إسرائيل تستشعر خطورة عملية السلام على ديمومتها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
موسكو: يرى الباحث يفغيني ساتانوفسكي، رئيس "معهد الشرق الأوسط" الواقع مقره في موسكو، أن النضال من أجل السلام في الشرق الأوسط "عملية لا نهاية لها تُطعم الأجيال المتعاقبة من السياسيين والدبلوماسيين والمحللين السياسيين والبيروقراطية الدولية".
ويشير الخبير في مقال نشرته إحدى الصحف الموسكوفية إلى أن المساعي المبذولة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي تكثفت بعد زوال نظام القطبية الثنائية في مطلع تسعينات القرن العشرين، إلا أن تلك المساعي التي كانت تتصاعد كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية التي هي القطب الأوحد الآن، لم تؤد إلا إلى إفساد العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وافتعال حرب أهلية في فلسطين وانتشار الإسلام المتشدد في الأراضي الفلسطينية. وقد ضعفت الأنظمة المعتدلة في المنطقة بينما تقوت أنظمة التطرف في حين دخل سباق الأسلحة في المنطقة إلى مضمار جديد يحفل بمخاطر لا يحمد عقباها هو المضمار النووي.
وبالنسبة لإسرائيل فقد تأثرت أوضاعها بالصراع داخل المؤسسة الحاكمة بين معسكرين هما اليمين واليسار. وكان يفترض أن تؤدي "اتفاقات أوسلو" إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب. إلا أن السياسات المنبثقة من تلك الاتفاقات جعلت الفلسطينيين عرضة لتعسف المتشددين السياسيين والدينيين بحسب رأي الكاتب، وتسببت في إضعاف إسرائيل عسكريا. وكانت النتيجة أن الجيش الإسرائيلي خسر "الحرب اللبنانية الثانية".
وفي نتائج مفاجئة، حقق الجيش الإسرائيلي نجاحا خلال عملية "الرصاص المصبوب" في غزة (27 ديسمبر 2008 - 18 يناير 2009)، ولكن السياسة التي انتهجتها الحكومة الإسرائيلية حينذاك ظلت كما هي. ومن ثم فإن العملية العسكرية الناجحة في غزة لم تسفر عن شيء يفيد إسرائيل، إذ بقيت حركة حماس في الحكم في غزة محافظة على قنوات لاستيراد الأسلحة ولم يتم تحرير الجندي الأسير جلعاد شاليط بينما ما زال سكان الجنوب الإسرائيلي يتعرضون للقصف الصاروخي وإن خفتت كثافته.
ويرى الكاتب أن الانتخابات العامة الإسرائيلية يوم 10 فبراير أثبتت رغبة الإسرائيليين في تبديل الحكومة. ومن المتوقع أن تكون الحكومة الإسرائيلية الجديدة حذرة في تقديم تنازلات وإعطاء ضمانات للفلسطينيين وقد تتوقف عن التنازل عن أجزاء من الأراضي لصالح السلطة الوطنية الفلسطينية.
ولعل الأكثر أهمية هو أن تلك الانتخابات أظهرت أن الإسرائيليين باتوا يشعرون بأن "توصيات المجتمع الدولي الحميدة بشأن مصالحة العرب تمثل خطرا مميتا على الدولة العبرية".