أخبار

المخاطر تخيم على إستقرار ووحدة اليمن

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

صنعاء: يرى المحللون أن المخاطر عادت لتخيم على إستقرار ووحدة اليمن مع تنامي تهديد تنظيم القاعدة وعدم التوصل إلى حل حقيقي للتمرد الحوثي في شمال البلاد فضلا عن تنامي المشاعر الانفصالية في الجنوب. وقال دبلوماسي اجنبي في صنعاء ان "اليمن ليس دولة منهارة" اي انه ليس بلدا تفككت فيه الدولة، "لكنه على شفير ذلك، ويمكنه ان ينزلق بسرعة الى هذا الوضع لان مشاكله تتراكم".

من جهته، ذكر دبلوماسي آخر ان "هناك منطقة على شكل هلال" تمتد من شمال البلاد الى المناطق القبلية في الشرق "حيث ليس للحكومة فعليا اي سيطرة على المستوى الامني". وعمد البعض في الفترة الاخيرة الى اجراء مقارنة بين اليمن والصومال الواقع في الضفة الاخرى من باب المندب والذي يعيش حالة من الفوضى منذ سقوط الدكتاتور السابق محمد سياد بري في 1991. وهذه المقارنة لا يمكن باي حال من الاحوال ان تكون ايجابية بالنسبة لليمن.

وفي كانون الاول/ديسمبر الماضي، وضع رئيس الاركان الاميركي الاميرال مايكل مولن الصومال واليمن في سلة واحدة واعرب عن "القلق الشديد" ازاء ظهور ملاذات آمنة محتملة لمتطرفين اسلاميين يدينون بالولاء لتنظيم القاعدة في كلا البلدين.

ولخص مؤسس ومدير منتدى التنمية السياسية (مؤسسة مستقلة) علي سيف حسن الوضع بالقول انه "خلال السنوات العشرين او الثلاثين الماضية، اتى الى هنا كل الاسلاميين الذي يعانون من مشاكل (..) انه ملجأ بالنسبة لهم". الا ان الخطر بالنسبة للنظام اليمني لا يقتصر ابدا على التهديد الجهادي اذ ان النظام يواجه "ثلاث حركات تمرد" حسبما كتب مؤخرا المحلل براين اونيل في نشرة "تيروريزم مونيتر" الصادرة عن مؤسسة جيمستاون الاميركية.

فالى جانب التصدي لل"جهاديين"، تواجه السلطات تمردين في الشمال، وتحديدا في محافظة صعدة، وفي المناطق الجنوبية. والقتال في الشمال بين القوات الحكومة وقوات "الشباب المؤمن" المتمردة المنبثقة عن الطائفة الزيدية، والذي اسفر عن مقتل الالاف منذ 2004، توقف اعتبارا من تموز/يوليو الماضي، الا انه لم يتم حل المشاكل في العمق.
وذكر دبلوماسي ان "خطر عودة القتل جدي، ويبقى ان نعرف متى".

وفي الجنوب حيث سبق ان سحقت محاولة للانفصال في 1994، يتصاعد التململ بقوة من جديد منذ سنتين ضد كل ما يمثل الشمال والنظام في صنعاء. ويحاول الرئيس اليمني عبدالله صالح الذي وصل الى السلطة عام 1978، فهو سياسي محنك، ان يتاقلم مع الازمات ويواجها للحفاظ على السلطة وانما ايضا للحفاظ على وحدة البلاد.

ولكن الدبلوماسي وعند سؤاله حول امكانية تفكك اليمن اذا ما غادر صالح السلطة، قال ان الامر يتعلق "بالظروف التي يتم عبرها هذا التحول". وسيبلغ صالح السابعة والستين من العمر هذه السنة، وهو كان اعيد انتخابه في 2006 ضمن انتخابات رئاسية كان له فيها، وللمرة اولى، منافس حقيقي.

ولتجنب حصول مقاطعة للانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في نيسان/ابريل المقبل، توصل الحزب الحاكم (حزب المؤتمر الشعبي العام) نهاية شباط/فبراير الى اتفاق مع المعارضة من اجل تاجيل الانتخابات سنتين لافساح المجال امام اصلاح النظام السياسي والانتخابي في البلاد.

ولكن، يعتقد البعض ان القبائل، وان كانت احدى اسباب ضعف الدولة، يمكنها اذا اقتضت الامور ذلك ان تكون بمثابة الخلاص لليمن عبر احتلالها مكان السلطة المركزية. وخلص الدبلوماسي الى القول ان "اليمن بلد ضعيف" ولكن "هو ليس الصومال ...لان القبائل موجودة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف