابيض، ومن ثم توجهوا الى السفارة الصينية حيث انضم اليهم خصوصا احد اشهر المنشقين الصينيين، وي جينغشينغ.
ومن المقرر ان تجري تظاهرات مماثلة في العالم اجمع، ولا سيما في مدينة داراماسالا في شمال الهند التي لجأ اليها الدالاي لاما، الزعيم الروحي لبوذيي التيبت والحائز على جائزة نوبل للسلام، منذ 1595.
وقال تسيرينغ بالدن رئيس احدى مجموعات الناشطين المؤيدين للتيبت "نحن هنا لكي نقول للعالم ان 50 عاما من الاحتلال، 50 عاما من الاضطهاد، 50 عاما من الابادة، هي فترة طويلة جدا".
ومن بين المتظاهرين نغاوانغ ساندرول الراهبة البوذية التي اعتقلت في سن الثالثة عشرة في 1992 لمجرد انها هتفت "يحيا الدالاي لاما"، وقد روت امام المتظاهرين كيف كان يتم تعذيبها بالصعق الكهربائي.
وبضغط من المجتمع الدولي اطلقت الصين سراح هذه الراهبة في 2002 وسمحت لها بالذهاب الى الولايات المتحدة.
وقالت نغاوانغ "انطلاقا من خبرتي اعي جيدا كم هو مفيد ان يمارس الاحرار في دول حرة الضغط على الحكومة الصينية".
ويدعو مشروع القانون الذي سيبحثه الكونغرس الاميركي الثلاثاء الصين الى "الكف عن قمع شعب التيبت".
وبحسب حكومة التيبت في المنفى فان 87 الف شخص قتلوا في التيبت في 1959 خلال الانتفاضة على الحكم الصيني، ويؤكد منفيون تيبتيون ان اكثر من 200 شخص قتلوا خلال التظاهرات التي شهدتها التيبت في آذار/مارس 2008.