المعارضة الباكستانية تتحدى الحكومة وتستعد للمسيرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لاهور: أوقف عشرات المعارضين الاربعاء في باكستان عشية "مسيرة طويلة" نحو العاصمة اسلام اباد تأمل الحكومة في منعها في اجواء من انعدام الاستقرار والاضطراب السياسي والتهديد الارهابي. وفي تحد للسلطات التي تهدد بملاحقته بتهمة "العصيان"، دعا زعيم المعارضة الاكثر شعبية نواز شريف انصاره الى "تغيير مصير" البلاد من خلال الانضمام الى "المسيرة الطويلة" التي يفترض ان تنطلق الخميس من كراتشي (جنوب) لتصل الى اسلام اباد في 16 اذار/مارس بالرغم من حظر السلطات.
وقال نواز شريف امام تجمع كبير لانصاره "اليوم لحظة يرتسم فيها تاريخ باكستان. بامكاننا تغيير مصير هذا البلد. باكستان تصل الى منعطف ومن واجبكم انقاذها". واضاف "سنتجمع في 16 اذار/مارس لتغيير مصير باكستان". وهذا التجمع نظم في مدينة ابوت اباد في ولاية الحدود الشمالية الغربية الى شمال اسلام اباد، بالرغم من ان التجمعات محظورة منذ الثلاثاء في ولايتي البنجاب (وسط) والسند (جنوب) وكذلك في العاصمة.
واضاف شريف "نريد تغيير هذا النظام لانه خطر يهدد وجودنا وهم يريدون ملاحقتي بتهمة العصيان (...) اسأل الحكومة هل يمكن لذلك ان يوقف سيلا بشريا؟". وتابع "الله وضع بين ايديكم قرار تغيير مصير باكستان. هذا ممكن في خلال سبعة ايام، وحتى ثلاثة ايام". وترأس رئيس الوزراء الاسبق وشقيقه شهباز حركة احتجاجية للمعارضة اثر قرار اصدرته المحكمة العليا في 25 شباط/فبراير يبعدهما عن الحياة السياسية.
ودعا كلاهما وكذلك الاحزاب الكبرى في المعارضة انصارهم الى الانضمام الى "المسيرة الطويلة" التي ينظمها المحامون الباكستانيون. ويتوقع ان ينضم عشرات الاف الاشخاص وحتى اكثر الى المسيرة التي يفترض ان تمر في لاهور عاصمة اقليم البنجاب ومعقل نواز شريف. وتحسبا للحدث وضعت الحكومة منذ الثلاثاء في حالة تأهب القوات شبه العسكرية فيما اوقفت الشرطة في لاهور وكذلك في اسلام اباد عشرات المعارضين والمحامين.
وهؤلاء هم الذين يقفون وراء فكرة "المسيرة الطويلة" التي تنظم للمطالبة اصلا بعودة قضاة عزلهم الرئيس السابق برويز مشرف الى مهامهم كما وعد الرئيس اصف علي زرداري الذي يواجه احتجاجات من كل حدب وصوب. وفي عدادهم القاضي افتخار محمد شودري الرئيس السابق للمحكمة العليا الذي عزل في التاسع من اذار/مارس 2007 واصبح من ابرز الوجوه المطالبة باستقلال القضاء.
بيد ان غضب المحامين انزلق الى الساحة السياسية عندما انضم اليهم زعماء المعارضة لا سيما رئيس الوزراء الاسبق نواز شريف وشقيقه شهباز الغاضبان من حكم صادر عن المحكمة العليا يبعدهما عن الحياة السياسية. واثر هذا القرار انطلقت تظاهرات حاشدة في سائر انحاء باكستان لم تشهدها البلاد منذ تسلم الرئيس زرداري الحكم في ايلول/سبتمبر، علما ان الاخوين شريف يتهمان الاخير بالوقوف وراء حكم المحكمة.
وجرت تظاهرات مماثلة بعد ان فرض برويز مشرف حالة الطوارىء في تشرين الثاني/نوفمبر 2007 ادت بعد بضعة اشهر من ذلك الى فوز انتخابي للمعارضة انذاك ثم الى استقالته. ومنذ مساء الثلاثاء حظرت كل التجمعات في البنجاب وكذلك في كراتشي كبرى مدن باكستان. وفي لاهور وكذلك في اسلام اباد استهدفت حملة اعتقالات عشرات الاشخاص خصوصا في صفوف حزب الرابطة الاسلامية في باكستان الذي يتزعمه نواز شريف ويعد ثاني اكبر الاحزاب السياسية في البلاد.
وتحدث مسؤول كبير في الحكومة لوكالة فرانس برس عن "مئات الاعتقالات". لكن منظمي "المسيرة الطويلة" اكدوا الاربعاء تصميمهم على الذهاب الى اسلام اباد مهما حصل. وقال اعتزاز احسان احد ابرز المحامين ووزير الداخلية السابق "غدا ساتحدى الحظر وسانضم الى تجمع لاهور. في 16 اذار/مارس سيكون هناك اختبار للحكومة عندما سيجتاح السيل البشري اسلام اباد".
وتشهد حملة الاعتقالات هذه عن عصبية متنامية من قبل الحكومة المدنية الذي تسلمت مهامه قبل نحو سنة فيما يتزايد وضعها هشاشة كل يوم بفعل الاضطراب السياسي والخلافات الداخلية وتتهم بالفشل في محاربة الطالبان ومقاتلي القاعدة. وعلق الجنرال حميد غول وهو مسؤول سابق في اجهزة الاستخبارات الباكستانية على ذلك بقوله "انها اشارة تدل على عصبية". واضاف محذرا ان "ذلك ليس في مصلحة احد. فاذا غرقت باكستان في الفتنة فسيكون لذلك عواقب على افغانستان والهند. وهذا النوع من الفوضى سيطال المنطقة برمتها".