نواز شريف: باكستان أصبحت دولة بوليسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
المعارضة الباكستانية تتراجع عن مزاعم وضعه قيد الإقامة الجبرية
نواز شريف: باكستان أصبحت دولة بوليسية
نواز شريف والقادة الآخرون تحت الإقامة الجبرية
لاهور-بيشاور: قال نواز شريف رئيس الوزراء الباكستاني السابق وزعيم المعارضة اليوم الاحد ان باكستان أصبحت دولة بوليسية. وقال شريف لمجموعة من الصحفيين احتشدوا أمام منزله بمدينة لاهور " لقد رأيتم أن البلد كلها حولت إلى دولة بوليسية. إنهم يغلقون كل الطرق ويستخدمون كل أنواع الاساليب غير القانونية ". وكان مسؤول في حزب شريف وضابط شرطة قالا قبل ساعات إن السلطات أمرت باعتقال شريف في منزله لكن مسؤولا في الحكومة نفى هذا الامر. ووجه زعيم المعارضة الباكستانية كلمة أمام حشود تجمعت قبالة منزله في لاهور وصف خلالها وضعه في الاقامة الجبرية بانه " غير مشروع ". وقال شريف الذي خرج من منزله حيث وضع في الاقامة الجبرية منذ صباح الاحد، لمناصريه "لا يمكننا قبول هذا القرار. الاقامة الجبرية اجراء غير مشروع وغير اخلاقي. كل هذه القرارات مخالفة للدستور".واضاف "انضموا الي. ساخرج من منزلي. حان الوقت لنمشي يدا بيد. لا يمكنهم اعتقالنا". وتابع "لا يمكنهم كبح مشاعر الشعب. ينتظر الشعب هذا اليوم منذ زمن بعيد". وبحسب مراسل لوكالة فرانس برس كانت سيارة متوقفة امام منزل شريف لنقله الى تجمع محامين في وسط لاهور. ووضع شريف قيد الاقامة الجبرية لثلاثة ايام لمنعه من قيادة مسيرة مقررة الاثنين في اسلام اباد تندرج في اطار حركة احتجاجية اطلقها المحامون واحزاب المعارضة دفاعا عن استقلالية القضاء.
هذا وتراجع "حزب الرابطة الإسلامية" المعارض عن تصريحاته السابقة بوضع السلطات الباكستانية زعيمه قيد الإقامة الجبرية بمنزله في لاهور الأحد، في آخر سلسلة من التصريحات المتضاربة الصادرة من المعارضة والحكومة. وجاء النفي الأخير على لسان الناطق باسم الحزب، صديقي الفاروق، وذلك بعد تأكيد نائب رئيس الحزب، مخدوم جافيد هاشمي في وقت سابق، بأن الحكومة فرضت الإقامة الجبرية على شريف، ولمدة ثلاثة أيام، من منطلق الحفاظ على الأمن والقانون قبيل زحف المسيرة الماراثونية نحو العاصمة الاثنين.
وبادر وزير الإعلام الباكستاني، قمر زمان، بنفي المزاعم، فيما بررت حكومة البنجاب تشديد الإجراءات الأمنية حول مقر زعيم المعارضة، بأنها تأتي في سياق تدابير أمنية تستبق "المسيرة الطويلة." وأكد الفاروق أن شريف سيقود التظاهرة، كما هو مقرر، في طريقها إلى العاصمة، إسلام أباد. وفي وقت سابق، أكد الحزب المعارض أن السلطات الباكستانية وضعت شريف قيد الإقامة الجبرية لمدة ثلاثة أيام، في خطوة بررتها الحكومة بالحفاظ على النظام والقانون.
ويدعم "حزب الرابطة الإسلامية" المعارض مسيرة ماراثونية لآلاف المحاميين، تنتهي بالاعتصام قرب البرلمان الباكستاني الاثنين، وبعد أربعة أيام من انطلاقها من عدة مدن الجمعة، لمطالبة الحكومة بإعادة القضاة الذين عزلهم الرئيس السابق، برويز مشرف، على رأسهم رئيس المحكمة العليا إفتخار شودري. وأكد شريف أن "المسيرة الطويلة" ستصل إلى وجهتها النهائية وما من قوة قادرة على وقفها.
ويطالب المحامون الرئيس الباكستاني، آصف علي زرداي، الالتزام بالتعهدات السابقة التي قطعها بإعادة القضاة المعزولين خلال ثلاثين يوماً من توليه الرئاسة. وردت السلطات الباكستانية على تصاعد الاحتجاجات الأخيرة بحظر التظاهرات السياسية في أكبر مقاطعات البلاد، البنجاب والسند، كما ألقت القبض على المئات من الناشطين السبت، في تحرك قال المحتجون إنه لن يوقفهم.
وتأتي التطورات بعد شهر من قرار من المحكمة الباكستانية العليا يقضي بمنع زعيم المعارضة من المشاركة في الانتخابات بدعوى أن له سوابق جنائية تعود إلى أواخر التسعينيات. كما جردت المحكمة شقيقه، شهاب شريف، من منصبه كوزير رئيسي في إقليم البنجاب، مركز قوى حزب شريف. وأدان الشقيقان قرار المحكمة ووصفاه بأن دوافعه سياسية لصالح الرئيس الباكستاني الذي علق مهام برلمان البنجاب لمدة شهرين.
ويذكر أن الحكومة الباكستانية قالت في وقت سابق إنها ستعيد النظر في قرار المحكمة العليا، وقررت تقديم التماس أثناء لقاء بين رئيس الوزراء سيد يوسف رضا جيلاني وزرداي، وفق ما نقلت وسائل إعلام باكستانية السبت. وفي سياق متصل، قال شهزاد ساتي، ناطق باسم حزب العدالة (طريق-إنصاف)، إن قوات الأمن اعتقلت 30 من أعضاء الحزب في إسلام أباد وروالبندي، وإن زعيمه، عمران خان، يحتمي في مكان آمن.
وفي سياق متصل، قالت مصادر حكومية باكستانية السبت، إن وزيرة الإعلام، شيري رحمن، قدمت استقالتها من الحكومة، احتجاجاً على القيود التي وضعتها السلطات على عمل الإعلام المحلي، في ظل الظروف التي تشهدها البلاد، مع المظاهرات التي تنفذها نقابة المحامين. وقالت المصادر إن وزيرة الإعلام، وهي عضو بارز في حزب الشعب الحاكم، سلمت استقالتها لرئيس الوزراء، يوسف رضا جيلاني.
نبذة عن نواز شريف
ولد شريف في عام 1949 وهو ابن احد اقطاب الصناعة الاثرياء الذي جمع ثروته من التجارة في الفولاذ والسكر والورق. ودخل عالم السياسة عندما عينه الدكتاتور العسكري السابق ضياء الحق وزيرا للمالية في ولاية البنجاب عام 1981 ليكون اصغر شخص يتولى ذلك المنصب. وفي عام 1990 انتخب رئيسا للوزراء بعد ولاية بوتو الاولى الا انه طرد من منصبه بعد ثلاث سنوات بتهم الفساد.
وشكلت تلك نقطة تحول في حياة شريف المهنية واطلق هجوما شرسا على الرئيس في ذلك الوقت غلام اسحق خان الذي كان معلمه السابق. الا ان شريف عاد الى السلطة مرة اخرى في عام 1996 بعد اقالة حكومة بوتو الثانية بتهم الفساد. وفي عام 1997 فاز شريف باغلبية الثلثين في الانتخابات. واستغل شريف منصبه وعمل لكي يصبح اقوى رئيس وزراء في تاريخ باكستان حيث الغى تعديلا دستوريا ينص على الغاء سلطات الرئيس في اقالة رئيس الوزراء.
الا ان خلافا شديدا نشب بينه وبين رئيس القضاة بعد ان اعتقد ان الاخير يضع قيودا على طموحاته. وفي الغرب ثارت مخاوف بشان محاولات شريف فرض الشريعة الاسلامية على البلاد بحيث يكون هو "امير المؤمنين". وفي عام 1998 ارتكب شريف ما يمكن ان يعتبر اسوأ اخطاءه وذلك بتعيين مشرف قائدا للجيش. الا ان العلاقات بينهما توترت بسبب اشتباك مع الهند، الخصم النووي لباكستان، بسبب اقليم كشمير المتنازع عليه.
وحاول شريف، الذي شك ان مشرف يحاول الانقلاب عليه، اقالة قائد الجيش بينما كان في الجو عائدا بالطائرة من سريلانكا. فما كان من الجيش الا ان تحرك بسرعة منهيا حكم شريف في انقلاب ابيض. وعاد مشرف بسلام الى باكستان وفرض نفسه حاكما عسكريا للبلاد. وعندما جرت محاكمة شريف وشقيقه شهباز بتهم الاختطاف والارهاب ومحاولة القتل، بدا وكأن هذه هي نهاية حياته السياسية.
وادين نواز وحكم عليه بالسجن المؤبد. الا انه وفي كانون الاول/ديسمبر 2000 غادر شريف و19 من افراد عائلته باكستان الى السعودية بهدوء، واعلن مشرف في ذلك الوقت انهم سيعيشون خارج البلاد لمدة عشر سنوات. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2007 عاد شريف الى قاعدته في مدينة لاهور شرق باكستان.
مسلحون يضرمون النار في شاحنات في باكستان
إلى ذلك أضرم مسلحون من طالبان باكستان صباح الأحد النار في ثماني شاحنات تحمل امدادات لقوات حلف شمال الاطلسي المنتشرة في افغانستان المجاورة. واصيبت عشرات الشاحنات الاخرى باضرار عندما هاجم مسلحون مجهزون باسلحة رشاشة وصواريخ موقفا للشاحنات على مشارف مدينة بيشاور. وصرح ضابط الشرطة جوهر خان لوكالة فرانس برس ان "مسلحي طالبان اطلقوا اربعة صواريخ على موقف للشاحنات على الطريق الدائري على مشارف المدينة ودمروا ثماني شاحنات تدميرا تاما".
واضاف ان المسلحين "اضرموا النار كذلك في 12 شاحنة اخرى". وقال خان ان الشرطة وصلت خلال الهجوم الذي اصيب فيه اثنان من سائقي الشاحنات، الا ان المسلحين فروا الى منطقة قبلية قريبة. وتابع خان ان "رجال الشرطة تبادلوا اطلاق النار مع المسلحين لمدة نصف ساعة، الا انهم تمكنوا من الفرار". وامرت الحكومة السائقين بعدم استخدام موقف الحافلات لاغراض توقف الشاحنات بعد سلسلة من الهجمات، الا انه يعتقد انهم اوقفوا سياراتهم بشكل غير قانوني هناك.
واضاف ان الشرطة ستتخذ اجراءات ضد السائقين الذين لا يلتزمون باوامر الحكومة الخاصة بوقوف شاحنات امدادات الحلف عند مواقف الحافلات. وتعتمد قوات حلف الاطلسي وتلك التي تقودها الولايات المتحدة، على باكستان في امداداتها واجهزتها حيث يتم نقل ما يقدر بحوالى 80 % من امداداتها برا عبر باكستان. وتمر الطريق الرئيسية الى افغانستان عبر منطقة خيبر التي ينعدم فيها الامن في باكستان. وشن المسلحون في مناطق القبائل الوعرة هجمات شرسة خلال الاشهر الاخيرة استهدفت مخازن امدادات حلف الاطلسي على مشارف بيشاور واضرموا النار في مئات العربات والحاويات المتجهة الى القوات الاجنبية في افغانستان.