كهرباء غزة.. مطرقة الحصار الإسرائيلي الجماعي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نجلاء عبد ربه من غزة: "حينما ينقطع التيار الكهربائي عن حارتنا، نجلس أنا ورفاقي لنحصى كم عدد المرات التي ينقطع فيها التيار الكهربائي في الحي الذي نسكنه". بتلك الكلمات تحدث وائل عبد الله (21 عاماً) من مدينة رفح، أقصى جنوبي قطاع غزة. ويعاني احمد كواحد من مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة في ظل معاناة شديدة من قطع للكهرباء ناتج عن حصار إسرائيلي مشدد عليهم. ويكاد أحمد الذي يدرس في جامعة الأزهر في مدينة غزة، بحسب ما قال لإيلاف، لا يهنأ على وجودها. ويشكو من الانقطاع المتواصل للكهرباء كل فينة وأخري في الفترة المحددة للحي الذي يسكنه.
وأضاف لإيلاف "لا يوجد عدل نهائيا في قضية توزيع قطع الكهرباء عن المناطق.. فالساعات القليلة والتي نحصل من خلالها علي الكهرباء لا نكاد نستطيع عمل شي فيها من شدة الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي". وأوضح أن والده يستخدم منذ فترة مولدات الكهرباء "ماتور كهرباء". لكنه، والكلام لا زال لأحمد "لا يغني عن الكهرباء العادية، لأننا لا نستطيع أن نُشغّل كافة لأنوار أو نستخدم كافة الأجهزة الكهربائية".
ويتأفف المواطن خليل أبو مرزوق من إرتفاع أسعار البنزين لتلك المولدات. وقال لإيلاف "توقف عن استخدامها نظرا للارتفاع الكبير في الأسعار والذي أصاب المحروقات، فالمعاناة تتفاقم أكثر بالنسبة إلينا لأننا نعيش في فصل الشتاء حيث البرد القارص الذي ينخر في عظامنا، ونحتاج إلي مصادر للتدفئة، فلا يوجد حطب نشعل به النار للتدفئة وكذلك لا يوجد بنزين أو سولار لنشعل المدفأة التي تعمل على المحروقات، فضلاً عن الإنقطاع المستمر للكهرباء الذي يزيد الطين بله".
وتمنى أبو مرزوق أن تعود الأمور "كما كانت في السابق، أي قبل الحرب علي غزة، حيث كان هناك تنظيم وجدولة لتوزيع الكهرباء، ليأخذ الكل نصيبه من الكهرباء، ويقوم بعمل كل اللازم وإيفاء احتياجاته ومتطلباته الأسرية". وأصبح نهار فداء منصور ليل "وليلها نهار"، الأمر الذي خلق حالة من العشوائية والارتباك في حياتها اليومية. وقالت لإيلاف "لم يعد هناك جدول محدد للكهرباء، فلا استطيع عمل أي شيء، ومعظم الأوقات تكون الكهرباء منقطعة في النهار، وسبحان الله تأتي الكهرباء في آخر الليل، فاضطر إلي النهوض مفزوعة من النوم كي أنجز مهام البيت من غسيل وطبيخ نظرا لعدم توافر غاز الطهي في المنزل".
وأضافت فداء "اجبر علي إعداد الطعام من خلال طنجرة الكهرباء التي نخبز من خلالها، وهذا يحتاج بالتأكيد إلى فترة طويلة كي يصبح الطعام جاهزا للأكل(..) وما أن أنجز كل الأعمال المنزلية إلا ويبزغ الفجر". وتعترف فداء أنها تسبب الإزعاج لبقية أفراد عائلتها بسبب الأصوات التي تخرج أثناء قيامها بأعمالها. وقال " ليس الأمر بيدي، فأنا مجبرة على ذلك، لأن الظروف أقوى مني، وقد تأقلمت أنا وزوجي وأطفالي مع هذا الوضع المقيت على الرغم من أن التعب والإجهاد بدا واضحا علي ملامحي".
وقالت التلميذة آلاء عبد الله التي تدرس الثانوية العامة "دراستي تحتاج إلي مكوثي على جهاز الحاسوب لفترة طويلة، ولكن الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي والغير منظم شوش نظام حياتي، فأصبحت مرهقة جداً لأن دراستي ومراجعة دروسي صارت في وقت متأخر من الليل". وقال محمد العبادلة "34 عاماً" لإيلاف أن ثلاجته تعطلت بسبب إنقطاع الكهرباء بشكل مفاجئ. وأضاف "الثلاجة خربت وكل الأكل إلّي فيها خرب، وكذلك الأمر في جهاز الكمبيوتر لقد ضرب، وما بقي شيء على حاله من كثر ما الكهرباء بتقطع وتيجي، عشرين مرة في الساعة بتقطع".
وعبر العبادلة عن بالغ استيائه من الانقطاع المتكرر للتيار الكهرباء، إلا أنه بنفس الوقت يلتمس العذر لشركة الكهرباء في غزة التي دمرت معظم محولاتها الكهربائية الكبيرة خلال الحرب الهمجية الإسرائيلية على قطاع غزة، والذي أدى بدوره إلى نقص في المعدات الكهربائية من كوابل وغيرها. وكان مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء بمحافظات غزة جمال الدردساوي قد جذر من توقف أعمال الصيانة والتأهيل التي تقوم بها الشركة لشبكات الكهرباء التي دمرها العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، بسبب نفاد المواد اللازمة لإصلاح الشبكات وإعادة تأهيلها، وخاصة محولات وكوابل الضغط المنخفض.
وأوضح في تصريح صحافي وصل إيلاف نسخة عنه، أن ذلك أدى إلى "حرمان مئات الآلاف من سكان القطاع من الكهرباء، وتوقف الكثير من الـمرافق العامة والخاصة عن تقديم خدماتها للـمواطنين وفي مقدمتها مرافق الـمياه والصرف الصحي ومراكز الرعاية الصحية والـمستشفيات". وقال الدردساوي في بيان الشركة الوحيدة التي تغذي قطاع غزة بالكهرباء "إن عدداً كبيراً من الـمشاريع الكهربائية الخاصة بقطاع الـمياه والصرف الصحي توقف العمل على إتمامه لنفاد الـمحولات وكوابل الضغط الـمنخفض الخاصة بها"، مؤكداً أن هذه الـمواد تم توفيرها للشركة ولكن سلطات الاحتلال تمنع إدخالها إلى غزة حتى الآن".
وأكد الدردساوي أن ما ينشر ويبث في وسائل الإعلام الـمختلفة حول تسهيلات وإجراءات إسرائيلية لإيصال الـمساعدات العاجلة إلى قطاع غزة لا يجد ما يؤيده على واقع الوضع الكهربائي الذي يعاني وما زال من الإجراءات الإسرائيلية الـمستمرة. وناشد مدير العلاقات العامة في شركة كهرباء غزة الجهات المسئولة والهيئات الدولية ومؤسسات العمل الإنساني التدخل لدى الجانب الإسرائيلي للسماح بإدخال تلك الـمواد والتجهيزات في أسرع وقت ممكن، منوهاً إلى أن كثيرا من الـمناطق السكنية حرمت من الكهرباء منذ بداية العدوان بسبب الـمنع الإسرائيلي.