أخبار

إشارات متضاربة بشأن نتائج الحوار الفلسطيني في القاهرة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة:تضاربت الإشارات الصادرة الخميس عن وفدي حركتي المقاومة الإسلامية "حماس"، والتحرير الوطني "فتح"، المشاركين في جلسات الحوار الوطني، التي تُعقد بالعاصمة المصرية القاهرة، حيث أعرب البعض عن اعتقادهم أنه سيتم التوصل إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام الداخلي قبل نهاية مارس/ آذار الجاري، بينما قال آخرون إن هناك بعض الخلافات التي ما زالت عالقة بشأن ملف المعتقلين.

وفيما شدد الدكتور مصطفى البرغوثي، رئيس وفد المبادرة الوطنية الفلسطينية إلى حوار القاهرة، على ضرورة إنجاح الجولة الحالية من الحوار الوطني، بسبب "ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مخاطر جمة، في ظل الهجمة الإسرائيلية على شعبنا، واستفحال الاستيطان، وتهويد القدس"، فقد ذكر أن العمل ما زال جارياً من أجل تذليل العقبات، للوصول إلى النتائج المرجوة التي تنهي الانقسام الداخلي.

ونقلت وكالة "معاً" الفلسطينية للأنباء، عن البرغوثي قوله إن أعمال اللجان الستة تجري في أجواء ايجابية، بما في ذلك لجنة "التسيير والتوجيه"، وأضاف أن النقاش يجري بجدية بشأن تشكيل الحكومة، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، بهدف استعادة الوحدة الوطنية، وإعادة إعمار غزة، والإعداد الشامل لانتخابات رئاسية وتشريعية.

كما أعرب المسؤول الفلسطيني نفسه، في تصريحات نقلتها فضائية "العربية"، عن اعتقاده بأن التوصل إلى اتفاق بين الفصائل المتحاورة قد يتم بنهاية الشهر الجاري، وقال إنه تم التوصل إلى توافق حول عدد من النقاط الهامة، مشيراً إلى رغبة جميع الفصائل فى التوصل إلى "اتفاق راسخ يحقق آمال الفلسطينيين فى الوحدة."

وفي المقابل، قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وعضو وفدها في مباحثات القاهرة، إن "جلسات الحوار ما تزال منعقدة بين الفصائل الفلسطينية والقيادة المصرية بصورة مكثفة."

وأكد برهوم في بيان الخميس، أن "ملف المعتقلين السياسيين ما زال يلقي بظلاله على لقاءات الفصائل الفلسطينية في اللجان الخمسة." وقال: "أبدينا امتعاضنا بشكل كبير جداً من استمرار الاعتقال السياسي والتعذيب والملاحقة لأبناء وكوادر حركة حماس، وقلنا لهم (فتح): عليكم أن تفوا بوعدكم التي قطعتموها أمام القيادة المصرية والفصائل الفلسطينية في 26 فبراير الماضي."

وأضاف برهوم أن "القضايا التي يتم الاتفاق عليها ترصد في إطار واضح، والقضايا التي لم يتم التوافق حولها تؤجل إلى آخر الجلسات حتى لا تكون حجر عثرة، أو ترفع إلى لجنة التوجيه العليا المشكّلة من قيادات الوفود الموجودة في القاهرة والمسؤولين المصريين."

ورفض الربط بين تشكيل الحكومة الفلسطينية والمطلب الأمريكي باعترافها بـ"إسرائيل"، وقال "نحن لا نفصّل حكومة بالمقاييس الأمريكية ونريد أن نشكل حكومة بالمقاييس والمعايير وبالمطلب الفلسطيني لتواجه كل التحديات والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الفلسطيني."

وكانت جلسات الحوار الوطني بين الفصائل الفلسطينية قد انطلقت في العاصمة المصرية الأربعاء، وعلى رأسها حركتي فتح وحماس، كبرى تلك الفصائل، وبمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، ومدير الاستخبارات المصري عمر سليمان، الذي افتتح جلسات الحوار.

وفي كلمته أمام المشاركين، شدد عمرو موسى على أن الوحدة الفلسطينية تعتبر مسألة أساسية أمام الرفض الإسرائيلي المطلق لحل الدولتين. وقال موسى: "لا أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية القادمة أسوأ من السابقة" معتبر أن زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو أكثر صراحة ووضوحاً، ووصف الحكومة المنتهية ولايتها، التي يرأسها إيهود أولمرت، بأنها أكثر خبثاً. وأضاف موسى أن المصالحة الفلسطينية، وكذلك العربية، سلاحان مهمان للتسلح بهما في المرحلة المقبلة.

من جانبه قال وزير الخارجية المصري إن تراجع وتآكل الدعم الدولي للقضية الفلسطينية أمراً محزناً، مشيراً إلى أن "المقاومة لإنهاء الاحتلال إنما هي عمل سياسي."

أما عمر سليمان فقال إن وجود "حكومة توافقية غير فصائلية قادرة على التواصل مع كل العالم لفك الحصار، والوصول لحل للمشاكل الفلسطينية. وهذا يتطلب أن يكون أعضاء الحكومة من ذوي الكفاءات العالية."

وأشار إلى أن الجامعة العربية ستتابع ما يتفق عليه في الحوار، وعبر عن أمله في أن تنجر اللجان الخمسة مهامها بسرعة. يذكر أن الفصائل الفلسطينية المشاركة في حوار المصالحة بالقاهرة بدأت في التوافد قبل أقل من يوم من بدء عمل لجان المصالحة الخمس المقرر بدؤها الثلاثاء، على أن تستمر لمدة عشرة أيام.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس قد استبقت الحوار بالإشارة إلى أن قضية معتقليها في الضفة لم تتقدم خطوة واحدة منذ طرحها في بداية الحوار في 24 فبراير/شباط الماضي، وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحماس، أنه خلال تلك الفترة تم اعتقال 38 من أعضاء الحركة في الضفة، محذرا من مغبة الاستمرار في تلك السياسة التي قد تعيق عمل لجان الحوار في القاهرة، وفق المركز الإعلامي الفلسطيني.

ورغم تصريحها الأخير إلا أن "حماس" لفتت، من خلال نائب ممثل الحركة في سوريا علي بركة، إلى أنه "سبق "تأكيد إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين من أبناء حركة حماس في الضفة الغربية."

وحول مسألة المعتقلين السياسيين من كوادر "حماس" في الضفة الغربية، قال بركة "وعد وفد فتح في اللقاء الماضي بأن ينقل الأمر إلى محمود عباس رئيس السلطة المنتهية ولايته، حيث أصدر أوامره بتشكيل لجان لمعالجة ملف الاعتقال السياسي، ونحن نأمل أن يتم الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين قبل بدء الحوار في 25 من هذا الشهر."

يذكر أن رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض، قدم استقالته إلى رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، السبت.

وبرر فياض استقالته بأنه يريد دعم الجهود المبذولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية في الأراضي الفلسطينية، قائلاً إن استقالته ستدخل حيز التنفيذ فور تشكيل تلك الحكومة. ونقلت تقارير صحفية أن استقالة فياض جاءت لفتح المجال أمام تشكيل حكومة فلسطينية، في حين ترى حركة حماس أن الاستقالة لا علاقة لها بالحوار الوطني، ولا بحكومة الوفاق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف