روسيا تدعو أوباما للافادة من تجربة السوفيات أفغانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فالح الحمراني من موسكو: بعد مرور 20 عاما على خروج القوات السوفياتية من افغانستان يقف الغرب الان على اعتاب تكرار اخطاء الاتحاد السوفياتي السابق التي ادت الى هزيمته وانهيار حكم حلفائه اليساريين بكابول، وما اعقبها من حرب اهليه طاحنة انتهت بسيطرة طالبان على البلاد وتحالفها مع منظمة "القاعدة".
وتناقش الدوائر الروسية اليوم مدى صحة الاسلوب الجديد الذي اعلنته الادارة الاميركية الجديدة بوضع الرهان على القوة وحدها وزيادة عديد القوات والاسلحة، لإحلال الامن والسلام في البلد المنكوب.
وضمن هذا السياق اجمعت قيادات عسكرية ودبلوماسية سوفياتية كانت لها ادوارا مختلفة في افغانستان خلال التدخل السوفياتي فيه، على ان الحرب هناك عقيمة وان الهزيمة ستلحق بقوات التحالف الدولي هناك. واشارت الشخصيات الروسية التي جمع اراؤها تقرير نشر بالروسية الى ان عزم الرئيس الاميركي باراك اوباما زيادة عديد الجنود الاميركيين في افغانستان لن يعط النتيجة المرجوة.
وقال سفير الاتحاد السوفياتي السابق في كابول للفترة من 1979 ـ 1986 فاكيت تابييف انه شاهد بأم عينيه كيف ان حجم القوات السوفياتية فاق ال 100 ألف شخص، أي بمستوى اعلى بكثير مما تسطيع اميركا والناتو ارساله الى هناك. وحذر تابييف اوباما من انه ليس من المحتم ان يلحق باميركا ما لحق بالاتحاد السوفياتي، ولكن على الرئيس الاميركي، ان ياخذ الدروس والعبر من اخطاء الاخرين. وقال ان قناعة القادة السوفيات بان التفوق بالقوة البشرية والسلاح والخبرة العسكرية ستجلب السلام لافغانستان تشبه تماما نظرية اوباما الحالية:" ان التاريخ لا يعلم شئ. ان كافة جهودنا والضحايا التي قدمناها انتهت بالحاق العار والهزيمة بنا".
وحث بوريس باستوخوف السفير السوفياتي السابق بكابول لما بعد 1998 الاصغاء لنصائح الشيوخ من اصحاب الخبرة، لانهم بهذه الحالة برايه افضل من البرلمان ووفوده.
الطريق الاخر
بدوره اشار الفريق روسلان اوشيف الذي كان احد قواد الجيش السوفياتي بافغانستان " ان افغانستان لا تعتبر دولة بالمفهوم الغربي. والمشكلة تكمن في انه لم توجد في يوم من الايام دولة مركزية فعلية في افغانستان. اي انها تالفت من البوشتين والطاجيك والازبيك. ولكل طائفة قبائلها وقضاياها".
وبراي آوشيف انه وبالنتيجة فان قوى الاحتلال تهدر الجزء الاكبر من طاقتها على حماية حكومة قرضاي التي وصفها " بالصنيعة"، التي لا تتعدى سيطرتها ونفوذها العاصمة كابول:" لقد ارتكبنا نفس الخطأ، حينما اخترنا ببراك كارمال ( الرئيس الافغاني السابق) لقيادة البلاد. وكان ضعيفا الى درجة ان احدا لم يخضع له.وكان قد اختفي وراء ظهر جنودنا. واليوم نرى على هذه الشاكلة ـ قرضاي الذي تحميه القيادة الاميركية".
وقيم الجنرال بافل جراتشوف، الذي قاد في افغانستان فرقة الانزال قرار باراك اوبما بزيادة عديد القوات الاميركية بانه ناجم عن " الشعور بالصدمة وعدم الثقة:" لقد ادركت بعد الحرب بانها كانت عديمة الجدوى تماما".وبخلافها عن العراق، ذو المدن الكبيرة نسبيا وطرقه المتطورة، فان المناطق السكنية الافغانية منتشرة على هيئة قرى، مرتبطة بعضها بالبعض الاخر بالطرق الترابية والممرات الجبلية.وفي الكثير من المقاطعات ليس لدى السكان اي عمل او حرفة سوى زراعة اعشاب الافيون والخشخاش المخدرة. ويرى جراتشوف ان هذا يخلق " وضع كابوس حربي"، في وقت ليس هناك اي دافع لدى السكان لدعم حكومة كابول او سياسة حلفائها الغربيين.ويعرب جراتشوف عن القناعة بان بوسع توظيف الاستثمارات لا حياء البنى التحتية بالبلد، والتعليم والخدمات الصحية ان تسفر عن نتائج افضل بكثير من السيطرة على كافة انحاء البلاد.
ويتفق معه الجنرال يرماكوف الذي كان يقود في بداية الثمانينيات من القرن الماضي الجيش الاربعين. وعلى حد قوله فانه وضبطه ادركوا في وقت متأخر استحالة تحقيق النصر في افغانستان حصـرا بالوسائل العسكرية. واضاف " ويمكن ان يدرك الاميركيون ذلك ايضا".