أخبار

قلق في موريتانيا من نفوذ الصحافة الإلكترونية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك



نواكشط: مثلما ترتبط قهوة الصباح بالجريدة لدي أكثر القراء انتظاما في الماضي، يبدأ الموريتاني يومه في المكتب بتصفح مواقعه الإخبارية المفضلة. ويبقيها مفتوحة انتظارا لأي تحديث. ويتصفح الموريتانيون نحو مئة موقع تعنى بالشؤون المحلية. وتأتي المواقع الإخبارية في المقدمة منها. وقد اتخذت السلطات مؤخرا إجراءات بحجب أحد تلم المواقع وهو "موقع تقدمي" واعتقلت أحد كتاب الرأي فيه.

غير أنها تراجعت عن هذه الإجراءات، وأنكرت رئاسة الدولة أي علم بها بعد حملة " الكترونية" واسعة ضد السلطات وتنديد من الأحزاب والهيئات المهنية. ويتوقع مهتمون مزيدا من الضغط علي الصحافة الإلكترونية ذات النفوذ المتنامي. ويقول سيد احمد ولد بابا رئيس تحرير موقع " الأحبار المستقلة" الألكترونية إنه لا يستغرب ما وصفه باستهداف موقع " تقدمي" أو أي موقع آخر "في ضوء النفوذ المتزايد لهذه المواقع التي باتت المصدر الأهم للأخبار". وتوقع أن "تستمر وتيرة التصعيد.

واعتبر مربيه ولد الديد وهو رئيس تحرير موقع آخر أن حرية الصحافة تعرف انتكاسة. واتهم رئيس الدولة الموريتاني الجنرال محمد ولد عبد العزيز بالتمهيد لهذا التضييق بهجوم علي الصحافة "خلال خطاب ألقاه مؤخرا ووصف فيه الصحافة بالإرتزاق". وقال إنه بعد الخطاب مباشرة تم " اعتقال الصحفي أبو العباس ( كاتب رأي في موقع تقدمي)، واتخاذ قرار بحجب الموقع، ثم تعريض صحفيين للضرب خلال وقفة تضامن مع الصحفي والموقع".

وقد برر النائب العام حجب الموقع بوجود شكاوى من شخصيات تتهمه بالتعريض بها. وفي الواقع تحولت المواقع الألكترونية الموريتانية إلى سيف مسلط علي رقاب الكل لا السلطات وحدها. فهي تنبش في حياة كل الشخصيات السياسية، وتنشر أمورا مسكوتا عنها. ولا يستغرب ولد بابا أن تتعرض للمضايقة " نتيجة لتنامي نفوذها، وكونها أصبحت المصدر الأهم لدي الموريتاني للإطلاع علي ما يدور في بلده". كما أنها " تنشر حقائق يحرص من تعنيهم إلي أن تبقي طي الكتمان".

ويعترف ولد بابا بارتكاب المواقع أخطاء لكنه يعتبر أن "التعامل الأمني مع الخطأ مشين مثل الولوغ في أعراض الناس". ويعلل ولد الديد رئيس تحرير وكالة نواكشوط للأنباء الألكترونية قوة المواقع بالسرعة الفائقة التي تنقل بها الأخبار. ويقول إنه" بعد قليل من نشر الخبر يتناقله الناس". وبالرغم من قرار النائب العام بحجب موقع " تقدمي" فإن الموقع لم يغب عن بعض متصفحيه فهو من جهة مسجل في الخارج، لكن أيضا لجأ كثيرون إلي مواقع تسهل ولوج المواقع المحجوبة.

وتواجه السلطات مصاعب في التعاطي مع هذا الكائن الألكتروني القوي إذ لا توجد قوانين تنظم الصحافة الألكترونية بالرغم من أن وزارة الإتصال استحدثت إدارة خاصة بالصحافة الألكترونية. لكن هذه الإدارة لم تر النور إلا قبل أسبوع. وهذا ربما ما حال دون الحصول علي رأي الجهة المسؤولة عن صحافة مثيرة للجدل، تجاوز نفوذها برغم حداثة السن نفوذ أهم وسائل الإعلام التقليدية في البلد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف