السعودية تشدد معارضتها لقرار المحكمة الجنائية بشأن البشير

الرياض: شددت السعودية اليوم الاحد لهجة معارضتها لقرار المحكمة الجنائية الدولية اصدار مذكرة اعتقال للرئيس السوداني عمر حسن البشير فيما يتصل بمزاعم ارتكاب جرائم حرب في دارفور. وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل "ان القرار مسيس والا لم يظهر في مثل هذا الوقت وبهذه الصيغة وبالرغم من النتائج العكسية التي سيثمر عنها." وأضاف أن القرار "لن يؤدي الى استقرار السودان أو حل مشكلة دارفور." وقال "نحن سنقف مع السودان قلبا وقالبا."

وتتهم كثير من الحكومات العربية والافريقية المحكمة الجنائية الدولية بتبني معايير مزدوجة قائلة انها تقاعست عن التصدي لجرائم حرب يزعم أن اسرائيل ارتكبتها ضد العرب أو أن الولايات المتحدة ارتكبتها في العراق وفي أفغانستان.

ايران مطالبة باحترام القنوات الدبلوماسية

و في ملف آخر،دعتالسعوديةايران الى العمل من خلال القنوات الدبلوماسية في دعم القضايا العربية . وقال وزير الخارجية الامير سعود الفيصل في مؤتمر صحفي بعد زيارة قصيرة قام بها نظيره الايراني منوشهر متكي للسعودية واجرى خلالها محادثات مع الملك عبد الله "على الرغم من اننا نقدر التأييد الايراني للقضايا العربية الا أننا نرى أن هذا التأييد يجب أن يكون عبر بوابة الشرعية العربية ومنسجما مع أهدافها ومواقفها ويعبر عن نصرته لها وليس بديلا عنها."

واضاف "لا بد من أن يبذل كلانا الجهد اللازم في هذه المرحلة لضمان استقرار العلاقات وثباتها على أسس التعاون المثمر والاحترام المتبادل."

دعوة لتكثيف دائرة المصالحة العربية وتوسيعها

كذلك، وصفالأمير سعود الفيصل القمة الرباعية العربية التي عقدت في الرياض الأسبوع الماضي بأنها "لقاء اذابة الجليد" داعيا الى توسيع دائرة المصالحة لتشمل جميع الدول العربية. وأعرب الفيصل عن ارتياح السعودية لنتائج قمة الرياض الرباعية العربية التي تناولت مجمل القضايا بكل صراحة وشفافية وفي أجواء بناءة وايجابية للغاية مؤكدا ان اللقاء رسخ القناعة القوية لدى القادة بأهمية نبذ أسباب الفرقة والخصام في العمل العربي المشترك وحل المشكلات المتراكمة عبر الحوار والتشاور وتحقيق التكاتف في خدمة القضايا المصيرية.

وأوضح ان القمة المصغرة تمخضت عن اتفاق على توسيع دائرة المصالحة العربية وتكثيفها لتوفير كل أسباب النجاح للقمة العربية المقبلة في الدوحة للتعامل مع مجمل الوضع العربي وعلى الأخص على الساحات الفلسطينية والسودانية والعراقية واللبنانية والخروج بموقف موحد ولغة مشتركة مع كافة الأطراف الاقليمية والدولية.

وأشار في هذا الصدد الى الاجماع في القمة على وضع المصلحة العربية العليا فوق كل اعتبار وصون مصالح الأوطان والشعوب العربية والالتزام بجوهر "حقوقنا المشروعة وقضايانا المصيرية" مبينا انه سيتم ابلاغ بقية القادة العرب بنتائج القمة الرباعية التي "يعول أن تكون أسست لمرحلة جديدة ترتقي بالعمل العربي المشترك".

وجدد وقوف السعودية قلبا وقالبا مع جهود الحوار الوطني القائم على الساحة الداخلية اللبنانية ومؤتمر المصالحة الوطنية بين الفلسطينيين برعاية مصر مناشدا الزعامات اللبنانية والفلسطينية توحيد الصف في مواجهة العدو الخارجي الذي يتربص لسلب حقوقهم الوطنية.

واستضاف الملك عبد الله عاهل السعودية يوم الاربعاء اجتماعا ضم الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس المصري حسني مبارك وامير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح بهدف توحيد الصفوف قبل قمة عربية مقررة في وقت لاحق من هذا الشهر في قطر.

وظهر الانقسام في العالم العربي بشأن ايران والنفوذ الغربي في المنطقة في يناير كانون الثاني نتيجة الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الذي تديره حركة حماس. وعقدت قطر قمة طارئة في يناير كانون الثاني حضرتها شخصيات من حماس والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. ورفضت مصر والمملكة العربية السعودية الحضور واصرتا على ان القمة الاقتصادية العربية في الكويت ستفي بالغرض. وكانتمصر والسعودية رفضتا حضور القمة العربية التي عقدت العام الماضي في دمشق بسبب الانقسامات العميقة.