"المدنيون الذين قد يعيدون حكم العسكر "
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن: انصب اهتمام الصحف البريطانية - فيما يتعلق بالشأن الخارجي- على ما يحدث في باكستان. وترى معظم التعليقات أن هذا البلد النووي قد يكون في الطريق إلى مرحلة حكم عسكري أخرى. تعلق الإندبندنت عما يحدث في باكستان فتقول إن الرئيس الباكستاني أصف زرداري يتخبط في مأزق حرج.
وتعتبر الحكومة ان إعادة القاضي المخلوع إلى منصبه تضع مصيره السياسي كرئيس للبلاد في مهب الريح لأن محكمة عليا برئاسة تشودري ستشكك في شرعيته. وعلى الرغم من خطورة هذا الحل ترى الصحيفة -في افتتاحيتها المطولة التي خصصتها لباكستان- أنه هو الأفضل لأن الخيارات الأخرى ستجر البلاد والمنطقة إلى ما تحمد عقباه، خاصة وأن "طالبان تمد نفوذها داخل أفغانستان المجاورة."
وتلمح الصحيفة إلى أن موقف الرئيس ضعيف وأن سلطته تفتقر إلى الشرعية مما انعكس على الوضع الأمني داخل باكستان. لكنها تعتبر في الوقت ذاته أن مواجهة بينه وبين خصمه -الذي كان قبل أقل من عام حليفه في الإطاحة بالرئيس برفيز مشرف- نواز شريف ليست في مصلحة الطرفين ولا في مصلحة البلاد والمنطقة برمتها.
وهذا ما خلصت إليه كذلك افتتاحية الديلي تلجراف التي تنتقد من جهتها نوايا طرفي الأزمة الحالية. فإذا كان زرداري قد تنكر لدى توليه منصبه لما تعهد به من إعادة القاضي "اللغز" افتخار شودري وعدد من القضاة المخلوعين ، وإذا كان نصب محكمة عليا تأتمر بأمره وتصدر القرارات التي تصب في مصلحته ومنها منع نواز شريف وشقيقه شهباز من فتح مكاتب للحملة الانتخابية، فإن رئيس الوزراء السابق مرتين استغل المسيرة التي كانت في طريقها الى اسلام اباد لأغراض شخصية وديماجوجية.
وتحذر الصحيفة البريطانية كذلك من انعكاسات الأزمة على الوضع الأمني، كما تحذر من أن يستغل الجيش الباكستاني هذه الفرصة السانحة لكي يستعيد مكانة فقدها بعد الإطاحة بمشرف. ويتردد صدى هذا التخوف بوضوح في صدر افتتاحية التايمز التي تذكر كذلك بهشاشة الوضع الأمني، ملمحة إلى إمكانية أن يعود الجيش عن طريق حزب الشعب الباكستاني الحاكم.
وتقول الصحيفة إن عمق الأزمة ينجلي بوضوح في عجز الوسطاء الأميركيين والبريطانيين في الحصول على نتيجة، وذلك لشبه غياب المؤسسات الرسمية. ومما قد يزيد الطين بلة -حسب التايمز- أن هذه الأزمة السياسية شغلت السلطات الباكستانية عن بالأهم وهو التصدي لتنامي مد القاعدة وطالبان سواء في داخل البلاد عن عن المناطق المتاخمة لأفغانستان.
ويعتبر مراسلا الفاينانشل تايمز في إسلام آباد فرحان بوخاري وفي ديرادون جيمس لامونت أن الحكم المدني في باكستان يواجه تحديا صعبا، كما يعتقدان كذلك أن مسيرة رجال القانون استغلت لأغراض سياسة. فالكثير يتشكك في إمكانية أن يتغير وضع القضاء "المزري" في باكستان بمجرد إعادة شودري إلى منصبه، كما يشكك في نوايا نواز الشريف الذي يبدي تأييدا لحركة رجال القانون "كما لو كان من الذين يقدرون القضاء ويحرصون على نزاهته."
"لعبة الخاسرين"
لم تبتعد الجارديان كثيرا عن شؤون المنطقة؛ فهي تتساءل عما إذا كانت أفغانستان ستكون للرئيس الأميركي باراك أوباما ما كانه العراق لسلفه جورج بوش. وتجيب الافتتاحية على هذا التساؤل بسؤال آخر يقول: "ماذا جنت واشنطن من مليارات الدولار التي انفقتها لإعادة بناء افغانستان غير القنابل والعبوات الناسفة المزروعة على جوانب الطريق؟" مقدمات هذه النتيجة "المزرية" -في رأي الصحيفة- تكمن في التخبط وسوء الفهم الذي شاب تعامل الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة مع المسألة الأفغانية؟
فقد "توهم" الغرب أن بالإمكان تشييد دولة في بلد عانى من الحرب لعدة عقود ولا يزال يعاني من الجفاف والمجاعة، كما توهم أن بالإمكان تقسيم حركة طالبان إلى جناح يمكن شراؤه وآخر يمكن محاربته.
وفات الولايات المتحدة - تقول الصحيفة- إدراك أن أفغانستان ليس العراق وأن الطوائف المتنافسة أو المتناحرة ليست -كل على حدة- كيانا موحدا. كما فاتها أن المقاومة لم تشمل جميع أفغانستان. ولعل من المفارقات -حسب الصحيفة- أن تلك المناطق "المسالمة" شمال وغربي أفغانستان لم تحظ لا بالاهتمام ولا بالدعم لأنها لم تكن مرتعا للمسلحين ولا مناطق أفيون.
"تعاون" بريطاني مصري
في صدر الصفحة الأولى للجارديان تقرير من توقيع إين كوبين يتضمن اتهامات بـ"تواطئ" بين جهازي مخابرات بريطانيا ومصر لاستجواب مشتبه في انتمائه إلى حركة إرهابية باستخدام تقنيات التعذيب.
ويورد التقرير تصريحات لأزهر خان قال فيها إنه اعتقل في مصر أثناء رحلة عبور وتعرض للتعذيب خلال بضعة أيام أستنطق خلالها وطرحت عليه أسئلة دقيقة لا يمكن أن يطرحها إلا من تمكن من الحصول على معلومات بحوزة السلطات البريطانية أو زود بها. وقد أكدت وزارة الخارجية البريطانية تعرض خان للاعتقال في مصر لمدة أسوبع خلال شهر يوليو/ تموز الماضي، كما أكدت أنه تقدم بشكوى من تعرضه للتعذيب في مصر. وتعتقد الجارديان أن مزاعم خان بتعرضه إلى سوء المعاملة تدعمها تقرير طبية.
وتقول الصحيفة إن هذه الاتهامات الجديدة بتواطئ جهاز الاستخبارت البريطاني مع أجهزة مماثلة أجنبية والتي وردت بعد أن طالب زعيم المعارضة المحافظة ديفيد كامرون بتحقيق شامل في سلوك هذا الجهاز وفي مسؤولية الحكومة البيطانية - قد تصعد الضغط من أجل فتح تحقيق في التجاوزات المزعومة للسلطات البريطانية في غمرة حربها على الإرهاب.
لقاح ضد الإيدز؟
يطالعنا في الإندبندنت تقرير لمحرر الشؤون العلمية بها ستيف كونور قد ينعش الآمال في إنتاج لقاح ضد مرض فقدان المناعة المكتسب (إيدز). فعلى أثر إخفاق العلماء في التوصل إلى مثل هذا اللقاح بعد 25 عاما من البحث، وجه العلماء اهتمامهم إلى المصابين بفيروس إتش آي في المتسبب في المرض القاتل من الذي تمكنوا من العيش سنوات طويلة بعد إصابتهم دون أن تتطور الإصابة إلى إيدز.
ولاحظ العلماء في دراسة نشرتها مجلة نيتشر العلمية أن لهؤلاء الناجين لمدد طويلة جهاز مناعة قادر على التصدي لتفشي الفيروس ووقف تقدمه. وهؤلاء "المحظوظون" قلة لا تتجاوز نسبتهم واحدا إلى الألف، لكن العلماء يطمحون عن طريق الهندسة الوراثية إلى إنتاج عناصر المنظومة المناعية التي يتمتعون بها. وقد تعرف العلماء إلى 500 من هذه العناصر وأجروا بها تجارب ناجحة على خلايا بشرية زرعت في أنابيب الاختبار؛ ويستعد هؤلاء العلماء لإجراء اختبارات على حيوانات وعلى متطوعين من بني البشر.