الجزائر تحصي 20 مليون ناخب لرئاسيات الشهر القادم

كامل الشيرازي من الجزائر: أعلن في الجزائر اليوم عن بلوغ عدد الناخبين المسجلين رسميا حدود 20 مليون ناخب سيتولون اختيار رئيسهم القادم في اقتراع التاسع أبريل/نيسان القادم، وأفيد أنّ عدد المكاتب الانتخابية المتنقلة سيشهد ارتفاعا محسوسا، في وقت جرى استبعاد الصناديق الشفافة بداعي تكاليفها الباهظة.

وقال وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني، في مؤتمر صاحفي، إنّ عدد المواطنين الذين يحق لهم الانتخاب بعد ثلاثة أسابيع من الآن، يصل إلى 20 مليون و623 ألف و239 ناخب، وهو ما يعني أنّ الوعاء الانتخابي ارتفع بما يزيد عن المليوني ناخب، بعدما كان لا يتعدّى في آخر اقتراع شهدته البلاد قبل عامين، الثمانية عشر مليون ناخب.

وفاجأ الرقم الذي كشف عنه المسؤول الجزائري جمهور المراقبين، تبعا لقيام مصالح الداخلية الجزائرية قبل شهر بتعيين القوائم الانتخابية واستبعاد (الناخبين الوهميين)، حيث توقع كثير من المتابعين للشأن المحلي أن يشهد الوعاء الانتخابي تضاؤلا احتكاما لما أسفر عنه شطب آلاف الناخبين المسجلين بصورة مزدوجة والناخبين المسجلين ببلدات لا يقيمون فيها بالفعل، وكذلك كل الأشخاص المسجلين بصفة غير نظامية.

بيد أنّ الوزير برّر المعطى المذكور بتصحيح وضع 2 مليون و580 ألف عائلة، ما يمثل بنظره 40 بالمائة من الناخبين، مع الإشارة، الى أنّه يمكن لحجم الوعاء الانتخابي أن يشهد تحويرا إذا طعن فيه أحد المرشحين الستة، حيث يمنح القانون لهؤلاء صلاحية الحصول على قوائم الناخبين على مستوى البلدات الـ1541.

وستشهد رابع انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ الجزائر، فتح 47 ألف و150 مركز انتخابي، ما يمثل زيادة مراكز الاقتراع بـ7500 مكتب، تماما مثل أعداد المكاتب المتنقلة - المثيرة للجدل- حيث سيصل عددها العام إلى 243 مكتب، علما أنّ الأخيرة عادة ما تلقي معارضة شديدة من قوى سياسية، على خلفية الممارسات التي تشوبها وعدم تمكن المرشحين المعنيين من مراقبتها.

بالمقابل، لن تعتمد الإدارة نمط الصناديق الشفافة، وأرجع زرهوني هذا الإجراء إلى دواع مالية بحتة، حيث تحجج بكون ضمان توفير هذا النوع من الصناديق، معناه رصد مخصصات ضخمة تربو عن 46 مليون دينار، وهو ما لا تستطيع الحكومة تحمله، على حد قوله.

وسيشهد منشطو الحملة الدعائية المُرتقب افتتاحها بعد غد الخميس، تخصيص 3301 فضاء لتنشيط مهرجانات شعبية من طرف الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة المتجه إلى فوز محتوم بولاية رئاسية ثالثة بعد 23 يوما، ومرافقيه الخمسة: لويزة حنون، موسى تواتي، جهيد يونسي، محمد السعيد، وعلي فوزي رباعين.

ورغم استفادة الموعد الانتخابي القادم، من إجراءات أمنية استثنائية لتأمين سائر مكاتب الاقتراع، إلاّ أنّ المسؤول الجزائري توقع لجوء مجموعات التمرد إلى تنفيذ اعتداءات إرهابية استعراضية في الأيام المقبلة بغرض إحداث صدى إعلامي، مثلما قال، وأبدى زرهوني حرص السلطات على التصدي لخطط القاعدة من خلال تعزيز التحصينات الأمنية وتوخي صرامة أكبر.

ويتضمن النظام الأمني الخاص المعلن عنه قبل أسبوعين، توظيف ما لا يقل عن 160 ألف رجل أمن بغرض تأمين مختلف فضاءات الحملة الدعائية وكذا مراكز الاقتراع المتوزعة عبر الولايات الـ48، وجعلها في منأى عن شبح تصعيد إرهابي محتمل.

وأثارت هجمات نفذها متمردون الشهر الماضي وأوقعت 33 قتيلا، هواجس متزايدة من شن أتباع المتشدد عبد الملك دروكدال تفجيرات ضدّ أهداف حساسة كعادتهم في سائر المواعيد السياسية الحاسمة التي شهدتها الجزائر.

وبالتزامن مع إعادة انتشار الجيش على طول المناطق الموسومة بـ"الساخنة"، أعطى مسؤولون في الجزائر، انطباعا بأنّ أعمال العنف المدوية التي سبقت تشريعيات ومحليات 2007، لن تتكرر هذه المرة، قائلا للصحافيين أنّه تم إعداد "برنامج أمني كبير" ينبني على التجربة التي اكتسبتها القوى الأمنية في مناسبات سابقة، مع الإشارة الى أنّ عشرات المدنيين قضوا في مجاز جماعية ارتكبتها فرق الموت عشية انتخابات تجديد المجالس المحلية خريف العام قبل الماضي.