أخبار

دور العسيري الإيجابي في باكستان نقله إلى بيروت

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عبد الخالق همدرد من إسلام آباد: نشرت الصحافة الباكستانية الأسبوع الماضي خبرا عن انتقال السفير السعودي لدى باكستان علي بن سعيد بن عواض عسيري من إسلام آباد. وقد سبق ذلك خبر عن تمديد مدة بقائه في باكستان. والخبر الجديد أشار إلى اسم خلفه إضافة إلى محطته الجديدة بأنه سوف ينتقل من إسلام آباد إلى بيروت أي من عاصمة إستراتيجية في جنوب آسيا إلى عاصمة هامة في الشرق الأوسط. وقد بدأ الحديث عن أسباب نقل السفير علي بن سعيد بن عواض عسيري ووقوع اختيار القيادة السعودية عليه في هذا الصدد؛ لكن إذا نظرنا إلى دور عسيري الدبلوماسي في باكستان، يكفي ذلك لمعرفة الدوافع وراء نقله إلى بيروت. والمثل يقول " إذا عرف السبب بطل العجب". من المعروف أن كل دولة تبعث ممثليها إلى الدول الأخرى من أجل رعاية مصالحها في البلد المضيف إلى جانب رغبتها في رفع مستوى العلاقات بين البلدين بما فيه مصلحة الشعبين. ومن هذا المنطلق يمكن تلخيص القول بأن عسيري كان سفيرا سعوديا لدى باكستان إضافة إلى كونه سفيرا باكستانيا لدى المملكة؛ لأنه قد قضى تسع سنوات من السنين الصعبة في تاريخ باكستان؛ لكن لم يُنقل عنه أي كلمة تبدي ملله أو تعبه من مواجهة الأوضاع. كما أن السفير عسيري أنشط سفير في العاصمة الباكستانية بلا منافس، إذ لا يفوته حضور أي مناسبة هامة سواء أ كان دبلوماسيا أم سياسيا وحتى حفلات أفراح معارفه ومجالس تقديم التعازي إلى أي شخصية هامة من المجتمع. ثم إن علاقاته لا ينحصر في شريحة أو طبقة خاصة من المجتمع الباكستاني، بل إنها شاملة تسع جميع أطياف المجتمع المدنية والسياسية وكافة المذاهب والطوائف الدينية من السنة والشيعة. والأهم من ذلك هو الدور الذي لعب السفير عسيري في الأزمات السياسية المتعاقبة في باكستان للمصالحة وإنشاء الوئام الوطني. وكان له دور ملموس في عودة نواز شريف إلى البلاد العام الماضي بعد عودة بينظير بوتو تحت صفقة مع الرئيس السابق الجنرال مشرف. وتشير المصادر إلى أن عسيري قام بتكريس جميع قواه من أجل حل تلك الأزمة التي كانت سببا لفوضى سياسية في باكستان. كما أن الدور الذي لعبه من أجل المصالحة بين الحكومة الجديدة ونواز شريف، لن ينمحي من ذاكرة التاريخ الباكستاني. ومن دليل نجاح علاقاته مع جميع أطياف المجتمع الباكستاني، أنه تمكن من حشد زعماء كافة الأطياف السياسية من الدينية والعلمانية والقومية والشخصيات الهامة من الشرائح الأخرى خلال فترة 24 ساعة لدى زيارة رئيس المخابرات السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز غضون الشهر الماضي تحت سقف واحد - في دار سكنه - عندما بدأت الأجواء السياسية تحمي بسبب الخلافات بين حزب الشعب الحاكم وحزب الرابطة جناح نواز شريف. ويرى الجميع أن ذلك الأمر لم يكن يمكن لأحد ولا للسفير الأمريكي في باكستان بسبب تقيد علاقاتهم في شرائح خاصة. أما من ناحية خدمة المصالح السعودية في باكستان أو المصالح الباكستانية في المملكة، فإنه أمر قد شهد فعلا آفاق جديدة أثناء تمثيل عسيري للمملكة في باكستان. وكان أول من وقف إلى جانب الشعب الباكستاني عقب زلزال أكتوبر عام 2005م المدمر. وقد راقب جميع عمليات نقل المساعدات السعودية التي كانت أكبر حجما مقارنة بالدول المانحة الأخرى بنفسه. كما قام بتسهيل التنسيق مع الجهات الرسمية مما أدى إلى إسراع العملية الإغاثية السعودية في باكستان. وقد أكد مسؤول للحملة السعودية الشعبية لمساعدة متضرري زلزال باكستان خلال حفل انتهاء مهام الفريق الطبي السعودي الميداني " لو لا السفير عسيري لما تمكننا من أداء مهامنا؛ لأنه كان دائما حلقة وصل بيننا وبين السلطات الباكستانية". واعترافا بخدماته الجليلة لباكستان عرضت عليه الحكومة الباكستانية هدية تتمثل في مرزعة بمساحة 44 ألف متر مربع وتقدر ثمنها بـ 15 مليون دولار قرب العاصمة إسلام آباد، أثناء حفل افتتاح المبنى الجديد للسفارة السعودية؛ إلا أنه اعتذر عن قبول تلك الهدية الثمينة بكل احترام مشيرا إلى أن " كل ما يقوم به من الأعمال هو واجبه. وأن الثقة التي أناطتها به قيادته الرشيدة تكفي لأن تكون مكافأة على عمله سفيرا"، بينما هو من القلة النادرة من السفراء الذين حصلوا على وسام " هلال باكستان " على خدماتهم لباكستان. كما وله جهود جبارة في وضع البلسم على جراح المتضررين من زلزال بلوشستان هذا العام إلى جانب المتضررين من الفيضانات في إقليم الحدود الشمالية الغربية. أضف إلى ذلك أن تواصله مع المواطنين السعوديين في باكستان والموظفين السعوديين من السلك الدبلوماسي والطلاب السعوديين، يعترف به كل من يعرفه إذ يقوم بزيارات إلى أقصى المدن من العاصمة من أجل الاطلاع على أوضاع الطلاب السعوديين ومساعدتهم في حل المشاكل التي قد يواجهونها إلى جانب حثهم على التركيز على التعلم إضافة إلى دعوتهم ليكونوا خير ممثلين للمملكة في باكستان. كما تم إنشاء المبنى الجديد للسفارة السعودية إلى جانب سكن السفير وسكن الموظفين من سلك الدبلوماسي تحت رعايته إضافة إلى الاهتمام الذي يوليه للمدرسة السعودية والمؤسسات السعودية الأخرى على التراب الباكستاني. كما وأن العاهل السعودي قام بزيارتين إلى باكستان خلال مدة تمثيله للمملكة مرة عندما كان الملك عبد الله وليا للعهد والمرة الثانية بحكم الملك إضافة إلى زيارة واحدة لولي العهد السعودي. وقد تم التوقيع على 5 اتفاقيات في مختلف المجالات ولأول مرة تمكن السفير عسيري من جلب الاستثمار الباكستاني إلى المملكة. أما من ناحية حضوره الإعلامي، فإن السفير عسيري لا يجاريه أحد في هذا المجال، إذ الصحافة الباكستانية قلما تجدها خالية عن خبر أو مقال عن المملكة أو السفير السعودي. وبسبب بقائه تحت الأضواء الإعلامية يعرفه حتى الأطفال في الشوارع. وطبعا هذا الأمر قد لعب دورا إيجابيا جدا. وإذا نرى إلى بيت السفير عسيري نجد أنه يحظى بعقيلة هي خير مساعدة له في أداء مهامه الاجتماعية. إذ هي الأخرى دائما تحرص على التواصل مع جميع السعوديات المتواجدة في العاصمة الباكستانية، بل وتمتد رعايتها إلى زوجات السلك الدبلوماسي العربي وكل العربيات التي يعشن في العاصمة. والصحافة الباكستانية دائما تورد تقارير عن الحفلات النسائية التي تقيمها عقيلة السفير عسيري على شرف النساء العربيات وصديقاتها من الباكستانيات. ومن هذا المنطلق تتصح الدوافع وراء نقل السفير عسيري إلى بيروت عاصمة لبنان محط رحال الطوائف الدينية والسياسية المختلفة بل المتناحرة. ويبدو أن اختياره جاء في وقت تحتاج المملكة العربية السعودية إلى ممثل قوي لها في بيروت من أجل تسهيل المهام التي تقوم بها المملكة في الشرق الأوسط. ومنها إعادة الاستقرار إلى لبنان ولم شملها الوطني والمصالحة مع دمشق والتعامل مع قضية فلسطين والقضاء على الخلافات بين الأطياف السياسية الفلسطينية. ويتأكد أن السفير عسيري الذي يحظى بخبرة دبلوماسية وحنكة في المصالحة والاندماج مع جميع الأطياف طبعا سوف يلعب دورا هاما في تعزيز العلاقات اللبنانية السعودية. وبناء عليه يقول البعض " الجميع يذهب إلى لبنان للهو والاستجمام وعسيري يتوجه إلى هناك من أجل العمل".
ومهما يكن من الأمور فإن اسم السفير عسيري سيخلد في تاريخ باكستان مثل اسم السفير السعودي الأسبق المرحوم رياض الخطيب الذي يذكره الباكستانيون بسبب دوره الفعال في إعادة الاستقرار إلى باكستان خلال السبعينيات من القرن المنصرم أثناء عهد ذي الفقار علي بوتو.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Pakistan what!
mohammad -

Pakistan is not an important country...It is nobody..it is ugly and smelly

الدور للبلد
محمد السيد -

دور السفير ياتي من تاثير بلده في الاحداث فالمملكه جميع من يمثلها سفيرا يلقى الدعم والمسانده من قوة البلد وثقلها في الاحداث ويستثنى من ذلك السفير الذي لايود ان يعمل كان يكون مبعدا عن منصب في الداخل ويجبر خاطره في هذا المنصب, ضع سفيرا سعوديا في المريخ فسينجح حيث وفرت له كل سبل النجاح , الا تذكرون معي شهرة احمد زكي يماني عندما كان وزيرا للبترول انها قوة البلد وتاثيره من اعطاه الشهره ولما خرج انتهى مجده وحتى دراساته عن البترول ذهبت ادراج الرياح.

الي الامام
ابو عبدالله -

الي الامام ايها العسيري وادعو الله لك بالتوفيق ويجزك خيرا انك تمثل المسلم المحافظ والذي يعمل على الخير ويمثل بلده خير تمثيل اعانك الله

الي الامام
ابو عبدالله -

الي الامام ايها العسيري وادعو الله لك بالتوفيق ويجزك خيرا انك تمثل المسلم المحافظ والذي يعمل على الخير ويمثل بلده خير تمثيل اعانك الله

اهلا في لبنان
ابو مجدي -

سعادة السفير على عسيرى له كل المؤهلات ليكون سفير للمملكة العربية السعودية حسن الاخلاق جرىءقليل الكلام كثير العطاءوالعمل ,عربي اصيل لايقبل بان يملى عليه شروط اى كان لايهاب التهديد من اى جهة كانت اهلا وسهلا بسعادة السفير بيروت معك شاء من شاء وابى من ابى انت تمثل دولة واكبر دولة تحمى العروبة والاسلام والسفراء لا يصنعون السياسة، بل يعبّرون عنها وينفّذونها. والسفير عسيري نجح الى حد بعيد في تنفيذ السياسة السعودية تجاه باكستان. ومن يقرأ تاريخ العلاقة السعودية - الباكستانية يكتشف ان الرياض كانت على مر التاريخ تتعامل مع باكستان الدولة والشعب، بصرف النظر عن من يحكمها. وهي استطاعت، على مدى نصف قرن، حماية علاقاتها مع باكستان من تأثير التقلبات السياسية التي عصفت بهذا البلد. ويشهد لعسيري انه استثمر خبرتة الامنية في حماية وتطوير مبدأ التعايش في افغانستان وباكستان، واستطاع ان يترجم سياسة بلده في شكل متميز. المرحلة المقبلة في لبنان تريد سفيرا يستطيع وضع المخاطر الامنية في حجمها، ويقدّر مدى جديتها، وتأثيرها على الوضع السياسي،والسغير العسيري خير من يقوم بذلك