أخبار

عباس وشعث: صعوبات تواجه الحوار الوطني الفلسطيني

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة:اتجهت محادثات الفصائل الفلسطينية في القاهرة ضمن مبادرة "الحوار الوطني"، إلى المزيد من التعقيد، فقد اعترف رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بصعوبات يواجهها الحوار الوطني الفلسطيني، مقراً كذلك بوجود ثغرات وعقبات، متمنياً للمفاوضين النجاح، وكذلك عضو اللجنة التنفيذية لفتح، نبيل شعث.

وقال عباس رداً على أسئلة للصحفيين بعد وضع حجر الأساس لمركز درويش الثقافي، في رام الله، بالضفة الغربية: "لا نريد أن نقول إن هناك ثغرات وعقبات، والمفاوضات صعبة وتحتاج إلى جهد وإرادة ونوايا حسنة ورغبة حقيقية للمصالحة الوطنية الفلسطينية، ونتمنى للمفاوضين النجاح"، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."

أما نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، فقال إن الحوار "يمر بلحظة حرجة، ويواجه صعوبات جدية في قضايا رئيسية"، مثل موقف حكومة التوافق المزمع تشكيلها.

ولفت شعث إلى أن بين الصعوبات أيضاً التزامات منظمة التحرير الفلسطينية، إضافة إلى ملفات أخرى مثل موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة، غير أنه أعرب هم أمله في أن يتمكن المجتمعون من تجاوز ما يجري، في حين اتهم رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد، حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بـ"التمسك بالروح السلبية."

وقال شعث: "رغم هذه الصعوبات فإننا برعاية الإخوة المصريين، نبذل ما بوسعنا من جهد لتجاوزها وللوصول إلى اتفاق حولها، وفي ذهننا أن الفشل ممنوع، لأن ثمنه سيكون باهظاً جداً على قضيتنا ومستقبل شعبنا."

وتوقع شعث، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية، أن يؤدي تدخل القيادة المصرية الجمعة، إلى تجاوز بعض العقبات، التي ما زالت تعترض الوصول إلى الاتفاق.

وفي سياق متصل، نقلت الوكالة عن عزام الأحمد، رئيس وفد حركة فتح للجنة الانتخابات في جلسات الحوار، إن الجانب المصري أبلغ المجتمعين بأن مدة الاجتماعات ستقتصر على ثلاثة أيام، بعد أن كانت التحضيرات تشير إلى أن الجلسات قد تستمر لعشرة أيام.

وقال الأحمد إن وفد فتح جاء "بروح إيجابية"، غير أنه لاحظ أن "الإخوة في حماس يتمسكون بنفس الروح السلبية، التي كانت سائدة قبل الحوار"، متهماً الحركة بالتراجع عن اتفاق سابق بتحديد موعد الانتخابات في فترة أقصاها 25 يناير/ كانون الثاني 2010.

واعتبر الأحمد أن حماس "تطرح قضية ولاية رئيس السلطة الوطنية محمود عباس، وكأنها مشكلة وعقدة، وكأننا بلا رئيس، وهذا أيضاً طرح لا ينم عن روح إيجابية"، حسب قوله، علماً بأن ولاية عباس انتهت رسمياً في التاسع من يناير/ كانون الثاني الماضي، وهو يستند في ممارسة صلاحياته إلى تفسيرات دستورية تعارضها حماس.

وبحسب الأحمد، فإن ملف حكومة الوحدة "لم يتقدم خطوة واحدة" بعد ثلاثة أيام من الحوار، كما عادت حركة حماس "إلى نقطة الصفر"، في موضوع منظمة التحرير.

وكانت الإشارات الصادرة عن وفدي حركتي حماس وفتح، فد تضاربت نهار الخميس، حيث أعرب البعض عن اعتقادهم أنه سيتم التوصل إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام الداخلي قبل نهاية مارس/ آذار الجاري، بينما قال آخرون إن هناك بعض الخلافات التي ما زالت عالقة بشأن ملف المعتقلين.

وفيما شدد الدكتور مصطفى البرغوثي، رئيس وفد المبادرة الوطنية الفلسطينية إلى حوار القاهرة، على ضرورة إنجاح الجولة الحالية من الحوار الوطني، بسبب "ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مخاطر جمة، في ظل الهجمة الإسرائيلية على شعبنا، واستفحال الاستيطان، وتهويد القدس"، فقد ذكر أن العمل ما زال جارياً من أجل تذليل العقبات، للوصول إلى النتائج المرجوة التي تنهي الانقسام الداخلي.

وفي المقابل، قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وعضو وفدها في مباحثات القاهرة، إن "جلسات الحوار ما تزال منعقدة بين الفصائل الفلسطينية والقيادة المصرية بصورة مكثفة."

وأكد برهوم في بيان الخميس، أن "ملف المعتقلين السياسيين ما زال يلقي بظلاله على لقاءات الفصائل الفلسطينية في اللجان الخمسة."

وقال: "أبدينا امتعاضنا بشكل كبير جداً من استمرار الاعتقال السياسي والتعذيب والملاحقة لأبناء وكوادر حركة حماس، وقلنا لهم (فتح): عليكم أن تفوا بوعدكم التي قطعتموها أمام القيادة المصرية والفصائل الفلسطينية في 26 فبراير الماضي."

وأضاف برهوم أن "القضايا التي يتم الاتفاق عليها ترصد في إطار واضح، والقضايا التي لم يتم التوافق حولها تؤجل إلى آخر الجلسات حتى لا تكون حجر عثرة، أو ترفع إلى لجنة التوجيه العليا المشكّلة من قيادات الوفود الموجودة في القاهرة والمسؤولين المصريين."

ورفض الربط بين تشكيل الحكومة الفلسطينية والمطلب الأمريكي باعترافها بـ"إسرائيل."

وكانت جلسات الحوار الوطني بين الفصائل الفلسطينية قد انطلقت في العاصمة المصرية الأربعاء، وعلى رأسها حركتي فتح وحماس، كبرى تلك الفصائل، وبمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، ومدير الاستخبارات المصري عمر سليمان، الذي افتتح جلسات الحوار.

وفي كلمته أمام المشاركين، قال وزير الخارجية المصري إن تراجع وتآكل الدعم الدولي للقضية الفلسطينية أمراً محزناً، مشيراً إلى أن "المقاومة لإنهاء الاحتلال إنما هي عمل سياسي."

أما عمر سليمان فقال إن وجود "حكومة توافقية غير فصائلية قادرة على التواصل مع كل العالم لفك الحصار، والوصول لحل للمشاكل الفلسطينية. وهذا يتطلب أن يكون أعضاء الحكومة من ذوي الكفاءات العالية."


وأشار إلى أن الجامعة العربية ستتابع ما يتفق عليه في الحوار، وعبر عن أمله في أن تنجر اللجان الخمسة مهامها بسرعة.

يذكر أن رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض، قدم استقالته إلى رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، السبت، مبرراً ذلك بأنه يريد دعم الجهود المبذولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية في الأراضي الفلسطينية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف