الجزائر تسعى لتوقيع إتفاقيتين أمنيتين مع تونس وليبيا

كامل الشيرازي من الجزائر: قالت مصادر جزائرية، اليوم، أنّ السلطات هناك تسعى لتوقيع اتفاقيتين أمنيتين مع جارتيها تونس وليبيا، ويقضي الاتفاقان المرتقب تتويجهما في غضون المرحلة القليلة المقبلة، بتبادل المطلوبين، علما أنّ الجزائر تمتلك ما يربو عن مائة اتفاق لتبادل المطلوبين مع عديد الدول العربية والغربية، ما مكنّها من استرجاع 60 مطلوبا العام الماضي.

واستنادا إلى معلومات توافرت لـ"إيلاف"، فإنّ وزارة العدل الجزائرية بدأت حراكا مع نظيرتيها في كل من تونس وليبيا من أجل تسريع العملية، كما باشرت السلطات الجزائرية خطوة مماثلة مع المغرب، مع الإشارة أنّ هناك اتفاقا بين الجزائر والرباط، بيد أنّ الأولى تريد تكييفه بشكل يمكنّها من استرجاع العشرات من مطلوبيها لدى المغرب، ويتورط الكثير من هؤلاء بقضايا العنف وكذا التهريب والجريمة والمنظمة والاتجار بالمخدرات.

ورغم ارتباط الجزائر وبريطانيا باتفاقية لتبادل المطلوبين، إلاّ أنّ لندن تتمنع للعام الثالث على التوالي، عن تسليم الملياردير الهارب عبد المؤمن خليفة (40 عاما) المتهم الرئيس في فضيحة "بنك الخليفة المفلس".

وعلمت "إيلاف" أنّ الجانب الجزائري يراهن على تفعيل الاتفاقية القضائية المبرمة مع لندن، بهدف إنهاء معضلة تسليم "رفيق عبد المؤمن خليفة" (43 سنة) بعد مضي أكثر من عامين على احتجازه، وتردد القضاء البريطاني في تسليم المتهم الرئيس في فضيحة مجمّع "خليفة" التجاري المصفّى في ربيع 2003، التي كبدت الجزائر خسارة زادت عن الملياري دولار.

ونقلت مراجع جزائرية إنّ الجزائر تتطلع لإقناع لندن بجدوى ترحيل خليفة القابع في سجن بريكستون منذ ربيع السنة قبل الماضية، بعدما تحوّلت مسألة تسليم المطلوب الأول للسلطات الجزائرية إلى "معضلة حقيقية"، بسبب ماراثونية وتعقيدات الإجراءات المعتمدة من طرف المملكة المتحدة، وسط "تنافس" على جلبه بين الجزائر وفرنسا، علما إنّ مالك المجمع المفلس مُتابع رفقة 11 متهما آخر يتواجدون في حالة فرار، بتهم تهريب أموال وتشكيل عصابة أشرار، والاحتيال وتبييض الأموال والجريمة المنظمة والجريمة العابرة للحدود الجزائرية والسرقات، وسبق للمدعي العام لدى محكمة البليدة الجزائرية (50 كلم غرب)، في أواخر شهر مارس/آذار 2007، أن التمس إجراء "محاكمة خاصة " للملياردير الهارب ومساعديه.