الصحف البريطانية: العرب وأسطورة اللوبي الإسرائيلي في واشنطن
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يرى فريدلاند في عموده الأسبوعي في الصحيفة أن مجموعات الضغط الإسرائيلية في واشنطن ليست دوما على درجة من القوة كما يظن ويعتقد البعض، لا بل أنها تضر أحيانا بالقضية التي تسعى جاهدة لخدمتها، وإن كان أنصار الدولة العبرية في الولايات المتحدة يسددون حتما ضربات قوية وصاعقة لا هوادة فيها في كثير من الأحيان. ويقدم فريدلاند في مقاربته أدلة ومواقف عدة يقول إنها تشير إلى تواضع حجم وفاعلية الدور الذي تلعبه مجموعات الضغط الإسرائيلية في التأثير على عملية صنع القرار في واشنطن، وذلك على عكس ما يتصوره البعض أو "يتوهمونه" بشأن مثل هذا الدور الذي يعتبرون أنه من الحيوية والحساسية بمكان إلى درجة نجاحه في معظم الأحيان في خدمة المصالح الإسرائيلية حتى وإن كان ذلك على حساب المصالح الأميركية ذاتها. قضية فريمان
لكن المفارقة أن الكاتب ينطلق في مقاربته هذه بعرض حادثة تدلل بالفعل على قوة مجموعات الضغط الإسرائيلية في الولايات المتحدة، وتتمثل برفض الدبلوماسي السابق تشارلز فريمان القبول بعرض لاستلام رئاسة مجلس الاستخبارات القومي الأميركي، وذلك في أعقاب تعرضه لحملة "اغتيال شخصيته" على أيدي جماعة الضغط المذكورة والتي قال عنها إنها "على استعداد للغوص في أعماق البذاءة والخزي والسفاهة من أجل تحقيق أهدافها". يقول فريدلاند: "لقد عثر أخيرا أولئك الذين دأبوا على الادعاء بأن ما يصفونه قوى الشر والظلام التابعة للوبي الإسرائيلي هي التي تمسك بخيوط لعبة السياسة الخارجية للولايات المتحدة على ضالتهم، فوجدوا شهيدا لتلك القوى."ويقصد الكاتب بـ "الشهيد" هنا فريمان نفسه الذي وصف في بيان غاضب له مؤخرا مجموعات الضغط الإسرائيلية في الولايات المتحدة بأنها "تسيطر على العملية السياسية في البلاد وتحكم قبضتها عليها"، كما وصف الحرب الإسرائلية الأخيرة على غزة بـ "الاعتداء الوحشي". "ضحية للضغوط"
ويذهب فريدلاند إلى حد التأكيد بأن الحوارات التي أجراها مؤخرا مع العديد من أنصار إسرائيل في كل من واشنطن وتل أبيب قادته إلى نتيجة مفاها أن لا احد ينفي البتة بأن فريمان، السفير السابق والصديق الوفي للسعودية والذي اقترح ذات مرة إطلاق لقب "عبد الله العظيم" على الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، كان بالفعل ضحية للضغوط التي مارسها عليه أنصار إسرائيل لمنع تعيينه في المنصب المذكور. لكن الكاتب يقفز بعد ذلك مباشرة إلى إيراد قائمة طويلة من الحجج والمواقف التي يرى أنها تشكل الدليل القاطع على أن دور اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة إنما له حدوده، وهو لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يرقى إلى درجة السيطرة على السياسة الخارجية لواشنطن أو إرغام إدارة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما على اتخاذ القرارات التي تخدم مصلحة إسرائيل أولا، بغض النظر عن انعكاساتها على صورة وسمعة ومصالح بلاده. ومن بين الأدلة التي يطرحها فريدلاند قوله إنه لو كانت الحال فعلا كذلك وتمتعت مجموعات الضغط الإسرائيلية حقا بمثل هكذا سلطة في التأثير على صانع القرار الأميركي، لما حدث تباين وتباعد بين البلدين في كثير من المواقف والحالات والقضايا. صفقة الأواكس
ويعود الكاتب بنا القهقرى إلى أواسط ثمانينيات القرن الماضي عندما وصلت إسرائيل وأنصارها من مجموعات الضغط تلك إلى حد التوسل، بدون جدوى، إلى إدارة الرئيس الأميركي آنذاك، رونالد ريجان، والطلب منها ألا توافق على إقرار صفقة بيع طائرات التجسس الأميركية (أواكس) للسعودية. والمثال الآخر الذي يورده الكاتب على فشل اللوبي الإسرائيلي في التأثير على قرار واشنطن السياسي هو احتجاز الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب عام 1991 لمبلغ الـ 10 مليارات دولار، التي كان من المُفترض أن تقدمها إدارته إلى إسرائيل، وذلك كوسيلة ضغط مكنته في نهاية المطاف من إرغام الإسرائيليين حينها على حضور مؤتمر مدريد للسلام مع العرب، والذي عُقد على مبدأ "الأرض مقابل السلام". والموقف الثالث الذي يدلل على أن الكلمة الفصل هي للولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالسياسات الكبرى، برأي فريدلاند، كان اعتراض واشنطن عامي 2000 و2005 على صفقات بيع أسلحة إسرائيلية إلى الصين. جواسيس إسرائيل
اما المثال الرابع، فكان فشل الإسرائيليين في إطلاق سراح من تورطوا بالتجسس على الولايات المتحدة لصالح إسرائيل، إذ أن واشنطن اعترضت دوما على الإفراج عنهم.
ويدلل فريدلاند على كلامه أيضا بما ذهب إليه الكاتب السياسي وعالم اللغويات اليهودي الأميركي نعوم تشومسكي عندما اقتبس كلام العالم ستيفان زيونيس، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة سان فرانسيسكو، عندما قال: "هنالك مصالح أبعد وأقوى بكثير، ولها نصيب وعلاقة بما يحدث في منطقة الخليج، مما هي عليه الحال بالنسبة لقوة الإيباك (أي لجنة العلاقات العامة الإسرائيلية الأميركية) أو مجموعات الضغط بشكل عام. وعلى رأس تلك المصالح تقف شركات النفط وصناعة الأسلحة والمصالح الخاصة التي يتخطى تأثيرها ودور مساهماتها في الحملات السياسية أي دور تقوم به مجموعات الضغط الإسرائيلية." نظرة فاحصة
ويختتم فريدلاند مقاله بالقول: "دعونا نأمل بأن تشجع حلقة فريمان قادة أميركا على إلقاء نظرة فاحصة حقيقية وجادة عليها (أي على مجموعات الضغط الإسرائيلية)، وأن يروها كما هي بالفعل: أي على أنها ليست قوية بالمطلق ولا هي دوما على صواب". ومن الجارديان إلى الإندبندنت، حيث نقرأ مقالا تحليليا آخر لمراسل الصحيفة في الشرق الأوسط، روبرت فيسك، بعنوان "لماذا يُعدُّ أفيجدور ليبرمان الشيء الأسوأ الذي يمكن أن يحصل في الشرق الأوسط". يقول فيسك في مقاله، الذي ترفقه الصحيفة بصورة لليبرمان وهو يتحدث على هاتفه الخليوي وقد علت وجهه ابتسامة واثقة وماكرة بآن بُعيد تسميته وزيرا لخارجية إسرائيل: "إنه، وبعد أيام من تعبير العرب عن امتعاضهم من نجاح اللوبي الإسرائيلي بعرقلة تعيين أوباما لفريمان في أرفع منصب أمني في البلاد، عادوا ليجدوا أنفسهم مضطرين للتعامل مع وزير خارجية جديد في إسرائيل، وهو الشخص الذي أسهمت تصريحاته العنصرية بوصول اليمين إلى سدة الحكم في البلاد. ويضيف فيسك بالقول إن العراقيين جادوا على العالم بشخصية مقيتة وممجوجة مثل الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بينما أنتجت إيران رئيسا لها هو محمود أحمدي نجاد، والليبيون زعيما كالقذافي، والآن جاء الدور على الإسرائيليين ليطلعوا على العالم بشخصية سياسية جديدة مثل ليبرمان الذي يتفوق على رئيس الوزراء السابق آرييل شارون في مواقفه المتطرفة.
موقف محرج
ويدلل فيسك على الصعوبة التي سوف يواجهها العرب بالتعامل مع إسرائيل وزير خارجيتها ليبرمان بالموقف الذي سيجد الرئيس المصري حسني مبارك نفسه فيه عندما سيضطر لاستقبال نفس الشخص الذي قال منذ حين: "إنه يتعين على مباراك أن يذهب إلى الجحيم إن لم يزر إسرائيل." يقول فيسك: "لقد قمت بتغطية أخبار مذبحة البوسنة أوائل عقد التسعينيات من القرن الماضي، وأستطيع أن أحدد لغة ليبرمان: إنها لغة الإعدامات والإغراق والجحيم والطلب بأداء قسم الولاء، وهي أيضا لغة ميلاديتش وكاراديتش وميلوسيفيتش." ويختم مقاله بقوله: "على السيدة هيلاري (وزيرة خارجية الولايات المتحدة) وسيدها (أوباما) أن يطالعوا الكثير من الكتب عن الحرب في يوغوسلافيا السابقة إذا ما أرادا فهم مع من سيتعاملان الآن." صحف اليوم كانت أيضا حافلة بالقضايا المحلية والدولية الأخرى، ومن بينها الانتقادات التي وُجهت إلى تصريحات بابا الفاتيكان، بنديكتوس السادس عشر، المناهضة لاستخدام الواقي الذكري في أفريقيا ومتابعة محاكمة النمساوي جوزيف فريتزل الذي نظر في عيني ابنته لأول مرة بعد اعتقاله وهي تخبر المحكمة عبر شاشة تلفزيون عملاقة كيف اغتصبها والدها 3000 مرة وأرغمها على إنجاب 7 أطفال منه في قبو منزله المظلم، بالإضافة إلى مشاكل الاقتصاد والصحة في بريطانيا. كاريكاتير ساخر
وقد استوقفني في صحيفة الإندبندنت رسم كاريكاتيري ساخر يظهر فيه رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون ككائن غريب عملاق وقد ظهر بصورة الحارس الشبح الذي يزعم أنه سيحمي أمن بلاده والغرب، ولكن تظهر من حوله معالم العاصمة البريطانية لندن الحضارية والعمرانية وقد تطايرت قطعا متناثرة في الهواء. أما في التعليق، فنقرأ: "ترى من يراقب الحراس؟! (أي بمعنى حاميها حراميها). وفي التعليق الفرعي كلام يخرج على لسان براون نفسه، والذي هدَّد إيران مؤخرا على خلفية إصرارها على مواصلة برنامجها النووي، إذ يقول: "نحن لا نستطيع السماح لإيران بتطوير سلاح قد يدمر الغرب. فهذا (أي تدمير الغرب) هو عملي ووظيفتي أنا!"
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سرعة فائقة
عبد الرحمن أبو المجد -عظيم جداَ أن تلاحق ترجمتكم لهذا المقال , و تسبق البي بي سي في نشره,لقد تمنيت ان أترجمه و ارسله لكم لكنكم دائما سباقون, لكم التحية و التقدير